(موت يا حمار , فى المشمش , لما تشوف حلمة ودنك , لما تشوف آفاك ….) عبارات تعجيزية بنستخدمها يوميا للدلالة على استحالة تحقيق شئ معين , لكن السؤال بقى هل فعلا فى حاجة اسمها مستحيل ؟! ولا ده وهم احنا بنصنعه بايدنا عشان خايفين من التجربة , أو جايز عشان يائسيين أو محبطين , و لا جايز عشان مش واثقين فى نفسنا ولا فى قدراتنا , و جايز كمان البعض – زى مجتمعنا الفل ده – بيصنع المستحيل متعمد عشان يعجزنا و يوقفنا فى أماكنا فى سكون واستسلام و نعتبره واقع لازم نعيشه…
طيب لو افترضنا ان فعلا فى مستحيل هل المستحيل ده هيكون مطلق و لا نسبى ؟! … مش جايز “المستحيل” لغيرنا يبقى “ممكن” لينا , أو “الممكن” للأخريين هو “المستحيل” لينا , لكن جايز كمان الكل يتفق على ” المستحيل” و يجى فرد واحد يختلف عن الكل و يشوف “المستحيل” ممكن ! … على فكرة هو بنى آدم طبيعى بس الفرق بينه و بين غيره انه عنده ايمان شديد بقدراته و بقدرته على الوصول , وفعلا بيصدق نفسه فبيوصل فبالتالى بيحطم وهم المستحيل رغم انه قلة و اختلف مع الجماعة .
وطالما المستحيل طلع شئ نسبى بيختلف بإختلاف نظرتنا له يبقى ده معناه انه واقع ممكن تغييره مش مجرد قدر لا مفر منه , ولو افترضنا انه قدر لا مفر منه فحياتنا متستاهلش شوية صبر ومثابرة و سعى عشان نحقق اللى عايزينه ؟! و حتى لو محققناش اللى عايزينه مش كفاية اننا حاولنا و مأستسلمناش ؟!
للأسف كتير فى مجتمعنا بنوصف تحقيق بعض الأشياء بالاستحالة و بيساعدنا على التعجيز ده بعض الموروثات و المقولات اللى زى ( كان غيرك اشطر , ادى دقنى لو فلحت …) و بالتالى بنخاف نقرب من الشئ ده وطبعا مبنتصورش ولا بييجى فى خيالنا للحظة اننا ممكن ننجزه و ده غالبا مش بسبب صعوبته لكن عشان الصورة الذهنية المغلوطة اللى اتكونت فى أذهانا عنه و اللى جعلته مش متفق مع أفكارنا أو مبيتماشاش مع طبائعنا و بالتالى بنستنكر حدوثه , فتدور الأيام و تتغير الأحوال وممكن جدا ننجز الشئ اللى قولنا عليه مستحيل و ساعتها بنستعجب ازاى وصفناه فى يوم بالاستحالة ؟! … إذن ليه بقى نتخاذل قدام بعض الضروريات اللى ممكن تضيف الكتير لحياتنا بالعكس ده ممكن نخسر كتير لو معملنهاش عشان بس حطيناها تحت بند “المستحيل” ؟!
ياريت و حياة أغلى حاجة عندكم يبقى عندنا شوية إرادة , متستسلمش لحاجة مش مقتنع بيها لمجرد ان غيرك بيحاول يرسخها فى دماغك , لازم نؤمن بنفسنا أكتر و نصدقها أكتر , ونسد ودانا لأى أصوات محبطة من حوالينا , متنتبهش غير لصوت عقلك , صوت اصرارك و صوت أملك , ساعتها ربنا هيعطيك قدرة على السعى و طاقة على الصبر و يسخر ليك كمان نعمه للوصول لهدفك اللى بيشوفه غيرك “مستحيل” وانت هتحوله بارادتك “لممكن” .
وكل ما تحس انك مش هتوصل أو تحس بصعوبة واستحالة افتكر ان “الممكن” فى الأصل كان هو كل بعيد شافه البعض ” مستحيل ” صعب المنال و لكن جه شخص و شافه بعين مختلفة و إرادة منفردة فنجح وسبق غيره وتخطاه و خلاه “ممكن” … افتكر ان “كل مستحيل ممكن” .