الأرشيف الشهري: أكتوبر 2014

“الحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى “

images

إتعودت أقول دعاء “الحمدالله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى و فضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا ” لما أشوف صاحب إبتلاء قدامى أى كان بقى نوع الإبتلاء ده كشكر لنعمة العافية وإنه إصطفانى بيها و حفظنى من الإبتلاء و كطلب ورجاء من ربنا إنه يديم العافية ديه … لكن لما قعدت أفكر شوية إكتشفت إن لو العافية نعمة تستحق الشكر فكمان الإبتلاء نعمة تستحق الشكر .

أيوه الإبتلاء نعمة … أصلك لما بتبتلى بتبقى محتاج لربنا يعنى ربنا بيصطفيك عشان تلجأله ممكن يصطفيك بالنعمة لكن تنسى تلجأله بالشكر لكن لما يصطفيك بالإبتلاء أكيد بتلجأله و بتبقى عارف ان مهما كان حواليك بشر واقفيين جنبك مفيش غيره اللى هيرفع عنك ابتلائك وهو اللى هيجبر كسرك وخاطرك ويطبطب على قلبك و يطمنه .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بإنك تكون فى معيته وإنك يكونلك أسرار معاه … بيصطفيك بحبه … بيصطفيك بإجابة دعائك … بيصطفيك بفرصة إنك تتعرف عليه من جديد وتقرب منه … بيصطفيك بفرصة توبة … بيصطفيك بفرصة ندم … بيصطفيك بفرصة انك تحط نقطة فى آخر جملة كل اللى فات و إنك تبدأ من أول السطر فى صفحة جديدة ناصعة البياض و انت اللى هتشكل فيها الحروف من تانى .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيختار انه يصطفيك بخبرة و حكمة غيرك اتحرم منها و ممكن يقعد سنيين و سنيين عشان يتعلمها و جايز قوى ميعرفش يفهمها لكن فى حالتك و فى خلال رحلة إبتلائك الخبرة و الحكمة بيتقدمولك على طبق من ذهب … بيتقدمولك واضحيين بخلاصتهم من غير توهان أو تفكير كتير من غير ما تحلل و تغربل .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بفترة تعيد فيها حساباتك وتقيم بيها نفسك وأسلوب معيشتك واختياراتك فى الحياة … بيصطفيك بفترة جايز جدا تكون سبب فى تغيير مسار حياتك … بيصطفيك بفترة بتتشكل فيها من جديد و بتشكل فيها منظومة حياتية جديدة هتعيش فيها و بيها … بيصطفيك بمرحلة وتجربة حياتية جديدة حان وقتها انك تعيشها .

كنت ومازلت بأخاف من الآية الكريمة “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” … ولكن بأطمن و بيسكن خوفى شوية لما بأوصل لآخرها ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” زى ماربنا هيقدرلك الإبتلاء هيرزقك بالدواء و ينعم عليك بالبشرى اللى أكيد هتجيبلك نعم كتير وراها بس بشرط انك تكون من الصابرين .

الخلاصة اللى اتعلمتها و القناعة اللى وصلتلها إن الإبتلاء ممكن يكون بشر و ممكن يكون بخير يعنى ممكن يكون فى صورة نعمة وممكن يكون فى صورة نقمة … الإبتلاء ممكن يكون فتنة … ممكن يكون اختبار صبر … ممكن يكون حاجات كتير … لكن الأكيد إن دايما وراه حكمة و ربنا سبحانه و تعالى لو اصطفاك بالإبتلاء يبقى أراد انه يصطفيك بالحكمة و لو اصطفاك بالحكمة فأعرف إنك فى نعمة تستحق الشكر … ” فالحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى”

يعنى ايه أمل ..؟!

hope

يعنى الدنيا تقفل فى وشك وانت شايفها مفتوحة وليها ألف باب وباب , يعنى تخرج من نقرة تقع فى دحدرة وانت بتضحك ومستنى الطريق يتمهد … لأ و ممكن متستناش لكن تقوم بنفسك و تمهده … , يعنى تعافر فى دنيتك وتشق طريق كل شوية بيتسد ومتزهقش .

يعنى تفضل تسعى وتجرى ورا حاجات كتير ومع ذلك متبقاش نصيبك , يعنى يبقى نفسك فى حاجة قوى واول ماتقرب خلاص منك فجأة تطير , فتدور على طريقة جديدة توصلك ليها و تبدأ تانى تحلم بيها من جديد ومتوقفش سعى ولا جرى وراء أحلامك اللى واثق انها فى يوم هتبقى حقيقة.

يعنى تحسن النية وتعامل الناس بكل ود وحب وتلاقى قسوة وجفا , فتفضل تحب ومتبطلش حب عشان متأكد ان لسه فى الدنيا ناس تستحق الحب ده .

يعنى تصحى الصبح وتقابل يومك بابتسامة عريضة ورغم كده كل الأحداث تكشر فى وشك , فتضحك أكتر فى وش الحزن وتاخده كمان بالحضن رغم ان الدمعة نازلة من عينك .

يعنى المستقبل دايما يكون مجهول ورغم الخوف من المجهول إلا إنك راسم ومخطط انك تعيش أحلى حياة .

الأمل يعنى رغم كل الصعوبات تفضل تتعب عشان تعيش وتحقق هدفك , يعنى مش مجرد كلام بتردده بدون عمل ولا وهم عايش جواك ومعشش فى خيالك… , أبدا ده الأمل أقوى دافع للصبر , وأنسب وسيلة لتحقيق أى حلم مهما كان مستحيل وهو الضمان الوحيد للوصول ليه .

يعنى حاجات كتير قوى تحاول تحبطك بس انت مبتتأثرش , يعنى تحلم دايما لبكرة حتى لو مش ضامن انك تعيش ثانية قدام , يعنى تكون متفائل على طول الخط مهما كانت الأحداث حواليك كئيبة , يعنى تبقى واثق ان ربنا بيبعد عنك الكويس من وجهة نظرك عشان يهديك الأحسن على الاطلاق .

يعنى كلام كتير اتقال ولسه هيتقال عن احساس ممتع و جميل انه يتعاش …المهم انك تعيشه , يعنى تبقى عارف و فاهم كويس ان اليأس سهل , جايز كمان يكون أسهل طريق تختار تمشى فيه لكن الأمل هو اللى صعب لكنه مش مستحيل… هتتعب فى اختيار طريق الأمل لكن اتأكد انك لما تعيش حياتك بأمل وتفاؤل أحسن بكتير من انك تموت من الخوف واليأس …واتأكد كمان انك هتلاقى الأمل موجود … دور بس انت عليه جواك .

الدنيا…”جراب حاوى “

حاوى

مع كل موقف جديد , تجربة جديدة , شخصية جديدة أو أى حاجة بنقابلها وبتفرق معانا فى دنيتنا وبتعلمنا حاجة جديدة وبتدينا وعى جديد بنفتكر اننا كده وصلنا لأقصى درجات الفهم والوعى واننا عندنا مخزون محترم من الخبرة والإدراك اللى مقابلناش ومش هنقابل زيه تانى, .. بنفتكر اننا لاقينا مرادنا من أشياء و أشخاص كنا بندور عليهم …

وفجأة تتعاد الكَرّةمن جديد بنقابل مواقف جديدة وتجارب جديدة وشخصيات جديدة بتبهرنا و بتحسسنا بالفرق و بتقيم وبتغربل اللى قبلها من مواقف وتجارب و شخصيات بس المرة ديه بندرك ان ده مش منتهى المعرفة والوعى والفهم …
بنفهم ان الدنيا “جراب حاوى” فيها لسه كتير ولا اللى فات فيها كان الأفضل ولا اللى احنا فيه أفضل من الأفضل ولا اللى جاى هو الأفضل على الإطلاق .

كل الحكاية ان احنا فى الدنيا بنعيش مراحل و كل مرحلة فيها حاجات و أشخاص بتيجى وفيها كمان حاجات وأشخاص بترحل , و بالتالى بنكتشف كل يوم حاجة جديدة وكل حاجة جديدة لها لازمة فى وقتها وهى الأفضل فى وقتها بس , لكن ده مش معناه انها الأفضل على طول الخط .

ممكن صحيح تكون محظوظ و تقابلك حاجات و يقابلك أشخاص يكونوا دايميين دوام عيشتك فى الدنيا, يكونوا ورقة يا نصيب فى دنيتك , يكونوا النكهة اللى بتسكر و تحلى دنيتك وتلونها, لكن كمان ديه مش قاعدة , حظك الحلو هو الشواذ … لكن القاعدة ان دوام الحال من المحال , وان جراب الحاوى بيحوى كل اللى ممكن تتوقعه و اللى متتوقعهوش و جايز اللى متتوقعهوش يكون أكتر من اللى تتوقعه …

و عشان كده عيش فى الدنيا و انت متوقع انك تقابل اللى متتوقعهوش , ومتندمش على أى قرار خدته …أو على أى موقف عيشته … أو على بنى آدم عرفته… لأن كل حاجة منهم كان لها لازمة وفايدة وحكمة فى حياتك .