الأرشيف الشهري: أغسطس 2014

بدون بحث وبدون معاناة….تصلك الفضيحة أينما كنت

” سهرة خاصة وأسرار فضيحة …. فقط تشاهدونها على قناة …. ” , ” فيديو فضيحة…الحق ادخل واتفرج قبل الحذف” , ” أخبار وفضايح المشاهير فقط على موقع …” وغيرها كتير من العبارات الخاطفة المحفزة للفضول البشرى واللى بنشوفها يوميا فى وسائل الاعلام المختلفة و على مواقع الانترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى ده غير الصحافة الورقية والمجلات المتخصصة فى نشر أخبار المشاهير والنجوم… , وبالطبع مبنكتفيش بمجرد الرؤية لازم طبعا نشارك بنشر الفضايح ديه سواءا بفى كانت مرئية أو مكتوبة وكل ده بضغطة زر واحدة بسيطة , وأحيانا اذا مكنش فى معظم الوقت بنضيف عليها بعض الكلمات أو العناوين والتعليقات اللى تخليها أكتر اثارة وتضخم من قيمة الحدث حتى لو كانت التفاصيل اللى بنضيفها ديه لا تمت للحدث بصلة من قريب أو من بعيد ….

وللأسف مش وسائل الاعلام لوحدها هى اللى بتروج للفضايح و أحيانا بتصنعها , لأ احنا كمان بنصنعها يوميا فى جلسة نميمة أو بمكالمة هاتفية أو بترديد المأثور الشعبى البديع “يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش” و” بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة ” … أصل فعلا لها سحر خاص جملة ” شوفتوا اللى حصل…” جملة كافية لجذب أكبر عدد من الناس عشان بتجمعوا فى حلقة مغلقة لتداول أهم فضايح اليوم من وجهة نظرهم واللى تتمثل فى ” فلان صاحب فلانة ” و ” فلانة سابت فلان ” و ” فلان طلع حرامى وفلانة اطلقت “… لدرجة أصبحت الفضايح والبحث عنها تشكل روتين يومى فى حياتنا , أصبحت ادمان واحنا له أسرى , ولما تتأخر علينا الجرعة ومنلاقيش ما لذ وطاب من فضايح …. بنلاقى نوعية مميزة من الأسئلة فى مقدمتها ” ايه الأخبار” وأمثلته من عينة ” ايه النظام ” , ” ايه الجديد “, ” مفيش أى مشاكل” , ” هى الدنيا هادية ليه انهارده”…. فمع إن ظاهر الأسئلة ديه يبان برئ إلا أنها بتحوى فى باطنها شغف لسماع أى شئ مثير نتداوله بينا عشان نخليه حكاية نتناقلها جايز يرضى فضولنا .

وحتى لو انت جاهدت نفسك و تميزت بانك تلجم فضولك هتلاقى ناس كتير حواليك تخصصوا فى التلصص على اللى حواليهم دول كمان بيكونوا بارعين فى البحث والكشف عن أسرارهم وبعد مرحلة البحث والكشف بتيجى مرحلة التطوع لنقل الأخبار المصنفة على انها فضيحة وحتى لو انتفيت عنها صفة الفضيحة وكانت بس تتسم بالسرية أو الخصوصية بالنسبة لأصحابها فهما بكل بساطة قادرين على جعلها فضيحة بكل ما تحمله الكلمة ….وبكده فبدون بحث وبدون معاناة تصلك الفضيحة أينما كنت .

سؤال بقى ووقفة كده مع النفس … هو ليه بنسعى لمعرفة أخبار الغير وبنعمل منها مسلسل بعدد لا نهائى من الحلقات فمنلاقيش له نهاية و مبيوصلش أبدا للحلقة الأخيرة.. بالعكس احنا بتنتابنا حالة من الامتنان اذا كانت الأخبار ديه بتعد من الفضايح عشان نصنع منها فيلم الموسم… ياترى ده ممكن نطلق عليه انه مجرد فضول ؟! ولا ده فراغ قاتل وبنملاه بتتبع تفاصيل حياة اللى حوالينا ؟! ولا ده مرض واستشرى فى المجتمع ؟!

يا ترى فكر كل واحد فينا أنه مش مجرد متلقى لما يطلق عليه مسمى “فضيحة “؟! يا ترى فكر كل واحد فينا انه زى ما قام بدور المستمع أو المتفرج من المؤكد أنه هيقوم فى يوم من الأيام بدور البطولة فى “فضيحة” تانية هيتناقلها اللى حواليه؟! … فكر و بعد كده اختار براحتك شكل حياتك , مش هتقدر توقف الناس كلها عن البحث عن “فضيحة ” تسليهم , ومش هتقدر تخلى الناس تبطل فضول أو تبطل كلام وكمان مش هتقدر تحمى نفسك انك متبقاش جزء من حكايتهم وتسليتهم اليومية لكن تقدر بكل سهولة متشاركش فى حواديتهم وتوفر وقتك ومجهودك لأى شئ له قيمة … انقذ نفسك واخرج بره إطار الفراغ اللى عايشين فيه .

الخلاصة …

كل الكلام اللى جاى مجرد خواطر و قناعات شخصية بتصب فى رفض فكرة الاستكانة , شايفة من وجهة نظرى الشخصية البحتة ان عدم الاستكانة مبيتعارضش أبدا مع ربنا فى شئ وفى الآخر برضه الله أعلى و أعلم
كلام حسيته حبيت أدونه وأذكر نفسى بيه عشان مأقعش فى يأس أو احباط أواكتئاب … يعنى من الآخر لا بأنصح و لا بأتفلسف ولا بأنظر بكلامى ده على حد

ربنا له حكمة فى كل حاجة … أكيد
مفيش شئ بيحصل صدفة و كل شئ مخلوق بقدر …أكيد
لازم نؤمن بحكمة ربنا و قدره … أكيد
لكن ياترى احنا فاهمين ماهية الايمان بحكمته و قدره ؟
يا ترى عارفين ايه الخطوات اللى متبعة عشان نوصل لمرحلة الايمان بحكمته و قدره بجد؟
ياترى مفرقين ما بين الايمان الحقيقى بحكمته و قدره بعد ما نستنفذ كل الأسباب و ما بين الاستسلام اللى بنغلفه بقشرة الرضا و الايمان بحكمة ربنا و قدره؟ … ده بقى اللى مش أكيد و جايز يكون أكيد انه مش أكيد
انك تؤمن بربنا وتثق فى قدره و حكمته ميتعارضش أبدا مع انك تعافر قوى انك تقفش و تخطف من الدنيا اللى انت عاوزه و لا يتعارض كمان مع انك تكون عاقل و حاسبها مع ان بعض الجنون أحيانا هو اللى بيوصلنا للى عايزينه
ليه بنستخدم ” حسن الظن بالله” على مزاجنا ليه منفضلش ورا اللى عايزينه بثقة و أمل و حسن ظن بالله انه هيحققها و يخليها تستقيم كمان لينا زى ما احنا عايزين بالظبط و تكون سبب سعادة وراحة ؟
ليه منلجأش ” لقدرة القادر فى قوله للشئ كن فيكون” فى ان اللى عايزينه بسهولة هيكون لو بس اتوجدت النية الصادقة انه هيكون؟
ليه مش متأكدين إن “القريب المجيب” هيستجيب لأنه وعد انه هيستجيب من غير شروط ؟
ليه بنستسهل فكرة ان الدعوة ممكن تستبدل فى الآخرة أو تستبدل بدعوة غيرها فى الدنيا و بننسى “اللهم اتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة ” يعنى ممكن مش عايزة أقول “أكيد” انك تاخد دعوتك اللى طلبتها فى الدنيا و ده ميمنعش غيرها من حسنات الدنيا و كذلك حسنات الآخرة يبقى ليه متلعبش على الاحتمالية ديه؟
ليه بنفتكر ” الجبار” بس فى الانتقام و بننسى انه “جبار” فى جبر الخواطر و تحقيق الرجاء ؟
ليه تعيش فى انكسار ووهم الضحية (كإحساس أسهل من المعافرة)لما ممكن تعافر قوى و توصل ؟
ليه متستغلش ايد حد بتتمدلك عشان يعافر معاك لما ممكن توصلوا لنمط حياة أفضل مع بعض ؟
ليه الدنيا يا أبيض يا أسود؟
مع ان المنطقة الرمادية بنعيش فيها معظم حياتنا و مش شرط ابدا تكون ضبابية غير واضحة فى أوقات كتير بتكون مجرد نقطة التقاء و حل وسط يريحنا من متاعب الأبيض و الأسود
ليه حاجات كتير قوى….. ؟
الخلاصة …لسه فى أمل
لسه فى ثقة
لسه فى معافرة
لسه فى فرصة
لسه ممكن نتحمل و نعدى و نعاند أى ظروف
لسه فى يقين “يقين فى الخالق و يقين فى مخلوق”…يقين هو منتهى الحماية من أى حاجة تعكر الصفو أو تكون ماشية ضدنا عكس الاتجاه
وده مالوش أى علاقة بمعاندة القدر و عدم الرضا بحكمة ربنا على فكرة

دع الخلق للخالق

فى ظل الأيام الغريبة العجيبة المريبة اللى عايشين فيها دلوقتى وما يعلم بيها إلا ربنا مفيش حوالينا غير اضطرابات , أزمات , خلافات , مشاحنات … بقينا بنتكلم بس من غير ما نسمع , بقينا بنصدر أحكام وبناخد قرارات من غير ما نفكر , اتخلينا عن الصبر و التحمل فبتضييق صدورنا ومبقناش قادريين نتحكم فى انفعالتنا , بنتخانق و نتناحر ونثور على بعض لأتفه الأسباب وفى الآخر بعد ما بنقطع و نهربد فى جتة بعض نرفع شعار “دع الخلق للخالق” و”خليك فى حالك ” و” كل واحد يخليه فى نفسه ” و “كل واحد حر” ! آمال لو مكنش كل واحد حر , ومكناش بندع الخلق للخالق كان ايه اللى حصل ؟! … للأسف بنقول كلام مش مؤمنيين بيه وبنعمل عاكسه على طول الخط , بنوهم نفسنا اننا فى حالنا واننا مثالين واحنا أصلا حاشرين مناخيرنا فى اللى مالناش فيه … الحقيقة المرة اللى لازم نعترف بيها اننا عندنا أزمة تقبل و تعايش مع اللى حوالينا

بننشغل بأمور غيرنا أكثر من انشغالنا بأمورنا , بنفرض عليهم وصايتنا فنوجه و ننصح لأ وكمان أحيانا بنفرض آراءنا عليهم حاجة كده من منطلق الفاضى يعمل قاضى … كل واحد فينا بيشوف التانى بصورة المخطئ دايما وبيشوف نفسه الصح , بنلوم الناس اللى حوالينا ومنلومش أبدا نفسنا , نراقب الناس و نتصيد لهم الأخطاء أو يعنى اللى بنشوفه من وجهة نظرنا خطأ ونوكل نفسنا كمان قضاه لمحاسبتهم و محاكمتهم , مبنقبلش الأعذار و لا نعرف حاجة بعد الشر عننا يعنى اسمها ثقافة التسامح , وفنفس الوقت كل واحد شايف غلطه دايما مبرر و مينفعش غير ان الآخر يرضخ ويقبل خطأنا ده ويعذرنا كمان ويقبله بصدر رحب !

بنفترض فى نفسنا الذكاء المطلق وبنفتكر اننا الأعلم , الأكتر وعى و الأكتر دراية بالأمور , أما عقلية بقية البشر فهى دايما لا ترتقى لمستوى تفكيرنا , بنسعى لتغيير اللى بنختلف معاهم و مبنغيرش من نفسنا , بالنسبة لينا الآخر كله عيوب ونواقص أما احنا فبنتصف بالكمال! بنغفل و بننسى أو بنتناسى ان الكمال لله وحده و انه سبحانه و تعالى خلقنا عشان نتكامل ببعض , بننسى ان كل واحد من غير “الآخر” ميقدرش يعيش لوحده .

دايما متسرعين مبنديش الفرصة لنفسنا اننا نتعرف على غيرنا كويس فبنخسره و بنخسر الخير اللى جواه , بنسئ الظن دايما و شايفين ان غيرنا أكيد سئ , أكيد بيمثل , أكيد ظاهره غير باطنه وده طبعا من منطلق اننا يا ما شوفنا ناس “من بره هلا هلا و من جوه يعلم الله “!

بنكتفى بالقشور من غير ما ندور على الجوهر, بنصدر أحكام مطلقة بدون تفكير فبنتوهم اننا فاهمين الآخر كويس و بندعى اننا نعرف نواياه اتجاهنا و بنجزم انها نوايا أكيد سيئة , وانه بيحمل لينا الضغائن و ممكن كمان نفترض انه بيكرهنا أو على أقل تقدير مبيحبش لنا الخير

الأدهى بقى من كل ده و بصرف النظر عن ان كل اللى فات ده سلوك غير سوى من الأساس , إلا إن الفرد مننا مصاب بمجموعة تناقضات زى الفل فبيشوف ان له مطلق الحرية فى ممارسته لنقد و محاسبة غيره و يحرمه على غيره … فأى حق ده اللى يخلى حضرتك تحرم على غيرك اللى بتبيحه لنفسك ؟!

أحب بقى أقول لنفسى و ليك و لكل المجتمع اللى مش طايق نفسه ده “لا تعايرنى ولا أعايرك ده الهم طايلنى و طايلك” … آه و الله , وكمان أحب أضيف ان ” اللى بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب ” ايه رأيك بقى ؟

أصلك لو قررت انك تحاسب غيرك و تحاكمه فياريت تقبل كمان انه هو كمان يحاسبك و يحاكمك , و لو انكرت عليه ارتكاب أى غلط فخليك عارف انه ممنوع عليك انت كمان منعا باتا انك تغلط , ولو حسيت انه بيكرهك فاعرف كويس انك انت كمان أكيد بتحمل له جواك نفس مشاعر الكراهية , لأ و كمان لغيره من الناس و للأسف لنفسك .

الحقيقة اللى لازم نعترف بيها اننا ساعات بنشوف اللى حوالينا بصورة كدابة و بننسج لهم من مشاعرنا , وأفكارنا و معتقاداتنا السلبية اطار وهمى عشان نحطهم جواه , فبنطمس حقيقتهم و بنشوه صورهم … أزمة التعايش مع غيرنا هى نابعة فى الأساس من أزمة تعايش مع نفسنا , عدم قبول كل واحد لنفسه بيخليه لا اراديا بيرفض الآخر , لما بنفشل فى حب نفسنا بنكره اللى حوالينا , انعدام السلام النفسى جوانا بيولد بالتأكيد حرب مع غيرنا …

لو عايزين بجد ننجح فى التعايش مع اللى حوالينا و يكون بينا تفاهم و تقبل لبعض , نعرف نلتمس لهم الأعذار و نتغاضى عن عيوبهم و نشوف مميزاتهم , لو عايزين بجد نعرف نحتوى بعض فلازم اننا نبدأ بنفسنا …

اقبل نفسك زى ما هى و تعايش معاها , دور على مواطن الجمال فيها و خليها تتغلب على عيوبها , حبها لأنها تستحق انها تتحب , وأوعدك انك لما تنجح فى تحقيق السلام النفسى جواك أكيد هتقدر تحققه مع غيرك … نقطة البداية جوه كل واحد فينا لو عايز تتصالح مع غيرك اتصالح مع نفسك الأول .

موت يا حمار

(موت يا حمار , فى المشمش , لما تشوف حلمة ودنك , لما تشوف آفاك ….) عبارات تعجيزية بنستخدمها يوميا للدلالة على استحالة تحقيق شئ معين , لكن السؤال بقى هل فعلا فى حاجة اسمها مستحيل ؟! ولا ده وهم احنا بنصنعه بايدنا عشان خايفين من التجربة , أو جايز عشان يائسيين أو محبطين , و لا جايز عشان مش واثقين فى نفسنا ولا فى قدراتنا , و جايز كمان البعض – زى مجتمعنا الفل ده – بيصنع المستحيل متعمد عشان يعجزنا و يوقفنا فى أماكنا فى سكون واستسلام و نعتبره واقع لازم نعيشه…

طيب لو افترضنا ان فعلا فى مستحيل هل المستحيل ده هيكون مطلق و لا نسبى ؟! … مش جايز “المستحيل” لغيرنا يبقى “ممكن” لينا , أو “الممكن” للأخريين هو “المستحيل” لينا , لكن جايز كمان الكل يتفق على ” المستحيل” و يجى فرد واحد يختلف عن الكل و يشوف “المستحيل” ممكن ! … على فكرة هو بنى آدم طبيعى بس الفرق بينه و بين غيره انه عنده ايمان شديد بقدراته و بقدرته على الوصول , وفعلا بيصدق نفسه فبيوصل فبالتالى بيحطم وهم المستحيل رغم انه قلة و اختلف مع الجماعة .

وطالما المستحيل طلع شئ نسبى بيختلف بإختلاف نظرتنا له يبقى ده معناه انه واقع ممكن تغييره مش مجرد قدر لا مفر منه , ولو افترضنا انه قدر لا مفر منه فحياتنا متستاهلش شوية صبر ومثابرة و سعى عشان نحقق اللى عايزينه ؟! و حتى لو محققناش اللى عايزينه مش كفاية اننا حاولنا و مأستسلمناش ؟!

للأسف كتير فى مجتمعنا بنوصف تحقيق بعض الأشياء بالاستحالة و بيساعدنا على التعجيز ده بعض الموروثات و المقولات اللى زى ( كان غيرك اشطر , ادى دقنى لو فلحت …) و بالتالى بنخاف نقرب من الشئ ده وطبعا مبنتصورش ولا بييجى فى خيالنا للحظة اننا ممكن ننجزه و ده غالبا مش بسبب صعوبته لكن عشان الصورة الذهنية المغلوطة اللى اتكونت فى أذهانا عنه و اللى جعلته مش متفق مع أفكارنا أو مبيتماشاش مع طبائعنا و بالتالى بنستنكر حدوثه , فتدور الأيام و تتغير الأحوال وممكن جدا ننجز الشئ اللى قولنا عليه مستحيل و ساعتها بنستعجب ازاى وصفناه فى يوم بالاستحالة ؟! … إذن ليه بقى نتخاذل قدام بعض الضروريات اللى ممكن تضيف الكتير لحياتنا بالعكس ده ممكن نخسر كتير لو معملنهاش عشان بس حطيناها تحت بند “المستحيل” ؟!

ياريت و حياة أغلى حاجة عندكم يبقى عندنا شوية إرادة , متستسلمش لحاجة مش مقتنع بيها لمجرد ان غيرك بيحاول يرسخها فى دماغك , لازم نؤمن بنفسنا أكتر و نصدقها أكتر , ونسد ودانا لأى أصوات محبطة من حوالينا , متنتبهش غير لصوت عقلك , صوت اصرارك و صوت أملك , ساعتها ربنا هيعطيك قدرة على السعى و طاقة على الصبر و يسخر ليك كمان نعمه للوصول لهدفك اللى بيشوفه غيرك “مستحيل” وانت هتحوله بارادتك “لممكن” .

وكل ما تحس انك مش هتوصل أو تحس بصعوبة واستحالة افتكر ان “الممكن” فى الأصل كان هو كل بعيد شافه البعض ” مستحيل ” صعب المنال و لكن جه شخص و شافه بعين مختلفة و إرادة منفردة فنجح وسبق غيره وتخطاه و خلاه “ممكن” … افتكر ان “كل مستحيل ممكن” .

اسأل مجرب و لا تسألش طبيب

انك تمر بتجربة و تكون صاحب خبرة يعتد بيها ده شئ و انك بناء على خبرتك ديه و تجربتك تنصب نفسك مرجعية مطلقة و واصى على بقية البشر ديه حاجة تانية خالص

كل واحد بيمر بمشكلة حتى لو كانت ظاهريا متشابهة بمشاكل ناس قبله مروا بيها إلا ان دايما هنلاقى فروق بسيطة و احيانا مش بسيطة اولها انك شخص مختلف عن الشخص اللى مر بالمشكلة يعنى تفكيرك مختلف , قيمك مختلفة , اختياراتك مختلفة , اولوياتك كمان مختلفة حتى ألمك و ضيقك و حزنك وقت المشكلة ممكن يكونوا مختلفين فمينفعش تلجأ للمجرب على سبيل انه عنده الحل المطلق و تنسى الفروق النسبية اللى بينكم

ده غير ان الشخص اللى مر بتجربة قبلك مش ضروى ابدا انه يكون كون خبرة ايجابية لها أسس موضوعية توصله لأحكام صحيحة ممكن جدا يكون تعامل غلط مع مشكلته و أساء التصرف فى التعامل فكون بالتالى صورة سلبية و بنى عليها أحكام غير موضوعية و بناء عليها حط منهج خاطئ للتعامل مع المشكلات

ممكن جدا ينصحك من منظور حياته و قيمه و عقله و تفكيره و بيئته اللى عايش فيها واللى متتناسبش معاك , ممكن ينصحك من منظور طموحه اللى ممكن يكون أصغر من طموحاتك فيحبطك و يحسسك انك عمرك ما هتوصل أو يكون طموحه أكبر منك بمراحل فيعشمك بحاجة متتناسبش مع قدراتك فيغرقك

المشكلة مش بس انه بيعرض تجربته عليك المشكلة انه بيعتبر نفسه الصح و بيعتبر نفسه الواصى الناصح المنقذ وانه كده بيوفر عليك تعب التجربة و تعب الوقوع فى الأخطاء فى حين انه فى معظم الأحوال بيكون فعلا بيضرك لأنه بينقلك غالبا خلاصة تجربة مغلفة بمشاعره و أحاسيسه هو اللى مر بيها وقت تجربته مش خلاصة موضوعية مبنية على العقل و التفكير

بيخوفك من انك تجرب بنفسك , بيخوفك من انك تلجأ للمتخصص اللى ممكن يقيم مشكلتك و يساعدك للوصول لأفضل حل مناسب لحالتك انت و يوهمك ان المجرب أفضل بمراحل

ممكن جدا يكون موصلش لخلاصة تجربته من نفسه لكنه مشى ورا كلام مجرب قبله و بالتالى بقى نسخة متكررة من اللى قبله و بيوجهك انك تكون نسخة متكررة منه و كله تحت شعار ان المجرب أصح و أوعى ويفضل مجرب يسلم لمجرب فنحط كتالوج من الحلول الراكدة لمشاكل أشخاص مختلفين بدون أى ابداع او ابتكار فى الحلول , من غير ما نفكر نخرج همسة بره الخط المرسوم , بنريح دماغنا او بنشيل من على نفسنا المسئولية باللجوء للحلول الجاهزة تحت شعا ر اننا بنسأل المجرب اللى فاهم لكن فى الحقيقة احنا بنضيع نفسنا و بنضيع على نفسنا فرصة التعلم , عمرك ما هتتعلم الا لو انت جربت بنفسك مش لو نفذت تجربة غيرك و مشيت على حذافيرها

مش هأقول ان كل مجرب مش موضوعى ومش واعى و مش مفيد لكن كمان مأقدرش أجزم ان كل مجرب بيفيد , مش هأقولك متسألش أو متسمعش تجارب و خبرات ناس قبلك لكن هأقولك متسمحش توقف مخك و تأخذ كلامهم كلام مطلق و متقبلش يكون حد واصى عليك لمجرد انه مر بتجربة مشابهة

الصح انك تسمع آراء كتير , تلجأ لمجربين كتير , وتسمع حكاويهم كلها و حلولهم و آرائهم لكن متنساش ان المتخصص كمان هيفيدك فلازم تلجأ له وتسمع رأيه و تستوعب رؤيته لكن برضه متستناش منه الحل على الجاهز و الخطوة بقى الأهم انك بعد ما تسمع كويس و تستوعب و تجمع أكبر كم من الخبرات و التجارب تبتدى تغربل , غربل كل اللى سمعته و احتفظ بس بالمناسب ليك و لحالتك و بعد كده فكر كويس مرة و اتنين و ثلاثة قبل ما تكون منهج خاص بيك لحل مشكلتك

و الأهم بقى من كل المهم اللى فات انك بعد ما تخطى مشاكلك و تبقى صاحب تجربة متمارسش دور الواصى على غيرك و متوقعش فى نفس الفخ اللى وقع فيه غيرك صحيح انت مجرب و اكيد هتتسئل زى ما فى يوم سألت لكنك هتعرض تجربتك من باب عدم البخل باللى وصلتله فى طريقك مش من باب انك الأعلم والأجدر بالنصيحة والوصاية عشان بس انت مجرب .

كل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس

فى قاعدة من قاعدات البنات ورغيهم كان فى صديقة ليا بتتكلم عن خلع الحجاب وازاى انها بتواجه مشكلة مع الأهل و الأصحاب و المعارف بسبب قرارها لخلع الحجاب

الظريف بقى ان بقية البنات اللى كانوا قاعدين معانا كانوا فعلا لماحين جدا عندهم ذكاء خارق … واحدة بتشتكى من نظرة الناس لها بعد قرار اخذته و نفذته بالفعل خلاص يعملوا ايه بقى ؟! يبتدوا يقطموا فيها , اللى يوعظ , واللى يستنكر , واللى فعلا بيصدق على شكوتها بس بشكل سلبى فبيعزز رأى الناس و انهم لهم حق انهم ينتقدوها, ويستنكروا قرارها وفعلها وكمان لهم حق يحاسبوها , و على جانب آخر فى بنات شجعتها و بنات تانية ساهموا بتجربتهم وازاى برضه قلعوا الحجاب من قبلها وقابلوا مشاكل كتير , وبنات شاركت بتجربتها فى الجبر على لبس الحجاب و عدم قدرتها على خلعه بسبب تحكم الأهل وفرضهم الحجاب بالقوة .

بس بصراحة أصدق تعليق فى القاعدة اتقال كان تعليق بنت بتقول أنا عايزة أقلع الحجاب بس خايفة من ردود أفعال الناس و كلامهم.

الغريب بقى ان مفيش و لا بنى آدمة من القاعدة الحلوة ديه كانت بتفكر من منظور ربنا سبحانه و تعالى الكل بيتكلم من منظور “الناس هيقولوا ” , “الناس هيتكلموا ” , ” الناس هأيكلوا وشنا ” من الآخر لقتنى قدام قانون ” كل اللى يعجبك و البس اللى يعجب الناس “!
وده مالوش غير مؤشر واحد بس , انك لازم تبقى زى ما الكتاب قال من منظور الناس حتى لو كان غلط أو ضد رغبتك وراحتك واعمل اللى على مزاجك فى الخفاء حتى لو كان غلط و معصية للخالق… المهم الناس !

الحقيقة أنا ولا قضيتى اقناع البنات بلبس الحجاب و لا قضيتى اقناعهم بخلعه ولا قضيتى أصلا الحجاب فى حد ذاته , الحجاب و الموقف الخاص بيه اللى حصل قدامى هو مجرد مثال لمشاكل تانية كتيرة بنواجها فى المجتمع و بنخاف نتعامل معاها بحرية وبالأسلوب المريح لينا عشان خايفيين من الناس

الناس مهما حاولت ترضيها هتفضل تتكلم و مش هترضى وهيفضلوا يتكلموا على بعض بكل ما لذ و طاب من انتقاد و استنكار , ده غير ان كل واحد فيهم اول ما بيقفل بابه عليه بيعمل كل اللى مش قادر يعمله فى العلن و عشان هو جبان و مش بيعرف يواجه عايز الناس من حواليه تبقى نسخ متكررة منه عايز يقتل فيهم الحرية فى الاختيار ويقتل فيهم القدرة على المواجهة و كمان يقتل فيهم الصراحة والوضوح وان اللى جواهم هو اللى براهم , مش عايزهم يبقوا قادرين يخالفوا القطيع و يكسروا الإطار فبينصب نفسه واعظ منزه عن الأخطاء ويبتدى ينسج قوانين زائفة من صنع البشر كلها بتصب على الحفاظ على الشكل قدام الناس و بس

كل واحد من حقه يأكل اللى يعجبه و يلبس كمان اللى يعجبه ومش مهم الناس , خرج الناس و رضاهم من حساباتك مش هتكسب حاجة لو حققت رضا الناس و خسرت نفسك لأنك لو مشيت على هوا الناس و خليت مقياس اختياراتك ” كلام الناس” يبقى انت مصيرك يإما منافق ..فى وسط الناس مثالى و فى الخفاء ربك أعلم بيك , يإما هتخضع فعلا فى السر و العلن لكلام الناس وساعتها هيوصل بيك الحال للركود لأنك هتخاف تخطى أى خطوة قدام .

كلام الناس مش هيقف لكن حياتك ممكن تقف بكلامهم وانت ليك الاختيار و القرار .

ولا وصمة عار … ولا قلة إيمان

1200
احساس مقزز انك تعيش فى مجتمع نظرته الاجتماعية لمرض من الأمراض انه وصمة عار فتشوف بنى آدم بيتخانق مع غيره فيحب يحسسه بالنقص أو يعايره فيقوله “بطل عقد” ولا يتكلم عليه من وراه ويقول ده “مريض نفسى ” !

بالاضافة بقى للاحساس المقزز اللى فات ممكن تحس احساس مخزى انك تعيش فى نفس المجتمع وتكون نظرته الدينية لنفس المرض انه قلة ايمان فتشوف واحد بيشكى لشيخ ورجل دين من حالة الضيق أو الحزن اللى بيعانى منها فالشيخ ينهره ويحسسه انه مذنب وبدل ما يساعده ينفره باتهامات من أمثلة ” ما هو السبب ذنوبك ” , “أصلك بعيد عن ربنا ” !

بصراحة يا وكستنا … آه والله يا وكستنا يعنى انت كده لما ترفع شعار قلة الايمان ولا ترفع شعار وصمة العار هتحل مثلا المشكلة ؟! ولا كده أخذت صك الكمال لما وصفت غيرك بالنقص!

يا شيخ يا رجل الدين كده وصلت رسالتك الدينية ؟! يا بنى آدم يا سوى كده قمت بدورك فى المجتمع ؟!

يا عزيزى لو انت شايف انك سوى وخالى من اى اضطرابات نفسية ومنزه عن التعرض لاى نوع من أنواع الأمراض النفسية جرب كده تبدل الأدوار واتخيل انك بتمر بأزمة وحد جه يقولك “يا مريض يا معقد ” يا ترى هيكون ايه شعورك ؟!
احب اقولك ان مش من علامات الصحة النفسية انك توصم غيرك بحاجة هو مالوش يد فيها , وان ده له دلالة سلبية على فكرة فوارد جدا حضرتك تكون شايف نفسك فى الشخص اللى بتعايره بس مش قادر تعترف باللى فيك , أما بقى لو انت فعلا سوى يبقى ليه متحاولش تاخده لمنطقتك السوية بدل ما تستمتع بتبكيته و كمان بنعته فى كل مكان “انه مريض نفسى”

شيخى الجليل لو حضرتك دلوقتى ماشى فى الشارع بتتمشى فى منتهى الروقان وفجأة وانت منسجم اتكعبلت فى حجر اتكفيت على وشك اتشلفطت خلقة سيادتك هتعمل ايه يا ترى ؟!
هتسيب نفسك غرقان فى دمك موجوع وتقعد تصلى وتقرأ وتعزم على نفسك عشان تبقى كويس ولا هتجرى على أول دكتور تقابله فى طريقك تطلب منه المساعدة , وتخليه يطيب جروحك , يجمل شكلك , ويرجعك زى ما كنت فى الأول , ولو يطول يرجعك أحسن من الأول مش هتتردد ؟!

قيس بقى على كده يا شيخى الجليل , المريض النفسى بنى آدم مخلوق بفطرة سليمة نقية وصافية مشى فى الدنيا اتكعبل فى مشاكل وصعاب و مآسى فى منها اللى سابت جروح مفتوحة وفى منها اللى علمت بعلامات مشوهة نفسيته و فى منها اللى عملت إعاقة بقت زى السد بينه وبين الناس و الدنيا مفروض بقى حضرتك يعمل إيه ؟!

يسمع كلامك وتأنيبك له إنه مذنب و إن اللى فيه بسبب بعده عن ربنا و قلة إيمان منه ولا يروح لدكتور متخصص يعالجه و يساعده انه ينفض التراب اللى الزمن بمشاكله حطها عليه و يساعده انه يرجع لطبيعته و لفطرة ربنا سبحانه و تعالى اللى فطره عليها

أما بقى لو حضرتك مريض بأى نوع من أنواع الأمراض النفسية فياريت متشاركش فى نفس الجريمة اللى بتاعنى منها و انت ضحيتها من مجتمع جاهل يعنى متتكسفش انك مريض , متتكسفش انك تطلب المساعدة و كمان متسمحش لحد انه يتعامل معاك بدونية , انت مش وصمة عار ولا انت مغضوب عليك من ربنا انت انسان كامل بيمر بأزمة صحية وانت اللى فى ايدك انك تكمل فى المرض أو تتعافى وتبقى سوى ” سوى بجد مش سوى قشرة “

الملافظ سعد

11747262086_4d148273ce_z

من منطلق بقى اننا مجتمع بنقدس العادات و التقاليد و الأمثال و الحكم – اللى انا بانتقدها دلوقتى ومش كلهاعجبانى الحقيقة – فى مثال ابن حلال كده بيقول لسانك حصانك ان صونته صانك وان هنته هانك فليه بقى يا حبايبى رمينه على جنب و ما سكين فى غيره ! المهم ده مش موضوعنا , موضوعنا بقى هو لسان ناس كتير فى مجتمعنا الجميل لسان عايز أقطعه الحقيقة , ليه بقى؟ أقولكم ليه ؟ عشان بيستخدم شوية مصطلحات لازم تتشال من قموسه لأنه بيهين بيها نفسه قبل ما يكون بيهين بيها غيره
بيحب الشتيمة زى عنيه لأ و بيتفنن كمان فى ادخال كل ماهو جديد من مصطلحات لقاموس الشتايم الخاص بيه , وأكيد انا مش هأعين نفسى واصى ولا واعظ على الناس و انصحهم انهم يبطلوا شتيمة هما أحرار مع ان من باب أولى بدل ما نجرى ورا المظاهر و نحافظ على القشرة اللى بتغلفنا نحافظ على أخلاقنا و بواطنا لكن ما علينا , المهم لو انت أو انتى لسانكم لا مؤاخذة طويل و مسحوب منكم فياريت تبعدوا عن استخدام الأمراض كنوع من أنواع الشتيمة
أصلى مش قادرة استوعب ازاى تسمح لنفسك انك تستخدم بعض الأمراض أو بعض الهيئات الخلقية اللى ربنا سبحانه و تعالى فطر عليها بعض الناس كنوع من أنواع الشتيمة أو الإهانة اللى بتوجها لغيرك من الناس
فعلى سبيل المثال لا الحصر :
– “انت قزم و أنا أكبر من انى ارد على حد بحجمك”
– ” ده متخلف عقليا ”
– “ده أهبل” , “ده عبيط” , “ده مبيفهمش”
– “ده معقد ” , ” ده مريض نفسى”
– “ده معوق”
– “ده أطرش”
– “ده أعمى ”
– “ده أحول”

يعنى مش شطارة منك انك لما تختلف مع حد و يحتدم الشجار ما بينكم وتحب تهينه و تشتمه فتوصفه بمرض من الأمراض اللى خلقها ربنا عشان تحسسه بالنقص فبصرف النظر عن انك بتهينه نفسيا فانت كمان بتهين أصحاب الأمراض ديه فعلا .
اللى فات بقى كوم و اقحام الحيوانات فى خناقتنا و أحاديثنا ووصفنا لبعض البشر بالحيوانات كوم تانى بنحب نستخدم على سبيل المثال :
– “الدبة ” للتعبير عن زيادة الوزن
– ” حمار” للتعبير عن الغباء أو سوء التصرف
– ” زى الكلب ” للتعبير على الاحتقار
– ” زى القطط … بتاكل وتنكر” للتعبير عن الغدر و الخيانة
اللى أنا أعرفه على حد علمى ان كتير من الحيوانات قد تتصف بانسانية محروم منها البشر , ده غير انها كائنات عادية خلقها ربنا سبحانه و تعالى صحيح فضلك كبنى آدم عليها بالعقل لكن ده مش حق ليك انك تستخدمها كنوع من أنواع الاهانة
جايز يكون معظمنا قاموسه مبيخلاش من النوع ده من الشتايم وجايز كمان نكون بنرددها من غير ما نفكر فيها و من غير ما ندرك مرددوها النفسى على الشخص اللى بتتوجه له و على كمان الشخص المصاب بيها فعلا (فى حالة المرض) , لكن اللى لازم كل واحد يفهمه كويس حاجتين مهمين و بعدها قرر هتستخدم المصطلحات ديه تانى و لا لأ
– لما تستخدم بعض الأمراض كشتيمة بتعبر عن النقص مش هتبقى كامل لو اثبت ان غيرك ناقص .
– و لما تستخدم اسم حيوان كشتيمة ده مش هيثبت انك انسان .

أما بقى لو حضرتك مش مقتنع بكلامى وشايفه أى رغى و السلام فمضطرة استخدم المأثور الشعبى الطفولى الجميل و أقولك ” الشتيمة بتلف تلف و ترجع لصاحبها “..؟ فاهم يا صاحبها ؟

عصفور فى اليد…

BIRD

“عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجر ” مثال متعدد الأوجه و الرؤى , ممكن حد يشوفه واقعى ومنطقى , وممكن يشوفه البعض الآخر بيعزز قيمة القناعة و بيتناسب مع فكرة الطمع يقل ما جمع , لكن بصراحة أنا بأشوفه انه منطق قشرة يعنى ظاهره منطقى لكن بداخله استسلام لواقع مرير بنتصور أنه الأضمن و الأكثر أمان .
بنتنازل بإرادتنا عن مستقبل من قبل ما ييجى عشان خايفيين انه ميجيش , بنتنازل عن الطموح و بنحط أحلامنا و أمانينا جنب الحيط و بنتمسك بوهم بنتصور انه فى ايدينا وبنفتكر اننا معانا صك ضمان وجوده للأبد طالما هو موجود فى ايدينا و الحقيقة اننا احنا اللى فى ايده.
بنخاف من المجهول خوف أعمى و بنفترض فرض مطلق انه الأسوأ , وبالتالى الخوف ده بيخرجنا من فلك المنطق لفلك العاطفة و لما تتحكم العاطفة و تتربع عرش قرارتنا يبقى أكيد النتايج مش مرضية وفى أحيان كتيرة للأسف بنجنى أخطاء مهلكة
أحيانا بنشوف انه مينفعش نغامر ونجرب حاجة جديدة وارد انها تدر علينا متاعب كتيرة , لكن بعد مرور وقت بنكتشف اننا اختارنا الوقوف فى مكانا فى حالة جمود وسكون فى نفس الوقت اللى سبقنا فيه غيرنا بخطوات كتير و كان الفارق الوحيد بينا وبينهم هو المغامرة
وعلى فكرة المغامرة مش بالضرورة دايما تعنى التهور , المغامرة ممكن جدا تبقى منطقية , مش لازم أبدا تفقد اللى فى ايدك عشان تحصل على الأفضل لكن ممكن جدا توازن بين اللى فى ايدك وبين ما تتمنى الحصول عليه وتصنع جسر يوصل ما بين الاثنين و بكده تنتقل من خطوة للتانية من غير خسارة
فى كثير من الأحيان بيكون العصفور اللى فى اليد هو سبب الشقاء مش السعادة , ممكن يبقى الخوف مش الأمان والضمان, فمينفعش أبدا إننا نعيش أسرى لمعتقد بالى تحت مسمى القناعة أو المنطق فى حين انه بيأ خرنا مش بيقدمنا , لأ ده كمان بيلغى أحلامنا وأمانينا و بيقلل من فرص الحصول على الأفضل فبيمحو المستقبل وبيجعلنا دايما مقيدين فى الماضى فى خبر كان …
والأهم من كل ده أنه ممكن جدا يطير زيه زى العشرة التانيين اللى على الشجرة أصل العصفور عمره ما كان فى اليد مهما مسكت فيه و مهما أحكمت قبضتك عليه كمان ممكن جدا يطير لأنه مخلوق بالأساس عشان يطير مش عشان يستكين فى ايدك .

شر لابد منه

images

أكبر كدبة بنعيشها اننا مجبورين وعشان نزينها بشريطة شيك بنقول على حاجات كتير فى حياتنا انها ” شر لابد منه ” , و لو افترضنا اننا فعلا مجبورين يبقى منطقى اننا بدل ما نعترف اننا مجبورين ندعى ونتظاهر بالرضا و ان اختيارنا بكامل ارادتنا و خالى من الضغوط لكنه “شر لابد منه” !

طيب و النبى ده كلام يعقل ,هو فى حد عاقل بيروح للشر برجليه , فى حد ممكن يقبل الشر و كمان يقتنع بيه ويسلم له تحت مبرر أنه ” لابد منه ” !

أكيد لأ طبعا وده معناه حاجة من اتنين يإما احنا ضعاف و هشين لدرجة إننا مستسلمين لأى حدث فى حياتنا حتى لو كان شر دون أدنى مقاومة مننا , فبنتهاون مع نفسنا و بنتعامل معاها بسلبية و بنستسلم للشر بدل ما نحاول نغيره أو ندفعه بعيد عننا.

يإما بقى إنه مش شر من الأساس و إننا بنحتاج فعلا بعض الأشياء فى حياتنا لكننا بنخجل من شعور الاحتياج , و كمان بنخجل اننا نعترف بهذا الشعور ! و بدل ما نعترف بشعور الاحتياج بنقول انه شر لابد منه و كأننا مش عايزينه أو مجبورين عليه .

ولا احتمال نكون بنقول “شر لابد منه” عشان ساعات بعض الأشياء فى الحياة بيكون لها مسؤوليات والمسؤوليات ديه أحيانا بتكون تقيلة علينا  بالتالى بتكون أقرب للشر لنا فنبقى محتاجينها بس مش عايزين مسؤولياتها وأعباءها فبنشوفها “شر لابد منه ” .

من الآخر بتتعدد الأسباب و الشماعة واحدة ” شر لابد منه ” لو انت شايف نفسك مجبور على واقع معين فأحب أقولك إنك انت اللى بتصنع الواقع و بالتالى إنت اللى تقدر تغيره يبقى “مش لابد منه” و لا حاجة .

أما بقى لو كاره المسؤوليات اللى هتقع عليك باختيار شئ معين فحضرتك محتاج تعدل شوية سلوكيات فى شخصيتك عشان تبقى قد المسئولية وتقهر خوفك وخد شوية جرعات شجاعة و قوة تحمل عشان لما تختار تبقى قد اختيارك ومتتحججش انه ” شر لابد منه”

أما بقى لو انت فعلا محتاج لواقع معين أو لبعض الأشياء فى حياتك فمتخجلش من احتياجك لأنه فعلا ساعتها هيبقى شئ ” لابد منه” لكن متقولش بقى عليه “شر” , أو عندك حل تانى استغنى بقى عنه و خلى عندك ارادة و ابعد عن الشر ومتجبرش نفسك يا سيدى على أى نوع من أنواع الشر وبدى قيمة الاستغناء على قيمة الاحتياج.

الموضوع مش سهل لدرجة البساطة ولا صعب لدرجة التعقيد , هو عبارة عن معادلة بتتكون من موازنة ما بين ارادة واحتياج مع الاعتراف بكل من ارادتك و احتياجك و الخروج بنتيجة اسمها قرار والقرار معناه اختيار والاختيار انت حر فيه طالما هتتحمل مسئوليته و نتايجه .

و على غرار أنا طويل وأهبل مش قصير قزعة ممكن تقول كل يوم “أنا عايز… مش مجبور” هتلاقى نفسك بتتحسن وكويس صدقنى ومع الوقت هتلاقى نفسك واضح مع نفسك وواضح مع اختياراتك وهتسقط من قاموسك ما يسمى ب” شر لابد منه “