الأرشيف الشهري: سبتمبر 2015

إمتنان …

الإنسان بطبعه عامل زى البحر دايما بيحب الزيادة ، مهما وصل بيحس إنه لسه موصلش ، مهما كسب بيحس إن المفقود لسه أكتر ، فكرة إن سقف طموحه عالى أو أصلا إن طموحه مالوش سقف من الأساس ده مش شئ سئ فى حد ذاته السئ إنه فى أحيان كتيرة بيتكعبل فى مطبات بتعطله … بتعطله مش عشان هى مطبات واتكعبل فيها لأ بتعطله عشان هو مشافش غير الكعبلة … مشافش غير الجزء المضلم بس !

أوقات كتير الكعبلة ديه بتبقى زى الهدنة أو الراحة اللى بنشم فيها نفسنا اللى اتكتم من كتر الجرى ، الكعبلة فى أحيان كتيرة بتبقى فرصة عشان نحس بقيمة وطعم اللى معانا ووصلناله واللى بدوره هيدينا دافعة قوية اننا نكمل الطريق .

الكعبلة ممكن تبقى فرصة لإعادة ترتيب الأوراق ، ممكن تبقى فرصة لتقويم النفس و تهذيبها ، ممكن تبقى فرصة لخلق إنسان جديد .

الكعبلة ممكن تبقى هى الجسر اللى هيوصلك للأفضل … لكن ممكن كمان تبقى مجرد حيطة سد بتصد وبتمنع كل شئ جميل ممكن لسه تعيشه لو استسلمت لوجع الكعبلة ومسخرتهاش لظروفك.

الكعبلة عشان تبقى جسر مش حيطة امتن ليها امتن بشدة أشكر ربنا عليها ، بلاش إحساس النقم يتملك منك بلاش تنقم على شخص أو حدث أذاك … امتن مهما حصل ، امتن للأذى ، امتن للوجع ، امتن للضيق ، امتن لكل اللى فات مهما كان فيه ألم وامتن لكل اللى بتعيشه دلوقتى عشان كل اللى فات وكل الحاضر هيكون سبب للمستقبل .

الإمتنان أكيد شئ مش سهل أكيد كمان مش فطرى أعتقد إنه تعود أو فى البداية بيبقى سلوك بنحاول نتعود عليه ونمارسه لغاية ما يتحول لشعور تلقائى شعور بيمدك بالرضا بالسلام بالسكينة بالحب لكل المخلوقات والأحداث من حواليك .

الإمتنان ببساطة إننا نروض نفسنا إنها تحجم فكرة عدم الرضا عن أحداث حياتنا ، تحجيم عدم الرضا عن الناس اللى شوهت أو لسه بتشوه فينا اللى بتوجعنا وبتؤذينا .

الإمتنان إننا نحجم فكرة النظر للمفقود وعدم الاستمتاع بالموجود و المتاح ، إننا منسمحش للظروف إنها تعكر صفو حياتنا أو تعكر صفو الجميل اللى ممكن لسه نعيشه فى حياتنا .

من الآخر كده الإمتنان هو إننا نعرف نطلع النقطة البيضاء من وسط أى سواد ، إننا نبقى صحاب عين مختلفة عارفة تولد الحلو من رحم الوحش بالعافية

امتنوا لكل شئ ولكل شخص سواء مروا بحياتكم أو لسه موجودين أو لسه هيمروا أو يتوجدوا … سواء مروا مرور الكرام أو حتى داسوا بالأقدام … امتنوا للى أذى امتنوا للى وجع ، امتنوا لربنا و قدره ولكونه وكل مخلوقاته … امتنوا بحب ومتضيعوش وقتكم أبدا فى النقم .

فليشهدوا…

فليشهد الجميع أن جاء وقت الإعتراف بالحق …

فليشهدوا لحظة شكرى وإمتنانى لمن كان له الفضل …

فليشهدوا أنى من أجلك إنتظرت …

فليشهدوا أنك للأمل فى نفسى زرعت…

فليشهدوا أن بصحبتك معنى اليقين تعلمت …

فليشهدوا أنك ثمرة صبرى وبك فزت …

فليشهدوا أنى بك من كل خوف قد أمنت …

فليشهدوا أنى من أجلك قد تغيرت …

فليشهدوا أن بفضلك قد نضجت …

فليشهدوا أنك لأعماقى احتويت …

فليشهدوا أنك لشتات أجزائى قد لملمت…

فليشهدوا أنك لأخطائى وزلاتى تقبلت و تحملت…

فليشهدوا أنك من بين الكثير وحدك لكيانى تستحق …

فليشهدوا أنك لكل ما مضى قد محوت…

فليشهدوا أنك أحييت الحاضر وللمستقبل جملت…

فليشهدوا أن بقربك عالم جديد من الجنة لى صنعت …

فليشهدوا أن عمرى لك قد وهبت …

فليشهدوا أنك لكلى قد ملكت …

فليشهدوا أنى بك وحدك من كل نقص قد اكتملت …

فليشهدوا أنى أخيرا قد تجرأت و أحببت …

فليشهدوا أنى أذوب عشقا فمن أحببت …

فليشهدوا أنى بكلماتى فى وصفك قد قصرت…

فليشهدوا أنى امتلأت فخرا بأنى بك اقترنت …

مراية الحب عميا

هو ليه دايما بنقول إن مراية الحب عميا مش جايز إن اللى حوالينا و يشاركونا لحظاتنا وإحنا بنعيش حالة حب وبيشاركونا بآراءهم ونصايحهم هما العمى أو يعنى على الأقل نظرهم ضعيف ؟ّ!

فكرة إنك تحب حد مش على مزاج اللى حواليك ، أو إن الحالة اللى بتعيشها الناس تبتدى تتعامل معاها إنها فار التجارب اللى هيبتدوا يجربوا فيه فيمطروك بنصايح ممزوجة بخلاصة تجاربهم اللى مش بالضرورة نكون مفيدة ليك أو تناسبك ،هو اللى فى أحيان كتير بيخلى مراية الحب عميا و فى أحيان تانية بتكون كدابة كمان!

أصل لما تبتدى تتعامل مع الحب إنه قاعدة ثابتة ، أو تجربة مكررة كل الناس بتفوت عليها بنفس تفاصيلها من غير تغيير أو إختلاف هو ده اللى بيخلينا مبرمجين ، ماشيين فى إتجاه واحد رايح بس من غير جاى ، بيخلينا نتعامل من منطلق اللازم والمفروض ، بيخلينا نحط توقعات لحاجات أصلا مش موجودة ، بيخلينا نشوف الحب بعيون غيرنا و كمان بمراية غيرنا اللى أكيد بتكون بالنسبة لينا عميا ! لأننا ببساطة حبينا من منظورهم مش من منظورنا

فلو عايز بجد مراية حبك تبقى مفتحة مش عميا فلما تحب…متشغيلش بالك باللى حبوا قبلك و لا باللى بيحبوا معاك ولا اللى ناويين يحبوا بعديك

لما تحب متقيدش نفسك باللازم و المفروض و مين فيكم يعمل ايه و مين فيكم مبيعملش ايه

لما تحب متستناش تاخد عشان تدى خليك مبادر و اتمتع باللى بتبادر بيه و ادى فى كل الاحوال و على اى حال.

لما تحب انسى نصايح محفوظة مش محسوسة انسى بالذات نصايح اللى حب و ماطلش

لما تحب اعرف ان احساسك هو الاصح من احساس اى حد تانى حواليك

لما تحب متحكمش على حبك و لا حبيبك من اول ازمة حقيقية تمروا بيها

لما تحب متخافش متيأسش متستسلمش ومتسلمش اتمسك لآخر لحظة ولآخر نفس عافر لغاية مالانهاية.

لما تحب أوعى تكون تقليدى بتحب بكتالوج ، لما تحب حب بأسلوبك و طريقتك حب ببصمتك وروحك حب بجد…حب بره الإطار.