عالمى الخاص الذى أعيش فيه

رافقتنى منذ زمن بعيد ، فعندما كنت صغيرة لا أعى من الدنيا سوى أمى وأبى وعائلتى الصغيرة كانت تشعرنى بالذاتوية وتجعلنى موضع اهتمام كل من حولى .

علمتنى أن أمسك بالقلم والورقة لأشكل بأصابعى كلمات غير مفهومة لوعيى وإدراكى، فكانت تدفعنى بشغف  لنقل ونقش الكلمات المتناثرة فى الكتب و الجرائد والمجلات .

وعندما انتقلت لمرحلة المدرسة كانت سعادتى لا توصف فدورها ازداد جمالا كانت تحثنى على الاستفادة من كل كلمة أتلقاها من مدرسينى و كانت تساعدنى على تخزينها فى ذاكرتى، علمتنى ايضا متى وكيف أظهر هذا المخزون .

أما عندما وصلت للمرحلة الاعدادية علمتنى التحرر والرفض والشجب من خلال  نقش كلمات مواضيع التعبير، حتى لقبنى بفضلها أحد مدرسينى بالمتمردة نظرا لآرائى الجريئة أحيانا و الرافضة للواقع أحيانا وأحيانا أخرى نظرا لآرائى المتطلعة لمستقبل بعيد .

و فى وقت الضيق فكانت كاتمة أسرارى، وفى وقت تحديد المصير كانت مرشدى ودليلى لاختيار دراستى الجامعية وخلال دراستى كانت هى جزء منها، وكذلك فى عملى كانت جزء لا يتجزأ منه، وفى أوقات فراغى كانت هى أيضا هوايتى … انها “الكتابة” .

نعم ” الكتابة” فهى بالنسبة لى حياة ، عالمى الخاص الذى أعيش فيه ، لم أجد أوفى من الكتابة صديقا لأبوح لها عن أفكارى واتجاهاتى وآرائى …  , فلم ولن تخذلنى يوما فى استقبال وتدوين كل ما بداخلى، فهى خير نعمة من الله سبحانه وتعالى وخير وسيلة لنقل تجاربى وتجارب من حولى، وهى أفضل ما يمتعنى ويشعرنى بالراحة و السكينة ، هى أفضل ما يشعرنى بوجودى و ذاتى .

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *