“الحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى “

images

إتعودت أقول دعاء “الحمدالله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى و فضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا ” لما أشوف صاحب إبتلاء قدامى أى كان بقى نوع الإبتلاء ده كشكر لنعمة العافية وإنه إصطفانى بيها و حفظنى من الإبتلاء و كطلب ورجاء من ربنا إنه يديم العافية ديه … لكن لما قعدت أفكر شوية إكتشفت إن لو العافية نعمة تستحق الشكر فكمان الإبتلاء نعمة تستحق الشكر .

أيوه الإبتلاء نعمة … أصلك لما بتبتلى بتبقى محتاج لربنا يعنى ربنا بيصطفيك عشان تلجأله ممكن يصطفيك بالنعمة لكن تنسى تلجأله بالشكر لكن لما يصطفيك بالإبتلاء أكيد بتلجأله و بتبقى عارف ان مهما كان حواليك بشر واقفيين جنبك مفيش غيره اللى هيرفع عنك ابتلائك وهو اللى هيجبر كسرك وخاطرك ويطبطب على قلبك و يطمنه .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بإنك تكون فى معيته وإنك يكونلك أسرار معاه … بيصطفيك بحبه … بيصطفيك بإجابة دعائك … بيصطفيك بفرصة إنك تتعرف عليه من جديد وتقرب منه … بيصطفيك بفرصة توبة … بيصطفيك بفرصة ندم … بيصطفيك بفرصة انك تحط نقطة فى آخر جملة كل اللى فات و إنك تبدأ من أول السطر فى صفحة جديدة ناصعة البياض و انت اللى هتشكل فيها الحروف من تانى .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيختار انه يصطفيك بخبرة و حكمة غيرك اتحرم منها و ممكن يقعد سنيين و سنيين عشان يتعلمها و جايز قوى ميعرفش يفهمها لكن فى حالتك و فى خلال رحلة إبتلائك الخبرة و الحكمة بيتقدمولك على طبق من ذهب … بيتقدمولك واضحيين بخلاصتهم من غير توهان أو تفكير كتير من غير ما تحلل و تغربل .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بفترة تعيد فيها حساباتك وتقيم بيها نفسك وأسلوب معيشتك واختياراتك فى الحياة … بيصطفيك بفترة جايز جدا تكون سبب فى تغيير مسار حياتك … بيصطفيك بفترة بتتشكل فيها من جديد و بتشكل فيها منظومة حياتية جديدة هتعيش فيها و بيها … بيصطفيك بمرحلة وتجربة حياتية جديدة حان وقتها انك تعيشها .

كنت ومازلت بأخاف من الآية الكريمة “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” … ولكن بأطمن و بيسكن خوفى شوية لما بأوصل لآخرها ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” زى ماربنا هيقدرلك الإبتلاء هيرزقك بالدواء و ينعم عليك بالبشرى اللى أكيد هتجيبلك نعم كتير وراها بس بشرط انك تكون من الصابرين .

الخلاصة اللى اتعلمتها و القناعة اللى وصلتلها إن الإبتلاء ممكن يكون بشر و ممكن يكون بخير يعنى ممكن يكون فى صورة نعمة وممكن يكون فى صورة نقمة … الإبتلاء ممكن يكون فتنة … ممكن يكون اختبار صبر … ممكن يكون حاجات كتير … لكن الأكيد إن دايما وراه حكمة و ربنا سبحانه و تعالى لو اصطفاك بالإبتلاء يبقى أراد انه يصطفيك بالحكمة و لو اصطفاك بالحكمة فأعرف إنك فى نعمة تستحق الشكر … ” فالحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *