عصفور فى اليد…

BIRD

“عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجر ” مثال متعدد الأوجه و الرؤى , ممكن حد يشوفه واقعى ومنطقى , وممكن يشوفه البعض الآخر بيعزز قيمة القناعة و بيتناسب مع فكرة الطمع يقل ما جمع , لكن بصراحة أنا بأشوفه انه منطق قشرة يعنى ظاهره منطقى لكن بداخله استسلام لواقع مرير بنتصور أنه الأضمن و الأكثر أمان .
بنتنازل بإرادتنا عن مستقبل من قبل ما ييجى عشان خايفيين انه ميجيش , بنتنازل عن الطموح و بنحط أحلامنا و أمانينا جنب الحيط و بنتمسك بوهم بنتصور انه فى ايدينا وبنفتكر اننا معانا صك ضمان وجوده للأبد طالما هو موجود فى ايدينا و الحقيقة اننا احنا اللى فى ايده.
بنخاف من المجهول خوف أعمى و بنفترض فرض مطلق انه الأسوأ , وبالتالى الخوف ده بيخرجنا من فلك المنطق لفلك العاطفة و لما تتحكم العاطفة و تتربع عرش قرارتنا يبقى أكيد النتايج مش مرضية وفى أحيان كتيرة للأسف بنجنى أخطاء مهلكة
أحيانا بنشوف انه مينفعش نغامر ونجرب حاجة جديدة وارد انها تدر علينا متاعب كتيرة , لكن بعد مرور وقت بنكتشف اننا اختارنا الوقوف فى مكانا فى حالة جمود وسكون فى نفس الوقت اللى سبقنا فيه غيرنا بخطوات كتير و كان الفارق الوحيد بينا وبينهم هو المغامرة
وعلى فكرة المغامرة مش بالضرورة دايما تعنى التهور , المغامرة ممكن جدا تبقى منطقية , مش لازم أبدا تفقد اللى فى ايدك عشان تحصل على الأفضل لكن ممكن جدا توازن بين اللى فى ايدك وبين ما تتمنى الحصول عليه وتصنع جسر يوصل ما بين الاثنين و بكده تنتقل من خطوة للتانية من غير خسارة
فى كثير من الأحيان بيكون العصفور اللى فى اليد هو سبب الشقاء مش السعادة , ممكن يبقى الخوف مش الأمان والضمان, فمينفعش أبدا إننا نعيش أسرى لمعتقد بالى تحت مسمى القناعة أو المنطق فى حين انه بيأ خرنا مش بيقدمنا , لأ ده كمان بيلغى أحلامنا وأمانينا و بيقلل من فرص الحصول على الأفضل فبيمحو المستقبل وبيجعلنا دايما مقيدين فى الماضى فى خبر كان …
والأهم من كل ده أنه ممكن جدا يطير زيه زى العشرة التانيين اللى على الشجرة أصل العصفور عمره ما كان فى اليد مهما مسكت فيه و مهما أحكمت قبضتك عليه كمان ممكن جدا يطير لأنه مخلوق بالأساس عشان يطير مش عشان يستكين فى ايدك .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *