الأرشيف الشهري: سبتمبر 2014

صاحب وحدتك … و استمتع بيها كمان

images

أصعب شئ فى الدنيا انك تكون وحيد , احساس غير محتمل بكل المقاييس والمشكلة ان لو كان حواليك ناس كتير لكن فى الحقيقة انك لوحدك وسطهم وكل واحد فيهم مشغول بحياته ودنيته ساعتها قدامك حل من اتنين يإما تبكى على اللى فاتوك ولوحدك سابوك يإما تفكر بشكل ايجابى شوية …

بس قبل ما أقولك ازاى تفكر بشكل إيجابى لازم أوضح حاجة مهمة قوى , أوعى تفتكر انك بعيد عن فكرة الوحدة أو انك متأكد ان حواليك ناس كتير بيحبوك واستحالة يسيبوك , ببساطة كده مفيش حد كبير على الوحدة والحب مش المقياس الوحيد اللى بيتحكم فى وجود الناس من حوالينا , اى حد فينا ممكن يتعرض انه يبقى وحيد بسبب بقى مشاغل الحياة اللى بتاخد الناس عنه بعيد أو لأن الناس خلاص مبقتش محتاجاه أو كمان بسبب سنة الحياة اللى قانونها بيحكم ان مفيش شئ ثابت ومفيش حد دايم فييجى الموت ياخد اللى بنحبهم وبيحبونا من حوالينا واسباب كتير عمرك ما تتصورها ولا تتصور فى يوم انك ممكن تتعرض لها … ربنا يكفيك ويكفينا شرها وميحكمش على حد بالوحدة أبدا .

لكن برضه الاحتياط واجب وعشان كده لو فى يوم الوحدة كانت قدر قرر انت كمان تكون قدرها , صاحبها أو الله الموضوع مش صعب كده كده هى اتكتبت عليك وقررت تلازمك ال24 ساعة يبقى تعاشروا بعض بالمعروف ولا تطلعوا عين بعض وفى الآخر برضه مش مفارقين؟! لأ حبوا بعض واتفاهموا – والله أنا مش مجنونة أنا بأحاول اساعدك – يعنى أكيد ربنا لما قدر انك تكون وحيد كان له حكمة ممكن جدا يكون ليك رسالة لازم تنفذها فى حياتك ولو مجتش فترة الوحدة ديه عمرك ما كنت هتقوم بالرسالة ديه , مثلا بص حواليك شوف مين زيك وحيد , مين محتاج سؤالك أو حتى تليفون منك يفرح قلبه ويحسسه بطمأنينة واسأل عليه دايما واوصل حبال الموده معاه ومتقطعهاش ابدا .

جايز تكون مقصر مع ربنا ومحتاج تجتهد شوية فى عباداتك فربنا أراد انه يردك ليه رد جميل فبعتلك الوحدة هدية مش ابتلاء عشان تستأنس بيه سبحانه و تعالى وتستشعر معيته وتتمتع بالقرب منه .

واحتمال كبير تكون مقصر فى “حق نفسك” وعشت دنيتك كلها شقى وجرى ولف حوالين نفسك وجه الوقت اللى لازم تدلع نفسك وتبسطها , اخرج واتفسح وسافر واعمل كل حاجة نفسك فيها وكل حاجة ممكن تحسسك بالسعادة , مفيش أغلى من نفسك عشان تبسطها .
اعتبر وحدتك فترة نقاهة من الدنيا واللى فيها , اعتبرها هدنة بينك وبين الناس , اعتبرها اختبار بيكشفلك معادن الناس وبيبينهم على حقيقتهم …
هى صحيح الوحدة وحشة وكمان شرسة ومتوحشة وممكن تفترسك وتأكل فيك بس ده فى حالة انك استسلمت لها , لكن انت هتكون ناصح وهتروضها وهتكون صاحبها … حبها و استغلها كويس فانك تكون سعيد ومبسوط ومتصالح معاها ومع نفسك , وافتكر دايما انك مش الشخص الوحيد اللى عايش “وحيد” فى الدنيا , فى ملايين غيرك بيعانوا من الوحدة زيك لكن انت ممكن تكون الوحيد ما بين الملايين اللى صاحب وحدته واستمتع بيها .

