أرشيف التصنيف: غير مصنف

الكائن الجلياط

عارفيين يا ترى يعنى ايه كائن جلياط …؟!
يعنى كائن بيعيش و بيتعايش فى وسطينا عادى جدا بس عنده مشكلة صغيرة جدا ده اذا كان شايفها أصلا انها مشكلة و مكانش فاكر اننا اللى عندنا أزمة تعايش معاه ، مشكلته ايه بقى انه عمره ما عرف و لا بيعرف ولا هيعرف يعنى ايه ذوق ولا عدى علي الذوق و لا الذوق عدى عليه فى يوم قبل كده !

يعنى كائن تعمله قيمة و تحترمه لدرجة هو طبعا مش متعود عليها فيقرر هو يعاملك بقلة احترام تصل لحد البجاحة !

يعنى كائن يفضل يجرى وراك ويخنق فيك طول ما هو محتاجك وعاوزك ويبقى ده بالنسبة له حق مكتسب مش من حقك أى اختيارات أو بعد الشر يعنى انك تشجب أو تعترض ، وأول بقى ما انت تعوزه يختفى و يبقى شايف ان اختفاؤه ده شئ عادى جدا وانك انت اللى جلياط و رخم وغريب الاطوار لانك سألت على سيادته واحتاجته وعوزته !

يعنى كائن اتعود يعيش زى ما بيحب ود مش عيب على فكرة لكن العيب انه زى ما بيحب ديه مش بتوقف عنده لأ ديه فى معظم الأحيان اذا ماكنش كلها بتأكل حق اللى حواليه فبييجى على جناب سيادتك ، ده اذا ماكنش مسقط سيادتك من الحسبان أصلا !

يعنى كائن يغلط فتيجى على نفسك وتعمل انك مخدتش بالك فيتمادى فى الغلط ويكرر نفس الغلطة بعينها بغباوتها بنفس استفزازها ليك !

يعنى كائن مبيقدرش انك قررت انك تكبر دماغك و تعذره وتلتمسله أى أسباب لتقصيره فيقوم هو مقرر يثبتلك العكس على طول الخط بطريقة تخلى كل الاسباب و كل الأعذاراللى خلقها ربنا بذات نفسها تتنصل منه و من عمايله المجليطة !

يعنى كائن مش هتعرف توصفه رغم كل الوصف اللى فات وأبلغ وصف له هو كل موقف ضايقك وعكنن عليك بيه وساب جواك احساس غريب وصفته حضرتك بانه جليطة …

ودلوقتى كل اللى أقدر أقوله لكل كائن جلياط هو عارف نفسه كويس و مكبر أرجوك خف تعوم بلاش تنقطنا بجليطك ، عاملنا بشوية انسانية و عبر الناس من حواليك احترمهم ، الذوق نعمة والله وحتى اسأل لو مش مصدق

ولو حضرتك مش ناوى تتراجع وناوى تفضل ثابت على موقفك يبقى مضطرة أقولك من قلبى روح يا شيخ ربنا يرزقك بكائن جلياط أكتر منك يجليط عيشتك بطريقة مجليطة آخر جليطة …آميين .

رغبة فى الإختفاء

مش نظرة سوداوية تشاؤمية أو يأس ، و مش وعظ وتنظير، مجرد تأملات عن واقع حقيقى اتعاش و لسه بيتعاش وممكن يمس أى حد فينا أو يمس أى حد يهمنا … إنك تسمع بشكل متكرر عن حالات إنتحار انتشرت أخبارها عبر وسائل الإعلام المختلفة ، أو عرفتها عبر وسائل التواصل الإجتماعى ، أو بتسمعها فى محيط الأصدقاء و المعارف … يبقى هنا فى وقفة ، هو ايه اللى بيحصل بالظبط ؟!

ساعات بنزهق من الدنيا و ندعى على نفسنا بالموت ، لكن فى نفس الوقت لو اتعرضنا لأى موقف فيه أى نوع من أنواع الخطر أو احتمالية فقد للحياة بنفوق فى لحظة لما نلاقى نفسنا بنحاول نحافظ على حياتنا و بنقاوم الموت !

