أصحاب العقول فى راحة!

 خدعوك فقالوا إن “أصحاب العقول فى راحة ” وهما هما نفس الكائنات اللى بتقولك “إن ربنا لما يبتلى حد بيسلط عليه عقله ” ، هما إيه بقى ذات نفسهم أمهاتنا و أباءنا و أجدادنا اللى كانوا بيقتلوا جوانا الفضول و حب الإطلاع و حب الإكتشاف لما كنا بنسأل كتير و احنا صغيرين تقولهم ” يعنى ايه؟” يقولولك “هتفهم لما تكبر “! “متسألش كتير “!

“يعنى إيه ” ده أفخم و أعمق سؤال بيسأله الطفل فى حياته ، هو السؤال اللى بيه و عن طريقه بتتفتح عيونا على الدنيا و مع أول حروف اتجمعت على لسانا كنا بنسأل عن كل حاجة حوالينا و بنتعرف على عالمنا الجديد اللى بيتشكل فى أذهاننا من خلاله

و أول إجابة بتتقال للطفل بعد السؤال ده بالتحديد هى اللى غالبا بتحدد بعد كده المنهج اللى هيمشى بيه عقله يإما هيكون بنى آدم سوى فاهم إنه من حقه إنه يلاقى إجابة لكل سؤال و يبقى فاهم إن كل إجابة هتنورله طريق جديد هيترسم فى حياته يإما هيكون بنى آدم بيشوف إن السؤال عيب و ذنب و إن مش لازم نلاقى إجابة مرضية طول الوقت !

صحيح ” يعنى إيه ” ممكن يبقى مجرد سؤال استفهامى ، و أحيانا سؤال استفزازى ، وفى بعض الأحيان بيبقى سؤال فضولى حشرى لمجرد الفضول ، و ممكن كمان يبقى وسيلة للاعتراض و الشجب و الرفض ،  لكن الأهم إنه أكيد فى أوقات كتير بيكون زى المنبه اللى بيصحى عقلك واللمبة اللى بتنور طريقك فيرشدك لنتايج كتير ممكن توصلها بنفسك من غير مساعدة من أى حد

هو اكيد منكاش بينكش ويجر شكل كل حاجة مش مفهومة ، متستهترش أبدا بسؤال ” يعنى ايه ” ومتكسلش انك تطرح السؤال على عقلك و قلبك وكل جوارحك لأنه ممكن يبقى له الفضل عليك فى اكتشاف حقايق كتير كانت عنيك متغمية عنها

ممكن يبقى سبب فى تغيير طريق هتمشيه أو تغيير اختياراتك فى حياتك ، ممكن يبقى سبب فى انك تسيب ناس و تقرر تعرف ناس جداد ، ممكن يبقى سبب فى انك تتعرف على نفسك من أول و جديد , تفرمتها( تعمل format) , تدلت(تعمل delete) منها الوحش و تسيف (تعمل save ) كل حاجة  حلوة جواك …

وعشان كده أوعى تبطل تسأل السؤال ده … أوعى تقتل التفكير و الحوار اللى بيدور جواك واللى يرجع الفضل فيه لسؤال  “يعنى ايه ؟!” … اسأل دايما ” يعنى ايه ” ومتخافش أبدا من الاجابة مهما كانت النتيجة

بجد السؤال هيكون الطريق لترجمة كتير طلاسم مش مفهومة فى حياتك وجايز كمان يخلي حياتك أحلى بس مش دايما مأقدرش أوعدك ، لأن مش كل حقيقة بنحب نشوفها أو بتيجى على مزاجنا بس أكيد مهما كانت مش حلوة فهى أحسن بكتير من مرارة الغفلة أو الكدبة اللى بنعيشها و بنعيش فيها

فأحسن ما تعيش جاهل  غافل أومخدوع  فتح مخك ، فتح عينك وافتح بقك وقول بالفم المليان و بكل ثقة من غير خوف “يعنى ايه ؟!”

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *