الأرشيف الشهري: فبراير 2015

عالمى الخاص الذى أعيش فيه

رافقتنى منذ زمن بعيد ، فعندما كنت صغيرة لا أعى من الدنيا سوى أمى وأبى وعائلتى الصغيرة كانت تشعرنى بالذاتوية وتجعلنى موضع اهتمام كل من حولى .

علمتنى أن أمسك بالقلم والورقة لأشكل بأصابعى كلمات غير مفهومة لوعيى وإدراكى، فكانت تدفعنى بشغف  لنقل ونقش الكلمات المتناثرة فى الكتب و الجرائد والمجلات .

وعندما انتقلت لمرحلة المدرسة كانت سعادتى لا توصف فدورها ازداد جمالا كانت تحثنى على الاستفادة من كل كلمة أتلقاها من مدرسينى و كانت تساعدنى على تخزينها فى ذاكرتى، علمتنى ايضا متى وكيف أظهر هذا المخزون .

أما عندما وصلت للمرحلة الاعدادية علمتنى التحرر والرفض والشجب من خلال  نقش كلمات مواضيع التعبير، حتى لقبنى بفضلها أحد مدرسينى بالمتمردة نظرا لآرائى الجريئة أحيانا و الرافضة للواقع أحيانا وأحيانا أخرى نظرا لآرائى المتطلعة لمستقبل بعيد .

و فى وقت الضيق فكانت كاتمة أسرارى، وفى وقت تحديد المصير كانت مرشدى ودليلى لاختيار دراستى الجامعية وخلال دراستى كانت هى جزء منها، وكذلك فى عملى كانت جزء لا يتجزأ منه، وفى أوقات فراغى كانت هى أيضا هوايتى … انها “الكتابة” .

نعم ” الكتابة” فهى بالنسبة لى حياة ، عالمى الخاص الذى أعيش فيه ، لم أجد أوفى من الكتابة صديقا لأبوح لها عن أفكارى واتجاهاتى وآرائى …  , فلم ولن تخذلنى يوما فى استقبال وتدوين كل ما بداخلى، فهى خير نعمة من الله سبحانه وتعالى وخير وسيلة لنقل تجاربى وتجارب من حولى، وهى أفضل ما يمتعنى ويشعرنى بالراحة و السكينة ، هى أفضل ما يشعرنى بوجودى و ذاتى .

 

لمن يهمه الأمر

عندما تعجز كلماتك عن التعبير فتنتقص جملتك لمعناها…

عندما تلجأ للألغاز وتستبدل تصريحاتك بتلميحاتك…

عندما تتكاتف أسرارك لتملأ قلبك ومع ذلك لا تستطيع البوح…

عندما تشعر ولا تستطيع اظهار مشاعرك…

عندما تتألم ولا تستطيع أن تتأوه…

عندما تحتاج لشخص ما ولا تجرؤ الاعلان عن حاجتك له…

وعندما تتلهف عليه وتحترق روحك شوقا له فتهرول نحوه ورغم ذلك تتراجع فجأة خوفا من رد فعله وخوفا ألا تلاقى ما ترجوه منه…

عندما تضعف لدرجة تجعلك تقسو على نفسك لتخفى بقسوتك ضعفك…

عندما تبتعد رغم رغبتك الشديدة  فى القرب…

عندما تنتظر ويطول بك الانتظار ورغم ذلك لا تكل ولا تمل بل تزداد أمل…

عندما تهتم لأمره دون علمه…

عندما تتواصل مع روحه دون وجود أدنى وسيلة للاتصال…

عندما تسعى لمعرفة عنه المزيد وتبحث عن كل مايريد…

عندما تحترمه و تقدره وتضعه بكافة حساباتك مع كل قول أو فعل…

عندما تراه فى كل من حولك…

عندما تستشعره خلال كل شئ تفعله…

عندما تتمنى أن يقاسمك أوقاتك بل ويصنع معك لحظاتك…

عندما ترى فيه ومعه مستقبلك الآتى وتشتم منه رائحة السعادة…

عندما تتذكر كلماته و أقواله جيدا بل وتتعامل بها وتقحمها فى أحاديثك دون أن تدرى…

عندما تتساءل عن تفسير ما تمر به ولا تجد الاجابة…

عندما تبتسم بنقاء وبراءة الأطفال لمجرد تذكره…

عندما تشعر أن كل ما سبق غير كافى وأن مازال لديك المزيد…

وعندما تعيش هذه الحالة بكل معانيها وتستنكرها ثم تجاريها…

و عندما تود أن تصل هذه الكلمات لمن يهمك وتتمنى أن يهمه  هو الآخر الأمر…. فأعلم أنه لك يمثل الكثير و أنك وقعت لدى من يهمك أن يهمه الأمر أسير .