يبقى ايه اللى يخلى بنى آدم معجون بغريزة الوجود و فطرة حب الحياة و بيسعى للخلود لو استطاع ، يقرر بنفسه يسيب الجمل بما حمل ، يرمى أى غريزة متأصلة جواه  ، يكره وجوده ، يكره اللى فات و انهارده و يزهد كمان فى بكرة ؟!

الأغرب من خبر الإنتحار فى حد ذاته ، انك تعرف إن المنتحر كان من الشخصيات المتفائلة ، المقاتلة  اللى مبتتهزمش ، شخصيات عاشت مبتسمة بتضحك و بترسم الضحكة على الوشوش حواليها ، شخصيات كانت مليانة طاقة إيجابية و بتوزع كمان منها على البشر !

سواء المنتحر ترك أى رسائل بتفسر دوافعه للانتحار ، أو حتى اللى تم انقاذهم و فشلت محاولاتهم فى الإنتحار مش دايما بيتكلموا بصراحة ووضوح عن السبب الحقيقى اللى دفعهم لمحاولة الإنتحار ، يعنى نقدر نقول بتتعدد الأسباب و الإنتحار واحد … بس الأكيد مشترك ما بينهم كلهم إنهم إتخذلوا ، إتوجعوا ، فقدوا الثقة … كفروا بالواقع و بالعيشة و الأكيد و الأهم إنهم كفروا باللى عايشنها فإجتاحتهم رغبة قوية فى الإختفاء و الهروب حتى لو كان الموت هو وسيلة الوصول !

فياريت لما تسمع عن حد “إنتحر” مش قضيتك خالص تنظر و تحكم عليه و تحلل وهو أصلا خارج الدنيا باللى فيها  ، ده تترحم عليه وبس ، لأن ربنا هو اللى أعلم بيه و باللى كان عايش فيه و باللى خلاه زاهد الدنيا و زاهد العيشة و اللى عايشنها ،  أما بقى قضيتك الحقيقية فهى انك تبص حواليك وتشوف انت مقصر فى حق مين أو مين محتاجك ، مين الدنيا ضاقت عليه و وارد جدا يبقى الدور عليه…جايز يبقى ليك لازمة وتلحقه .

 

 

 

أيها الشريك العزيز … تفكر

لا توجد امرأة لا تود أن تدلل ، لا تود أن تقدم لها الهدايا بمناسبة و بدون مناسبة , لا تود أن تغمرها بالمفاجئات ، لا تود أن تصطحبها إلى أفضل الأماكن و أجملها و أغلاها …

لا توجد امرأة لا تريد أن توفر لها كافة سبل الراحة ، لا تريد أن تؤسس لها منزل لا ينقصه شئ ، لا تريد حياة مؤمنة ماديا بكل ما تحمله الكلمة من معنى …

و لكن برغم كل ما توده و كل ما تريده كل امرأة كنوع من أنواع التقدير المنتظر من الشريك ، ألا تعلم أيها الشريك العزيز أنها مجرد أشياء زائلة تمثل لها نوع من ترجمة اهتمامك بها و حبك لها  و ليس إلا؟

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أن هناك ألف احتمال قد يدفع امرأتك أن تتنازل عن المعتاد بين مثيلاتها من بنات جيلها ” فيما توده و فيما تريده و يمثل نوع من ترجمة الاهتمام ”  ليس لأنها لا تعلم قدرها أو أنها لا تستحق و لكنها تفعل ذلك فى سبيل أن تحصل على جوهرك الحقيقى و اهتمامك و حبك الحقيقى ؟!

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أنك قد تكون قرة العين و الروح و القلب لامرأتك ، فلا ترى غيرك ، لا تشعر بغير نبضات قلبك ، و لا تهفو روحها لغير نسمات روحك ؟!

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أن امرأتك قد تريد أن تخلق معك عالمكم الخاص المطعم بقوانينكم الخاصة جدا التى لا تسير عليها كافة البرية ؟!

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أن امرأتك قد تكون الشواذ عن القاعدة ، فلا يعنيها من الدنيا سواك ؟! فقد ترى العالم كامل بك ناقص بدونك فاكتفاءها من الدنيا يتحقق بوجودك وليس بغيرك من أناس أو أشياء ؟!