افتح صفحة جديدة

صفحة جديدة

أصعب حاجة فى الدنيا انك تكون تايه فى حياتك مش عارف تنهى اللى فات ولا عارف تبدأ اللى جاى … أصل ازاى الواحد ممكن يختار ما بين حاجتين أصلا مش عاجبينه؟!

أنا فاهمة ان الواحد بيحتار ويبقى مش عارف يختار لما يكون قدامه اختيارات كلها أو معظمها عاجباه، لما يكون الاختيارات ديه فيها مميزات خايف من فقدانها أو خايف انها متتعوضش لكن ان الواحد يبقى جواه صراع بسبب اختيارين ماكنش اصلا عمره يتمناهم ده اللى عمرى ما اتصورته … واقف فى مفترق طرق وقدامك اختيارات كتيرة معظمها مضللة وبتعمي عنيك عن الاختيار الصح .

ساعتها بس بتكتشف انك لازم تعافر مع نفسك ومع دنيتك عشان تزيح الغمامة اللى على عينك وساعات كمان على قلبك وعقلك عشان بس تقدر تشوف الطريق اللى لازم تمشى فيه .

وساعات كمان بتكتشف بعد ده كله انك لازم تردم كل الطرق المفتوحة قدامك ولازم تحفر بنفسك طريق جديد طريق خارج عن المألوف منحوت ببصمتك حتى لو كنت عمرك ما تصورت انه يكون من نصيبك أو يكون قدرك اللى جاى، ممكن تبقى شايف فيه مشقة بس يكون هو الخير، ممكن تكون مستغربه، مش مصدقه، مش مستوعب انه هو الاختيار الأفضل لكن فى نفس الوقت فى حاجة بتقولك هو أسلم حل، هو بصيص الأمل اللى جاي.

احفر طريقك، كمله، هتلاقى نهايته حياة جميلة بتفتحلك أبواب جديدة هتطل منها على بداية صفحة جديدة.

برستيج

“الحياة برستيج” جملة سمعتها كتير من كذا شخص و فى كل مرة اسمعها فيها كانت بتخرم ودانى , كانت يتصيبنى بالهلع , بالاستفزاز , والعجز أحيانا عن التفكير و عدم القدرة على فهم عقليات و نفوس بعض البشر ! و غيرها من المشاعر المجهولة التوصيف و اللى دايما بتدفعنى وبقوة للتساؤل هو ” يعنى ايه برستيج”؟! وياترى ممكن اختزال معنى الحياة بالكامل فى كلمة ” برستيج” ؟!

طيب ليه أصلا بيبحث البعض دايما عن ما يسمى ب ” البرستيج”؟ يا ترى هو وسيلة ولا هدف ؟ الأهم من كل ده هو ” البرستيج ” بيتمثل فى ايه ؟

يا ترى هو جزء بالفعل لا يتجزأ من الشخصية و أسلوب حياة ولا هو ” وش بلاستيك” بيتلبس قدام الناس وبيتخلع فى الخفاء لما نكون مع نفسنا .. و بكده يكون مجرد ستار براق جذاب بنتخفى وراه لتغطية وستر عيوبنا ونقاط ضعفنا , ولا جايز هو رفض لحقيقتنا وواقعنا وأحيانا ممكن يكون رفض لماضينا ؟

يا ترى هو الفانوس السحرى الجاذب للبشر من حوالينا واللى بيضمن وجودهم وبكده نضمن عدم الوقوع فى براثن الوحدة ؟ ولا هو الجاذب للمزيد من متاع الدنيا والضامن لتحقيق الأهداف و النجاحات ؟

يا ترى بفضله بتزيد الثقة بالنفس و لا الثقة بالنفس جزء من تكوينه ؟ ولو اتفقنا بشكل مبدئى انه شئ مهم فى حياة البعض فيا ترى إزاى بيقاس وايه هى معاييره ؟ وإزاى ممكن نحكم ان فلان صاحب “برستيج” وعلان بيفتقده ؟

طيب يا ترى احنا بنكتسبه ولا بنصنعه ولا “بنورثه مع ميراث جدو الباشا”؟! ياترى هو مقدار ممتلكاتنا فى الدنيا ؟ ولا هو التباهى بالمسكن الفاخر أو السيارة الفارهة ؟ يا ترى هو عملك ومهنتك ولا الجاه والمكانة الإجتماعية و اتكال الشخص على اسم عيلته ؟ يا ترى هو الخلقة الحسنة اللى ربنا سبحانه وتعالى وهبها لنا و مفيش فضل لينا فيها ؟ ولا تعليمك الراقى ؟ يا ترى هو حفظك وترديدك لبعض المصطلحات الدالة على ثقافتك ولا هو إقحامك لبعض الكلمات الأجنبية فى حديثك؟
أسئلة كتيرة دارت فى ذهنى و خلتنى استغرب عقليات الناس حواليا و بصراحة استغربت كمان عقلى اللى احيانا بيفكر بشكل لا إرادى بنفس الطريقة فى بعض المواقف بس كل الأسئلة حتى لو ملقتش لها إجابة وصلتنى لسؤال تانى خالص هو منين أصلا جاتلنا الثقافة ديه ؟
وهل ثقافة “البرستيج ” اللى هى لسان حال طبقة معينة فى المجتمع قد تكون راقية أو بتتمسح فى الرقى هى هى ثقافة مجتمع بحاله موروثه الشعبى مؤمن إيمان تام إن ” اللى معاه قرش يسوى قرش ” و إن ” اللى له ضهر مينضربش على بطنه ” ؟!

من الآخر المجتمع بيشوف إن ” البرستيج ” أو يعنى قيمة البنى آدم بتيجى من اللى بيتركن عليه !!! وللأسف مبتجيش منه ذات نفسه , من جوهره …!!!

جايز يكون “البرستيج” أو قيمة البنى آدم بتيجى فعلا من كل اللى حاجات اللى فاتت ديه , لكن أعتقد انها أكيد فانية ولو للحظة اى حاجة من الحاجات ديه اتخلت عن صاحبها حياته و دنيته كلها بتتغير , ياما سمعنا عن ناس فى مناصب كانت فى حال ولما المناصب سابتها بقت فى حال تانى , وياما ناس كان معاها فلوس كانت محبوبة واول ما الفلوس هربت بقت مذمومة ووحيدة وياما حاجات كتير طلعت بنى آدميين فوق وعملتلهم قيمة ورجعت هبدتهم على الأرض وقطمت رقبتهم كمان

لكن زى ما الحاجات ديه كلنا فاكرنها وعاملين لها ألف حساب و جايز نكون بنقدسها وبنتمناها و بنجرى وراها عشان تكون جزء مننا و نترسم بيها على بقية الخلق رغم انها “فانية “… فبالتأكيد فى كمان حاجات كتير تانية ممكن تعملنا قيمة لكنها للأسف منسية وساقطة من ذاكرتنا رغم انها “باقية” … ” البرستيج” أو قيمة البنى آدم ممكن تبقى الهيبة والاحترام , ممكن تبقى السيرة الحسنة والسمعة الطيبة وغيرها كثير من المعانى اللى جايز متكونش ملموسة لكنها محسوسة وبتسيب دايما آثر طيب وخالد فى النفوس… وفى الآخر كل واحد فينا له دايما حق الإختيار ما بين الفناء و ما بين البقاء .