“عيد ميلاد سعيد ” تهنئة رقيقة بتتواتر على الألسنة وبتتردد على مسامعك فى ذكرى يوم ميلادك فى نفس اليوم من كل عام و لكن هل هو فعلا “عيد” هل هو فعلا ” سعيد” ؟!
بيستوقفنى جدا فكرة “عيد الميلاد” ، ايه يعنى اللى خلاه “عيد” , أعتقد انه فعلا بيبقى عيد وفرحة أيام الطفولة بس ، يعنى كل ما الواحد كان بيكبر سنة ديه كانت بتبقى فى حد ذاتها فرحة لأب وأم شايفين الزرعة بتاعتهم بتكبر ما بينهم وبتلون حياتهم بشكلها الجميل وتعطر أنفاسهم بريحتها العطرة .
و بيفضل “عيد” لسنة ورا التانية لغاية ما فجأة بيتحول ل”إنذار” مستتر تحت مسمى “عيد الميلاد” … فى الوقت اللى بيبقى “عيد الميلاد” مجرد رقم بيسجل يوم دخولك للدنيا ، ورقم بيسجل بقالك كام سنة ضيف فيها ، إلا إنه كمان فى نفس الوقت “إنذار” بيفكرك انك كبرت … و شوية شوية بيفكرك انك كبرت زيادة مش كبرت بس …
“إنذار” بيفتحلك كشف حساب و يحصر خطواتك ، أفعالك ، إنجازاتك ، نجاحاتك و كمان بيحصر سقطاتك ، إخفاقاتك ، بيحصر أحلامك ورجائاتك المؤجلة و راسية على بر الخيال و متعدتهوش و لا قربت للواقع لسه …
“إنذار” بيفكرك إنك تايه فى الدنيا و أراضيها ، “إنذار” بيفكرك انك واقف فى مفترق طرق مابين ماضى فات و حاضر بتعيشه و مستقبل مش عارف فاضل فيه وقت و لا لأ ، و لو لسه فيه وقت هيكون فيه إيه و ملامحه إزاى ؟!
” إنذار ” بيفكرك إن وقتك ، عمرك ، أيامك اللى بتتسرسب يوم ورا التانى فى “وحش” بياكلهم اسمه “الزمن”… ، الزمن اللى بيثبت ان كل لحظة ليها قيمة ، من لحظة للتانية بتتغيير كتير حاجات المقبول بيترفض و المرفوض بيتقبل ، عايش بيموت و حى جديد بيتولد , بعيد بيقرب و قريب بيبعد ، مشاكل تتحل و تتخلق مشاكل غيرها كله فى لحظة …
” إنذار ” بيفكرك إننا ساعات أو غالبا فى معظم الأحيان بنبقى فاكريين ان الوقت دايما معانا تحت رحمتنا “الدنيا مش هتطير يعنى” لكن الحقيقة ان الوقت مش دايما معانا و فكرة الامان “الكاذب” للوقت مطب بنتكعبل فيه و الدنيا ممكن تطير عادى فى لحظة و الحقيقة إن احنا اللى تحت رحمة الوقت …
“إنذار ” بيفكرك إنه ضرورى اننا نعرف نختار اللحظة الصح “مش لحظة قبلها ولا لحظة بعدها” و نستغلها عشان لو ضاعت فى حاجات كتير كمان بتضيع…
“عيد ميلادك” هو “إنذار” بيفوقك و يقولك : “إلحق نفسك” … “الزمن وحش” بياكلنا و مش دايما للأسف بنعرف نصارع “وحش الزمن“ .