الأرشيف الشهري: مارس 2015

خليك مبادر … “البادى أبقى”

اضطرابات ، أزمات ،  خلافات ، ومشاحنات …  نتكلم بس من غير ما  نسمع , نصدر أحكام ونتخذ قرارات من غير ما نفكر ، مفيش صبر ، مفيش تحمل ،  صدورنا بتضييق و منعرفش نتحكم فى انفعالتنا ،  نتشاجر ، نتناحر و نثور على اللى حوالينا لأتفه الأسباب …

 نبعد ، نحط سدود ، ننعزل و نعيش أزمة تعايش مع نفسنا و مع اللى حوالينا …

 نشوف الناس من حوالينا بصورة المخطئ و نشوف نفسنا دايما على صواب، نلومهم و مانلومش نفسنا ، نترقبهم و نتصيد لهم الأخطاء “أو اللى احنا بمنظورنا شايفينه خطأ ” و نبتدى نحاسبهم و نحاكمهم ، منقبلش الأعذار ، نبرر لنفسنا الغلط و غلطهم بالنسبة لنا مش مبرر …

 ندخل دايرة خسارة الناس من حوالينا و اللى بخسارتهم ساعات كتير بنخسر نفسنا ، كلنا بنغلط ، كلنا بنتعرض لضغوط تخلينا نتصرف غلط و نغلط فى حق غيرنا ، كلنا وارد نختلف مع غيرنا ، كلنا بنستنى التانى يبدأ الأول و نكابر و فى وسط المكابرة الوجع بينا بيكبر أكتر مع ان الحل بسيط … الحل انك تكون مبادر و خدلك شعار فى حياتك ان “البادى أبقى”  .

لما تختلف مع حد مهم فى حياتك ” حد يستاهل و بيقدرك زى ما بتقدره” أو يحصل زعل لأى سبب من الأسباب بينكم دور على الحلو اللى يخليك تكمل و متركزش على الموقف سبب الزعل و اللى اترتب عليه من ردود أفعال تزعل متضيعش وقت و بادر بالصلح … حوط عليه ومتضيعش وقت فى انتظار مين اللى يبدأ فيكم .

 عايز تحافظ على حد غربل أول بأول أى حاجة بتضايقك منه أو أى مواقف مؤلمة بينكم و ارميها على جنب و كأنها لم تكن أصلا و ركز على كل حاجة حلوة و قدرها و افتكرها لما يدخل قلبك الزعل هتلاقى الحلو بيشفع و يغطى على أى حاجة تانية … الموضوع مش سهل و بيحتاج مجهود بس لما بتنجح فى تحقيقه بيؤدى لنتيجة مريحة و سلام نفسى مع نفسك و مع اللى حواليك و الأهم فرحة انك عارف تحافظ على حد مش عايز تخسره.

إلحق نفسك

“عيد ميلاد سعيد ” تهنئة رقيقة بتتواتر على الألسنة وبتتردد على مسامعك فى ذكرى يوم ميلادك فى نفس اليوم من كل عام و لكن هل هو فعلا “عيد” هل هو فعلا ” سعيد” ؟!

بيستوقفنى جدا فكرة “عيد  الميلاد” ، ايه يعنى اللى خلاه “عيد”  , أعتقد انه فعلا بيبقى عيد وفرحة أيام الطفولة بس  ، يعنى كل ما الواحد كان بيكبر سنة ديه  كانت بتبقى فى حد ذاتها فرحة لأب وأم شايفين الزرعة بتاعتهم بتكبر ما بينهم وبتلون حياتهم بشكلها الجميل وتعطر أنفاسهم بريحتها العطرة .

و بيفضل “عيد” لسنة ورا التانية لغاية ما فجأة بيتحول ل”إنذار” مستتر تحت مسمى “عيد الميلاد” … فى الوقت اللى بيبقى “عيد الميلاد” مجرد رقم بيسجل يوم دخولك للدنيا ، ورقم بيسجل بقالك كام سنة ضيف فيها ، إلا إنه كمان فى نفس الوقت “إنذار” بيفكرك انك كبرت … و شوية شوية بيفكرك انك كبرت زيادة مش كبرت بس …

“إنذار” بيفتحلك كشف حساب و يحصر خطواتك ، أفعالك ، إنجازاتك ، نجاحاتك و كمان بيحصر سقطاتك ، إخفاقاتك ، بيحصر أحلامك ورجائاتك المؤجلة و راسية على بر الخيال و متعدتهوش و لا قربت للواقع لسه …

“إنذار” بيفكرك إنك تايه فى الدنيا و أراضيها ، “إنذار” بيفكرك انك واقف فى مفترق طرق مابين ماضى فات و حاضر بتعيشه و مستقبل مش عارف فاضل فيه وقت و لا لأ ، و لو لسه فيه وقت هيكون فيه إيه و ملامحه إزاى ؟!

” إنذار ” بيفكرك إن  وقتك ، عمرك ، أيامك اللى بتتسرسب يوم ورا التانى فى “وحش” بياكلهم اسمه “الزمن”… ، الزمن اللى بيثبت ان كل لحظة ليها قيمة ، من لحظة للتانية بتتغيير كتير حاجات المقبول بيترفض و المرفوض بيتقبل ، عايش بيموت و حى جديد بيتولد , بعيد بيقرب و قريب بيبعد ، مشاكل تتحل و تتخلق مشاكل غيرها كله فى لحظة …

 ” إنذار ” بيفكرك إننا ساعات أو غالبا فى معظم الأحيان بنبقى فاكريين ان الوقت دايما معانا تحت رحمتنا “الدنيا مش هتطير يعنى” لكن الحقيقة ان الوقت مش دايما معانا و فكرة الامان “الكاذب” للوقت مطب بنتكعبل فيه و الدنيا ممكن تطير عادى فى لحظة و الحقيقة إن احنا اللى تحت رحمة الوقت …

 “إنذار ” بيفكرك  إنه ضرورى اننا نعرف نختار اللحظة الصح “مش لحظة قبلها ولا لحظة بعدها” و نستغلها عشان لو ضاعت فى حاجات كتير كمان بتضيع…

 “عيد ميلادك” هو “إنذار” بيفوقك و يقولك : “إلحق نفسك” … “الزمن وحش” بياكلنا و مش دايما للأسف بنعرف نصارع “وحش الزمن .

أيها الشريك العزيز … تفكر

لا توجد امرأة لا تود أن تدلل ، لا تود أن تقدم لها الهدايا بمناسبة و بدون مناسبة , لا تود أن تغمرها بالمفاجئات ، لا تود أن تصطحبها إلى أفضل الأماكن و أجملها و أغلاها …

لا توجد امرأة لا تريد أن توفر لها كافة سبل الراحة ، لا تريد أن تؤسس لها منزل لا ينقصه شئ ، لا تريد حياة مؤمنة ماديا بكل ما تحمله الكلمة من معنى …

و لكن برغم كل ما توده و كل ما تريده كل امرأة كنوع من أنواع التقدير المنتظر من الشريك ، ألا تعلم أيها الشريك العزيز أنها مجرد أشياء زائلة تمثل لها نوع من ترجمة اهتمامك بها و حبك لها  و ليس إلا؟

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أن هناك ألف احتمال قد يدفع امرأتك أن تتنازل عن المعتاد بين مثيلاتها من بنات جيلها ” فيما توده و فيما تريده و يمثل نوع من ترجمة الاهتمام ”  ليس لأنها لا تعلم قدرها أو أنها لا تستحق و لكنها تفعل ذلك فى سبيل أن تحصل على جوهرك الحقيقى و اهتمامك و حبك الحقيقى ؟!

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أنك قد تكون قرة العين و الروح و القلب لامرأتك ، فلا ترى غيرك ، لا تشعر بغير نبضات قلبك ، و لا تهفو روحها لغير نسمات روحك ؟!

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أن امرأتك قد تريد أن تخلق معك عالمكم الخاص المطعم بقوانينكم الخاصة جدا التى لا تسير عليها كافة البرية ؟!

ألا تعلم أيها الشريك العزيز أن امرأتك قد تكون الشواذ عن القاعدة ، فلا يعنيها من الدنيا سواك ؟! فقد ترى العالم كامل بك ناقص بدونك فاكتفاءها من الدنيا يتحقق بوجودك وليس بغيرك من أناس أو أشياء ؟!

أيها الشريك العزيز … تفكر فامرأتك قد يكون لها حسابات أخرى فقد تكون أنت الرهان التى ظلت ومازالت تراهن عليه ، قد تكون انت المكسب و انت الربح ، قد تكون أنت عوض السماء الذى طالما انتظرته و أيقنت بالفوز به فى يوم ما .

أيها الشريك العزيز … تفكر ، تفكر بقلبك و أعلم أن امرأتك خلقت لكى تكون امرأتك انت ، نصفك التائه منك و انت نصفها التائه منها ، فأنتما سويا كقطع الزجاج المعشق ، فتكتمل بوجودكما لوحة نادرة ذات تصميم خاص  ، و هذا الاكتمال  لا يعترف بأى شئ آخر سوى بكما ، بوجودكما سويا ، و بقوة تلاحم روحاكما .