رغبة فى الإختفاء

مش نظرة سوداوية تشاؤمية أو يأس ، و مش وعظ وتنظير، مجرد تأملات عن واقع حقيقى اتعاش و لسه بيتعاش وممكن يمس أى حد فينا أو يمس أى حد يهمنا … إنك تسمع بشكل متكرر عن حالات إنتحار انتشرت أخبارها عبر وسائل الإعلام المختلفة ، أو عرفتها عبر وسائل التواصل الإجتماعى ، أو بتسمعها فى محيط الأصدقاء و المعارف … يبقى هنا فى وقفة ، هو ايه اللى بيحصل بالظبط ؟!

ساعات بنزهق من الدنيا و ندعى على نفسنا بالموت ، لكن فى نفس الوقت لو اتعرضنا لأى موقف فيه أى نوع من أنواع الخطر أو احتمالية فقد للحياة بنفوق فى لحظة لما نلاقى نفسنا بنحاول نحافظ على حياتنا و بنقاوم الموت !

يبقى ايه اللى يخلى بنى آدم معجون بغريزة الوجود و فطرة حب الحياة و بيسعى للخلود لو استطاع ، يقرر بنفسه يسيب الجمل بما حمل ، يرمى أى غريزة متأصلة جواه  ، يكره وجوده ، يكره اللى فات و انهارده و يزهد كمان فى بكرة ؟!

الأغرب من خبر الإنتحار فى حد ذاته ، انك تعرف إن المنتحر كان من الشخصيات المتفائلة ، المقاتلة  اللى مبتتهزمش ، شخصيات عاشت مبتسمة بتضحك و بترسم الضحكة على الوشوش حواليها ، شخصيات كانت مليانة طاقة إيجابية و بتوزع كمان منها على البشر !

سواء المنتحر ترك أى رسائل بتفسر دوافعه للانتحار ، أو حتى اللى تم انقاذهم و فشلت محاولاتهم فى الإنتحار مش دايما بيتكلموا بصراحة ووضوح عن السبب الحقيقى اللى دفعهم لمحاولة الإنتحار ، يعنى نقدر نقول بتتعدد الأسباب و الإنتحار واحد … بس الأكيد مشترك ما بينهم كلهم إنهم إتخذلوا ، إتوجعوا ، فقدوا الثقة … كفروا بالواقع و بالعيشة و الأكيد و الأهم إنهم كفروا باللى عايشنها فإجتاحتهم رغبة قوية فى الإختفاء و الهروب حتى لو كان الموت هو وسيلة الوصول !

فياريت لما تسمع عن حد “إنتحر” مش قضيتك خالص تنظر و تحكم عليه و تحلل وهو أصلا خارج الدنيا باللى فيها  ، ده تترحم عليه وبس ، لأن ربنا هو اللى أعلم بيه و باللى كان عايش فيه و باللى خلاه زاهد الدنيا و زاهد العيشة و اللى عايشنها ،  أما بقى قضيتك الحقيقية فهى انك تبص حواليك وتشوف انت مقصر فى حق مين أو مين محتاجك ، مين الدنيا ضاقت عليه و وارد جدا يبقى الدور عليه…جايز يبقى ليك لازمة وتلحقه .

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *