الأرشيف الشهري: يونيو 2015

بذمتك…ترضى تلبسى فى حيطة ؟!

مش مستصيغة فكرة إن “المودة والرحمة” أهم حاجة فى الجواز، هما ضمان لإستمرارية الجواز لكن  مش ضمان للسعادة  والراحة  والإستمتاع بالحياة ديه.

مقياس النجاح مش إستمرار الجواز من مبدأ “جوازة والسلام” وادينا اتدبسنا فنكمل تدبيسة، النجاح من وجهة نظرى هو الراحة والسكينة مش المودة والرحمة اللى ربنا طالبنا بيها وأحيانا بننفذها بس عشان اتأمرنا بيها زى الصلاة والصوم حتى لو مش حسينهم بس بننفذ عشان أمر ربانى هنثاب عليه !

بقى فى كتير أسر تعيسة بيمثلوا على نفسهم وعلى شركاء حياتهم وعلى اللى حواليهم       السعادة ، بيمثلوا إنهم أنجح زوجين لكن رغم تمثيلهم المتقن بتيجى مواقف صغيرة جدا بتعرى حقيقة مشاعرهم وأحيانا ندمهم على حياتهم اللى اتسرقت منهم أو اللى سابوها بإرادتهم تتسرق قدام عنيهم وهما ساكتيين !

تعبير” جوازة والسلام ”  ده بالذات سبب التعاسة ، يأس الشباب والبنات بسبب تعثرهم فى إيجاد الشريك المناسب أو إحباط الأهل أو المحيطين ليهم فى إنهم ممكن فعلا يلاقوا اللى يستحقوه هو المسئول عن إقبالهم على أى جوازة والسلام وفعلا بتقوم الجوازة وبتتم لكن بيهرب منها “السلام”!

أما بقى  “ضل راجل ولا ضل حيطة” التوأم الملتصق  “لجوازة والسلام” جايز الواحدة من كتر الضغوط بترضخله ، بتتصور إن أى “راجل” ممكن يبقى سند بس الحقيقة إنها ممكن تتسند على الحيطة ولا إنها تسند على أى “راجل” والسلام ، أحيانا الراجل ده بيكون هو الحيطة اللى بتلبس فيها تتفتح دماغها و تصفى دمها و تجيبها الأرض كمان ! بذمتك بقى ترضى تلبسى فى حيطة ؟!

الجواز مش “أى راجل” مع “أى ست “، ولا بيت لازم يتفرش ومينقصش قشة ، ولا فرح محصلش ومعازيم متتعدش، الجواز صحيح سنة الحياة لكن مش روتين فى الحياة، الجواز مش قطر هيفوت لو ملحقتش تتشعلق فيه

الجواز مش مجرد شكل إجتماعى ولا إنجاز هتضيفه على  ال C.V  بتاعك، مش هتبقى  بنى آدم خمس نجوم بالجواز وغيرك اللى متجوزش بنى آدم بنجمة واحدة !

الجواز مصير بتربط فيه حياتك بحياة غيرك يبقى لازم تبقى منصف جدا و عادل و إنت بترسم المصير ده عشان متظلمش نفسك و لا تظلم غيرك معاك .

وزى ما احنا متمسكين قوى بموروثات “ضل راجل ولا ضل حيطة” و”جوازة والسلام” و “القطر هيفوتك” وغيرها، افتكروا  وطبقوا كويس موروثكم الأصيل “قعدة الخزانة ولا جوازة الندامة

 

بكرة تندم يا جميل

من أكتر الحاجات اللى ممكن فعلا تبقى مخيفة لأى إنسان مخيفة لدرجة معيقة لحياته هى الندم … أى نعم ساعات الندم بيعلم و بيخلينا نتفادى الوقوع فى غلط وقعنا فيه قبل كده لكن كمان الخوف من إننا نندم ممكن يبقى هو الندم بحد ذاته !

فكرة إنك تخاف تسيب أو تعرف حد ، أو إنك تخاف تقدم على شئ أو تسيب شئ عشان متندمش ، فكرة إن حد يخوفك من أخد أى قرار مصيرى و خاصة لو قرار غير مألوف فينصحك إنك الأضمن تبقى فى المضمون أفضل ما تندم و يختم نصيحته ب” بكرة تندم يا جميل ” أو يقولك لو خسرت “الخسارة مش هتتعوض ” أو بقى يقولك أكتر حاجة فعلا ممكن تخوفك ” اللى بيروح مبيرجعش”

فكرة إنك تندم بعد خير عملته و طلع مش فى محله ، تندم على معرفة إنسان ، تندم على ثقة أو أمان ، تندم على تجربة خوضتها … كلها أفكار متعبة ، كلها أفكار تخليك تفكر مليون مرة عشان متندمش !

وارد فعلا إنك تندم ، ووارد إنك تخسر ، ووارد كمان إن اللى يروح ميرجعش لكن هل ده معناه إن مش هييجى غيره ؟! هل ده معناه إننا ننسى إن “الجايات أكتر من الرايحات”؟!هل ده معنى إننا منجربش منعيش نفضل نخاف نندم ، نخاف نخسر لغاية ما نخسر نفسنا ؟!

الواقع بيقول إن “البحر مليان سمك” يعنى من الآخر الدنيا واسعة و مليانة فرص وخير ربنا الواسع و رحمته الواسعة كفيلة تطمن أى حد ان كل شئ ممكن يتعوض

فكرة الخوف من الندم أصلا بتييجى مع كل موقف جديد  ، تجربة جديدة ، شخصية جديدة أو أى حاجة بنقابلها وبتفرق معانا فى دنيتنا و بالتالى بنخاف نفقد اللى حاجات ديه … بنخاف نندم بفقدانهم

لكن الحقيقة إن مفيش حاجة تستحق الندم  ، كل حاجة فى الدنيا طالما إنت مقصرتش و عامل اللى عليك إتجاها إتأكد إنها هتتعوض بإذن ربنا اللى خيره واسع و اللى قانونه فى الدنيا إنه مش ضرورى ياخد منك الوحش بس ، بالعكس ممكن ياخد منك الحلو لكن عشان يفضى مكان للأحلى

فمتندمش وتقول “ياريت…” لأن أكبر دليل إن الندم مفروض ميبقاش له مكان فى حياتك إنك بتتعلم دايما  وده أعتقد فى حد ذاته أكبر عوض ليك- بعد ما يسمى خسارة من منظور البعض- ، فى الحقيقة إن الندم هو الخسارة الحقيقية  ده حتى بيقولوا ” كلمة ياريت ما بتعمر بيت”

 

 

 

فاقد الشئ … يعطيه

اعتادنا إننا نقول دايما إن “فاقد الشئ لا يعطيه ” و توارثنا المقولة و خليناها حكم مطلق على كل محروم من شئ … و تجاهلنا إن لكل قاعدة شواذ ، ما هو لو دايما فاقد الشئ لا يعطيه مكنش النجار هيبقى بابه مخلع !

جايز إن القاعدة فى معظم الأحيان بتكون صح و جايز الحرمان من شئ معين بيفقدنا معناه و إحساسه و بيفقدنا إدراك ضرورة وجوده ، و أحيانا فقدانه و الحرمان منه بيعلمنا لا إراديا القسية و حرمان غيرنا منه حتى لو إمتلكنا قدرة عطاؤه !

لكن كمان شواذ القاعدة بيقول إن “فاقد الشئ ممكن جدا يعطيه – لأ و يعطيه كمان بجدارة على فكرة ” ، مش بس ممكن يعطيه بجدارة و على أكمل وجه لأ ده كمان ممكن يعطيه بحب و بشغف و كرم

لو بصينا حوالينا هنلاقى كتير أمثلة بتأكد كلامى ، كتير أيتام أو أولاد أسر مفككة كانوا أفضل أباء و أمهات ، كتير فقراء لما أغتنوا بقوا أسخى و أكرم ناس ، كتير ستات إتحرموا من الخلفة لكنهم ربوا أجيال و كانوا أحن أمهات  

لو كان فاقد الشئ لا يعطيه مكنش اتمنى الطفل المريض إنه يبقى دكتور عشان يداوى المرضى و يطيب آلامهم اللى عاش زيها ، مكنش الطفل اللى جرب الخوف إتمنى يبقى ظابط عشان يدى الآمان لغيره

لو فاقد الشئ لا يعطيه مكنش اللى ظروفه مسمحتش له إنه يتعلم علم ولاده أحسن تعليم ، مكناش شوفنا نماذج ناس مش متعلمة بدأت تتعلم من أول وجديد و هى كبيرة و خلصت مراحل التعليم لغاية جامعة و ساعات ماجستير و دكتوراة وكمان بدأت تشارك فى محو أمية غيرها

لو فاقد الشئ لا يعطيه مكناش شوفنا ناس عايشة مقاسى محزنة وهى هى نفس الناس  الوحيدة اللى بتقدر ترسم بسمة على وشوش غيرها و بتسعد القلوب كمان وممكن تتأكد من الكلام ده بإنك تمر سريعا على قصص و حكايات حياة بعض الفنانين وخاصة “الكوميديانات” منهم ، و شوف حياتهم عاملة إزاى و اللى بيقدموه لينا عامل إزاى !

ياما أولاد شافوا أقسى معاملة من أباءهم و أمهاتهم و عاشوا عقوق أهلهم لهم لكن لما دارت الأيام و الضعيف قوى و القوى ضعف شوفنا نفس الأولاد دول باريين بر يتحسد عليه أهلهم و شبعوا أهلهم رعاية وحنية و اهتمام فى حياتهم و كمان كانوا “الولد الصالح” اللى بيتصدق و بيدعى لهم بعد مماتهم ، وهكذابقى … الأمثلة كتير على فكرة و متتعدش  بس إحنا نركز شوية فى الناس حوالينا  

الخلاصة إن فاقد الشئ هو أكتر واحد فى الدنيا عرف قيمة الشئ اللى فقده ، هو أكتر واحد داق طعم الاحتياج له ، هو أكتر واحد إتوجع من الحرمان ، هو أكتر واحد فاهم يعنى إيه إنكسار نفس و خاطر و قلب اشتهى شئ –سواء مادى أو معنوى – وملقاش اللى يجبره !

وعشان شاف و عاش و حس كل ده فهو أجدر واحد يحس بغيره لما تتبدل الأدوار ، هو أكتر واحد هيمد إيده لغيره عشان ميعش نفس اللى هو عاشه ، هو أكتر واحد ممكن يبقى عنده طاقة عطاء لا متناهية للى يعرفه و كمان للى ميعرفوش بدون شروط أو قيود ، ده حتى عطاؤه ممكن يبقى للناس اللى حرمته و كانت سبب فى وجعه و خذلانه فى يوم من الأيام .