أيها الشريك العزيز … تفكر فامرأتك قد يكون لها حسابات أخرى فقد تكون أنت الرهان التى ظلت ومازالت تراهن عليه ، قد تكون انت المكسب و انت الربح ، قد تكون أنت عوض السماء الذى طالما انتظرته و أيقنت بالفوز به فى يوم ما .

أيها الشريك العزيز … تفكر ، تفكر بقلبك و أعلم أن امرأتك خلقت لكى تكون امرأتك انت ، نصفك التائه منك و انت نصفها التائه منها ، فأنتما سويا كقطع الزجاج المعشق ، فتكتمل بوجودكما لوحة نادرة ذات تصميم خاص  ، و هذا الاكتمال  لا يعترف بأى شئ آخر سوى بكما ، بوجودكما سويا ، و بقوة تلاحم روحاكما .

عالمى الخاص الذى أعيش فيه

رافقتنى منذ زمن بعيد ، فعندما كنت صغيرة لا أعى من الدنيا سوى أمى وأبى وعائلتى الصغيرة كانت تشعرنى بالذاتوية وتجعلنى موضع اهتمام كل من حولى .

علمتنى أن أمسك بالقلم والورقة لأشكل بأصابعى كلمات غير مفهومة لوعيى وإدراكى، فكانت تدفعنى بشغف  لنقل ونقش الكلمات المتناثرة فى الكتب و الجرائد والمجلات .

وعندما انتقلت لمرحلة المدرسة كانت سعادتى لا توصف فدورها ازداد جمالا كانت تحثنى على الاستفادة من كل كلمة أتلقاها من مدرسينى و كانت تساعدنى على تخزينها فى ذاكرتى، علمتنى ايضا متى وكيف أظهر هذا المخزون .

أما عندما وصلت للمرحلة الاعدادية علمتنى التحرر والرفض والشجب من خلال  نقش كلمات مواضيع التعبير، حتى لقبنى بفضلها أحد مدرسينى بالمتمردة نظرا لآرائى الجريئة أحيانا و الرافضة للواقع أحيانا وأحيانا أخرى نظرا لآرائى المتطلعة لمستقبل بعيد .

و فى وقت الضيق فكانت كاتمة أسرارى، وفى وقت تحديد المصير كانت مرشدى ودليلى لاختيار دراستى الجامعية وخلال دراستى كانت هى جزء منها، وكذلك فى عملى كانت جزء لا يتجزأ منه، وفى أوقات فراغى كانت هى أيضا هوايتى … انها “الكتابة” .

نعم ” الكتابة” فهى بالنسبة لى حياة ، عالمى الخاص الذى أعيش فيه ، لم أجد أوفى من الكتابة صديقا لأبوح لها عن أفكارى واتجاهاتى وآرائى …  , فلم ولن تخذلنى يوما فى استقبال وتدوين كل ما بداخلى، فهى خير نعمة من الله سبحانه وتعالى وخير وسيلة لنقل تجاربى وتجارب من حولى، وهى أفضل ما يمتعنى ويشعرنى بالراحة و السكينة ، هى أفضل ما يشعرنى بوجودى و ذاتى .

 

لمن يهمه الأمر

عندما تعجز كلماتك عن التعبير فتنتقص جملتك لمعناها…

عندما تلجأ للألغاز وتستبدل تصريحاتك بتلميحاتك…

عندما تتكاتف أسرارك لتملأ قلبك ومع ذلك لا تستطيع البوح…

عندما تشعر ولا تستطيع اظهار مشاعرك…

عندما تتألم ولا تستطيع أن تتأوه…

عندما تحتاج لشخص ما ولا تجرؤ الاعلان عن حاجتك له…

وعندما تتلهف عليه وتحترق روحك شوقا له فتهرول نحوه ورغم ذلك تتراجع فجأة خوفا من رد فعله وخوفا ألا تلاقى ما ترجوه منه…

عندما تضعف لدرجة تجعلك تقسو على نفسك لتخفى بقسوتك ضعفك…

عندما تبتعد رغم رغبتك الشديدة  فى القرب…

عندما تنتظر ويطول بك الانتظار ورغم ذلك لا تكل ولا تمل بل تزداد أمل…

عندما تهتم لأمره دون علمه…

عندما تتواصل مع روحه دون وجود أدنى وسيلة للاتصال…

عندما تسعى لمعرفة عنه المزيد وتبحث عن كل مايريد…

عندما تحترمه و تقدره وتضعه بكافة حساباتك مع كل قول أو فعل…

عندما تراه فى كل من حولك…

عندما تستشعره خلال كل شئ تفعله…

عندما تتمنى أن يقاسمك أوقاتك بل ويصنع معك لحظاتك…

عندما ترى فيه ومعه مستقبلك الآتى وتشتم منه رائحة السعادة…

عندما تتذكر كلماته و أقواله جيدا بل وتتعامل بها وتقحمها فى أحاديثك دون أن تدرى…

عندما تتساءل عن تفسير ما تمر به ولا تجد الاجابة…

عندما تبتسم بنقاء وبراءة الأطفال لمجرد تذكره…

عندما تشعر أن كل ما سبق غير كافى وأن مازال لديك المزيد…

وعندما تعيش هذه الحالة بكل معانيها وتستنكرها ثم تجاريها…

و عندما تود أن تصل هذه الكلمات لمن يهمك وتتمنى أن يهمه  هو الآخر الأمر…. فأعلم أنه لك يمثل الكثير و أنك وقعت لدى من يهمك أن يهمه الأمر أسير .

مش بتوقف على حد

“مش بتوقف على حد ” … جملة بنصبر بيها  نفسنا ونصبر بيها اللى حوالينا وقت الجرح وقت الوجع، جايز تكون حقيقية لكن كمان بتختزل حقيقة تانية أهم بتختزل  احساس القهر اللى بنعيشه، صحيح إن الدنيا مش بتوقف على حاجة ولا على حد لكن الحقيقة كمان بتقول ان فى حاجات تانية كتير أهم بتوقف جوانا  …

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالدنيا واستمتاعك بيها وبمعناها ممكن يوقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالآمان، بالثقة فى اللى حواليك ممكن يوقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالقدرة على التسامح والنسيان ممكن يوقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالحب ممكن يوقف، احساسك بالقدرة على العطاء ممكن يوقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالقدرة على التحمل ممكن يوقف ، طاقتك اللى دايما كانت بتتجدد ممكن توقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالقدرة على الحلم من جديد ممكن يوقف، قدرتك على الأمل والتفاؤل ممكن توقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بالقوة ممكن يوقف، احساسك بانك لسه قادر تكمل ممكن يوقف.

الدنيا مبتوقفش لكن احساسك بأنك تكون مجبور الخاطر من غير كسرة نفس أو ذلة روح ممكن توقف.

ويوم ما بنوصل لجملة “الدنيا مبتوقفش” ساعتها بنعرف كمان ان فى مسلسل من “الخذلان” ابتدا ومش هيوقف … لما الدنيا مبتوقفش بنعرف انها بتكون قطر واخد فى وشه ودايس على كل حلو عشان يوقفه ومركب معاه  فوق قضبانه كل مر بيوجع ومساعده انه ميوقفش .

الدنيا فعلا  مبتوقفش لكن الحقيقة ان  “احنا ”  اللى أكيد  بتوقف !!!

 

و يفيد بإيه ؟!

كتير بتمر مواقف في حياتنا  مع أقرب الناس لينا بتخلينا واقفين فى مفترق طرق مش عارفين ايه التصرف الأمثل اللى مفروض نتصرفه،  مش فاهمين رد الفعل الأمثل اللى مفروض نرده عليهم،  بنازع نفسنا ما بين قهرة بتصيبنا و بتزقنا كده زق على اخد حقنا وما بين نزعة حنين بتحامى ليهم و توصى قلوبنا عليهم …

بنازع نفسنا ما بين نزعة انتصار للنفس وما بين نزعة مسامحة و ود،  بنازع نفسنا ما بين صوت بيلح انك تواجه اللى وجعك وتوجعه كمان زى ما وجعك و ما بين نزعة رفق و لين بحاله …

بنازع نفسنا ما بين اننا نشيل جوانا ونعبى قلوبنا بالجفاء والقسوة وما بين نزعة النسيان …

بنازع نفسنا ما بين كيان انسان بتدور جواه كل الصراعات وبتنازع جواه كل المشاعر وما بين كيان انسان بينسى نفسه وبيدوبها فى كيان غيره روحه ممزوجة بروح غيره …!!!

بنازع نفسنا ما بين أسئلة كتير من غير اجابة،  وجايز الاجابة تجيب معاها الاختيار و الاختيار يجيب قرار بس للاسف توهان الاجابة متوه القرار مغلوش على الاختيار معتم الطريق و خافى المصير …

و لكن يفيد بإيه السؤال وليه بندور على الإجابة لما المصير أصلا محتوم ؟!

من خاف …

الخوف شعور انسانى مشروع شعور غريزى جواناولا بد منه و فى أوقات كتير بيحمينا لكن كمان أكيد لو ملكك مملكتوش و زاد عن حده بيتقلب لضده و بكل نعومة بيتسلل لينا يمشى فى دمنا وبخوف على خوف يغذينا و بنفس نعومته يسيطر علينا بعد ما بيكون بقى جزء مننا يختار الوقت اللى بنآمن فيه ليه و يؤذينا…

صحيح المثل بيقول من خاف سلم لكن كمان الواقع بيقول ان “من خاف ” وارد جدا “ميسلمش” ولا حاجة بالعكس ممكن جدا خوفه يكتفه , يعجزه, يضعفه , يهزمه و ييأسه …

من خاف لو خاف لمجرد انه اتعود يخاف أو من منطلق ضمان الآمان فبيرفع بخوفه يافطة “الحذر” أحب أقوله ان الحذر عمره ما منع قدر …

من خاف لو خاف عشان فاكر انه بيحافظ على الموجود فجايز هو يكون صح بس أكيد كمان هو بيخسر كتير من اللى جاى أكيد هو ماشى فى طريق الركود بيجرى و بيسبق غيره لقاع السكون بيشبك خيوطه بخيوط الخوف اللى هتفضل تتنسج حواليه اكتر و تكون شبكة خيوط وراء التانية لغاية ماتخنقه تضيع ملامحه شوية شوية لغاية ما تخفيه تماما عن الوجود …

“أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة”

لا شك أن الأب و الأم حماية و سند لأولادهم أكبر نعمة فى حياتهم و برهم واجب علينا وهو أقل رد جميل ممكن نقدمه لهم و مع ذلك لم ولن نقدر نوفيهم حقهم… ولكن هل برهم يساوى سيطرتهم علينا ؟!

هل تقدير تعبهم معناه أن يرسموا لنا خريطة حياتنا الآتية تحت مسمى أنهم الاكبر و بالتأكيد هيكونوا الأعلم ؟!… هل رد الجميل معناه محو حياتنا التى تشرف على الابتداء لكى نرضيهم ؟!

بالتأكيد هناك حل وسط… فمن المستحيل عدم وجود حل وسط يجمع بين بر الوالدين ورضاهم وبين استقلاليتنا و اختيار المناسب لنا , من المستحيل الانغلاق و الحبس داخل إطار بعض المعتقدات المتمثلة فى كونهم “هما الأكبر هما اللى شايفين أحسن مننا هما اللى فاهمين أكتر مننا” و عندما نتوقف عن الجدال معهم و نتساءل لماذا أنتم الأعلم و الأكثر فهما يقال ” أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ” وبذلك نخرج من إطار مغلق لإطار أكثر إنغلاقا و ضيقا يحرم عليك الاختيار أو التجربة .

قد يكون فعلا من هم أكبر منا أعلم منا و ذلك بحكم تجارب الحياة ولكن ذلك لا يعنى أن تكون تجاربهم هو منهجنا الوحيد فى الحياة , لا يعنى أن تكون معرفتهم دليل مقدس نسير على تعليماته و غير مسموح أن نحيد عنه أو غير مسموح التفكر و إعمال عقولنا اتجاهه .

قد يستريح و يستمتع الأهل “الأب والأم” بشعور اعتماد أولادهم عليهم و قد يستلذوا احساس احتياجهم الدائم لهم و لكن هل يتذكر الأهل أنهم بعد عمر طويل سيتركون أولادهم بمفردهم فى الدنيا ؟!

حينها يجد الأولاد أنفسهم فى الحياة من غير تابع … فإن لم يكونوا واثقيين من أنفسهم و مؤهلين لهذا اليوم وهذا التأهيل بالطبع لم يحدث إلا لو استقلوا بأنفسهم و أهلهم على قيد الحياة فحتما سيكون المصير هو التيه و الغرق فى بحور الحياة عندما يحدث قدرالله و يكون الأهل خارج الدنيا .

لا شك أننا مهما مر العمر بنا و “كبرنا” نظل أطفال فى نظر أباءنا و أمهاتنا بل أحيانا نحن من نشتاق لذلك الشعور و نشتاق لدلع الطفولة , نجرى لنحتمى بهم و نختبئ بملجأهم عند مواجهة مشاكل الحياة ولكن عندما يقوموا بذلك الدور و نحن نستشعره اتجاههم بشكل اختيارى فهو أفضل بالتأكيد مليون مرة من كونه شيئا اجباريا .

كل من هو أكبر مننا “سواء أهل و غيرهم من الأكبر سنا و موجودين فى محيطنا” بالتأكيد هم الأعلم منا فيما يخص الكثير من الأمور و لكن الأفضل أن يتركوا لنا مساحة نخرج من خلالها “بره إطارهم” يتركوا لنا اختيار انتهاج نهج غير نهجهم دون أن يشعرونا أننا أذنبنا برفضنا لوصايتهم فمن الأفضل عدم الربط ما بين الاختلاف بيننا و بينهم و ما بين العقوق أو أن اختيارتنا بالتأكيد يترتب عليها العاقبة الغير محمودة الغير مرضية مرددين الجملة الشهيرة “هترجع تندم وساعتها تعرف اننا الصح و انت الغلط وساعتها متجييش تعيط…”

لكل أم وأب لكل من هو “أكبر و أعلم” رفقا بأولادكم رفقا بكل من هم أصغر منكم سننا فقبل أن تعاندوهم أو” تمشوهم جوه إطاركم” تذكروا أنفسكم و أنتم فى مثل سنهم تذكروا كيف عانيتم لكى تخرجوا أيضا خارج إطار أهاليكم .

لكل ابن و ابنة رفقا بأهاليكم لديكم حق فى شعوركم و لكم مطلق الحرية فى رفض السجن داخل إطار أهاليكم و إطار ” أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ” ولكن لا تنسوا أن هذه المرة تتعامل مع أهلك و هذا الإطار الذى تريد تحطيمه غير أى إطار آخر تريد تمحيه هذا الإطار يحتاج إلى رفق و لين و مرونة و حب وبر أيضا .

ربنا لا يحرم أهل من أولادهم و لا يحرم أولاد من أهلهم … ولكى يحافظ الاثنان على بعضهم فلا بد أن يعترفوا ان كل واحد فيهم له إطار حر يشكله على مزاجه و من الضرورى أيضا أن يكون كلا الطرفان لديهم إدراك تام أنه بالتأكيد لا غنى لأحدهم عن الآخر فلا يمكن أن يستغنى أحدهم استغناء تام و كامل عن الآخر إلا فى حالة واحدة هى أن تكون العلاقة قائمة من البداية بينهم على السيطرة و الإجبار فبالتالى سيأتى الوقت الذى يتحرر تماما الأولاد من وطأة هذه السيطرة دون رجعة .

قد تكون هذه الخويطرة أقل حدة من أى خويطرات أخرى كتبتها أو سوف أكتبها و قد تكون أيضا ممزوجة بقدر من الحب على قدر من الخجل على قدر آخر من مشاعر غريبة غير مفهومة و متضاربة ومتناقضة فمن الصعب أن أقسى الأبناء على أهلهم و أشجعهم على عصيانهم “على طول الخط” و بالطبع العصيان هنا “بيكون من وجهة نظر الأهل… هما بس اللى بيبقوا شايفين ان أى مخالفة لهم فى الرأى عصيان”

و أيضا من الصعب أن أتهم أى أم و أب بكونهم المسئولين عن ضرر و أذية أولادهم تحت مسمى الحب “مع ان من الحب ما قتل” … الخلاصة أن خير الأمور الوسط فلا تضطروا أولادكم أن ينتظروا اليوم الذى يتحرروا فيه منكم فينطبق عليهم المثل الذى يقول “كنا فى جره وطلعنا لبره” فيتمردوا تمرد سلبى ويحيدوا من أقصى اليمين لأقصى الشمال , ولا تحبوهم لدرجة “الخنقة” فتصبحوا “زى الدبة اللى بتقتل صاحبها من كتر حبها فيه”

“الحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى “

images

إتعودت أقول دعاء “الحمدالله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى و فضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا ” لما أشوف صاحب إبتلاء قدامى أى كان بقى نوع الإبتلاء ده كشكر لنعمة العافية وإنه إصطفانى بيها و حفظنى من الإبتلاء و كطلب ورجاء من ربنا إنه يديم العافية ديه … لكن لما قعدت أفكر شوية إكتشفت إن لو العافية نعمة تستحق الشكر فكمان الإبتلاء نعمة تستحق الشكر .

أيوه الإبتلاء نعمة … أصلك لما بتبتلى بتبقى محتاج لربنا يعنى ربنا بيصطفيك عشان تلجأله ممكن يصطفيك بالنعمة لكن تنسى تلجأله بالشكر لكن لما يصطفيك بالإبتلاء أكيد بتلجأله و بتبقى عارف ان مهما كان حواليك بشر واقفيين جنبك مفيش غيره اللى هيرفع عنك ابتلائك وهو اللى هيجبر كسرك وخاطرك ويطبطب على قلبك و يطمنه .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بإنك تكون فى معيته وإنك يكونلك أسرار معاه … بيصطفيك بحبه … بيصطفيك بإجابة دعائك … بيصطفيك بفرصة إنك تتعرف عليه من جديد وتقرب منه … بيصطفيك بفرصة توبة … بيصطفيك بفرصة ندم … بيصطفيك بفرصة انك تحط نقطة فى آخر جملة كل اللى فات و إنك تبدأ من أول السطر فى صفحة جديدة ناصعة البياض و انت اللى هتشكل فيها الحروف من تانى .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيختار انه يصطفيك بخبرة و حكمة غيرك اتحرم منها و ممكن يقعد سنيين و سنيين عشان يتعلمها و جايز قوى ميعرفش يفهمها لكن فى حالتك و فى خلال رحلة إبتلائك الخبرة و الحكمة بيتقدمولك على طبق من ذهب … بيتقدمولك واضحيين بخلاصتهم من غير توهان أو تفكير كتير من غير ما تحلل و تغربل .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بفترة تعيد فيها حساباتك وتقيم بيها نفسك وأسلوب معيشتك واختياراتك فى الحياة … بيصطفيك بفترة جايز جدا تكون سبب فى تغيير مسار حياتك … بيصطفيك بفترة بتتشكل فيها من جديد و بتشكل فيها منظومة حياتية جديدة هتعيش فيها و بيها … بيصطفيك بمرحلة وتجربة حياتية جديدة حان وقتها انك تعيشها .

كنت ومازلت بأخاف من الآية الكريمة “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” … ولكن بأطمن و بيسكن خوفى شوية لما بأوصل لآخرها ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” زى ماربنا هيقدرلك الإبتلاء هيرزقك بالدواء و ينعم عليك بالبشرى اللى أكيد هتجيبلك نعم كتير وراها بس بشرط انك تكون من الصابرين .

الخلاصة اللى اتعلمتها و القناعة اللى وصلتلها إن الإبتلاء ممكن يكون بشر و ممكن يكون بخير يعنى ممكن يكون فى صورة نعمة وممكن يكون فى صورة نقمة … الإبتلاء ممكن يكون فتنة … ممكن يكون اختبار صبر … ممكن يكون حاجات كتير … لكن الأكيد إن دايما وراه حكمة و ربنا سبحانه و تعالى لو اصطفاك بالإبتلاء يبقى أراد انه يصطفيك بالحكمة و لو اصطفاك بالحكمة فأعرف إنك فى نعمة تستحق الشكر … ” فالحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى”