إمتنان …

الإنسان بطبعه عامل زى البحر دايما بيحب الزيادة ، مهما وصل بيحس إنه لسه موصلش ، مهما كسب بيحس إن المفقود لسه أكتر ، فكرة إن سقف طموحه عالى أو أصلا إن طموحه مالوش سقف من الأساس ده مش شئ سئ فى حد ذاته السئ إنه فى أحيان كتيرة بيتكعبل فى مطبات بتعطله … بتعطله مش عشان هى مطبات واتكعبل فيها لأ بتعطله عشان هو مشافش غير الكعبلة … مشافش غير الجزء المضلم بس !

أوقات كتير الكعبلة ديه بتبقى زى الهدنة أو الراحة اللى بنشم فيها نفسنا اللى اتكتم من كتر الجرى ، الكعبلة فى أحيان كتيرة بتبقى فرصة عشان نحس بقيمة وطعم اللى معانا ووصلناله واللى بدوره هيدينا دافعة قوية اننا نكمل الطريق .

الكعبلة ممكن تبقى فرصة لإعادة ترتيب الأوراق ، ممكن تبقى فرصة لتقويم النفس و تهذيبها ، ممكن تبقى فرصة لخلق إنسان جديد .

الكعبلة ممكن تبقى هى الجسر اللى هيوصلك للأفضل … لكن ممكن كمان تبقى مجرد حيطة سد بتصد وبتمنع كل شئ جميل ممكن لسه تعيشه لو استسلمت لوجع الكعبلة ومسخرتهاش لظروفك.

الكعبلة عشان تبقى جسر مش حيطة امتن ليها امتن بشدة أشكر ربنا عليها ، بلاش إحساس النقم يتملك منك بلاش تنقم على شخص أو حدث أذاك … امتن مهما حصل ، امتن للأذى ، امتن للوجع ، امتن للضيق ، امتن لكل اللى فات مهما كان فيه ألم وامتن لكل اللى بتعيشه دلوقتى عشان كل اللى فات وكل الحاضر هيكون سبب للمستقبل .

الإمتنان أكيد شئ مش سهل أكيد كمان مش فطرى أعتقد إنه تعود أو فى البداية بيبقى سلوك بنحاول نتعود عليه ونمارسه لغاية ما يتحول لشعور تلقائى شعور بيمدك بالرضا بالسلام بالسكينة بالحب لكل المخلوقات والأحداث من حواليك .

الإمتنان ببساطة إننا نروض نفسنا إنها تحجم فكرة عدم الرضا عن أحداث حياتنا ، تحجيم عدم الرضا عن الناس اللى شوهت أو لسه بتشوه فينا اللى بتوجعنا وبتؤذينا .

الإمتنان إننا نحجم فكرة النظر للمفقود وعدم الاستمتاع بالموجود و المتاح ، إننا منسمحش للظروف إنها تعكر صفو حياتنا أو تعكر صفو الجميل اللى ممكن لسه نعيشه فى حياتنا .

من الآخر كده الإمتنان هو إننا نعرف نطلع النقطة البيضاء من وسط أى سواد ، إننا نبقى صحاب عين مختلفة عارفة تولد الحلو من رحم الوحش بالعافية

امتنوا لكل شئ ولكل شخص سواء مروا بحياتكم أو لسه موجودين أو لسه هيمروا أو يتوجدوا … سواء مروا مرور الكرام أو حتى داسوا بالأقدام … امتنوا للى أذى امتنوا للى وجع ، امتنوا لربنا و قدره ولكونه وكل مخلوقاته … امتنوا بحب ومتضيعوش وقتكم أبدا فى النقم .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *