من فات قديمه تاه

قبل أى كلام جاى ممكن أكتبه و أى مشكلة ممكن أكتب عنها اكتشفت حاجة مهمة اكتشفت انى مهما قولت ومهما عدت لو مفيش اعتراف بوجود مشكلة يبقى أى كلام هأقوله أنا , أو يقوله غيرى ولا هيبقى له أى لازمة

لأن دايما بيكون حل أى مشكلة فى الدنيا بيبتدى بالاعتراف بيها و الاعتراف ده بيكون أول سلمة نطلعها وبتساعدنا اننا نبتدى نواجه وندور على الحل لكن طول ما احنا ناكرين أكيد مش هنوصل لأى نتيجة مرضية

وعشان كده لازم نوقف وقفة صراحة مع نفسنا و نعترف اننا للأسف بنواجه مشاكل كتير فى حياتنا ومعظمها بيرجع لوجود بعض القناعات , الأفكار, المعتقدات , والسلوكيات وكمان المشاعر اللى اتزرعت جوانا وكبرنا و اتربينا عليها و شوفنا آباءنا و أجدادنا عايشيين بيها و ورثناه منهم وبقت جزء لا يتجزأ مننا و للأسف بقت جوانا و بتجرى فى دمنا و بنخاف نقرب منها أو نغيرها أو نستبدلها تحت شعار ” من فات قديمه تاه” و فى الحقيقة انها مجرد كراكيب …أيوه احنا جوانا كراكيب

زى ما بنحتفظ فى بيوتنا بحاجات و أشياء كتيرة عشان مثلا لها ذكرى فى ماضينا أو لارتباطنا النفسى بيها , أو لأنها بتمثل لنا عنصر آمان و بنخاف من المستقبل اللى ممكن يحوجنا فبنظن انها ممكن تنفعنا و ممكن نلاقى لها استعمال وفايدة فى المستقبل فبنخزنها وبنحتفظ بيها فى صندوق أو دولاب الكراكيب , فكمان النفس البشرية عاملة بالظبط زى بيوتنا فيها دواليب و صناديق مغلقة فيها حاجات كتير ملهاش لازمة …فيها كراكيب !

ليه نحتفظ بأفكار و معتقدات من الماضى ظنا منا انها صالحة لليوم والغد؟! فى حين انها بقت بالية مفيش مكان لها على أرض الواقع غير جوانا بس , و بنرفض قبول أو التعرف على غيرها حتى لو كان الأفضل

لو موافق اننا عندنا مشكلة , ولو قادر تعترف بيها يبقى انت قادر انك تعيد هيكلة نفسك , يبقى انت قادر تتخلص من كراكيب نفسك البشرية , يبقى انت هتقدر تتمرد على نفسك وتخلص من كل عديم فايدة جواك بعد ما كنت له أسير فى يوم من الأيام , يبقى انت كده هتفوت قديمك لكن مش هتوه بالعكس هتلاقى طريق جديد منور هتتهدى له

من الآخر كده أرجوك افتح صناديق عقلك وروحك وانفض منها الغبار وارمى منها أى كراكيب .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *