أرشيف التصنيف: غير مصنف

يعنى ايه أمل ..؟!

hope

يعنى الدنيا تقفل فى وشك وانت شايفها مفتوحة وليها ألف باب وباب , يعنى تخرج من نقرة تقع فى دحدرة وانت بتضحك ومستنى الطريق يتمهد … لأ و ممكن متستناش لكن تقوم بنفسك و تمهده … , يعنى تعافر فى دنيتك وتشق طريق كل شوية بيتسد ومتزهقش .

يعنى تفضل تسعى وتجرى ورا حاجات كتير ومع ذلك متبقاش نصيبك , يعنى يبقى نفسك فى حاجة قوى واول ماتقرب خلاص منك فجأة تطير , فتدور على طريقة جديدة توصلك ليها و تبدأ تانى تحلم بيها من جديد ومتوقفش سعى ولا جرى وراء أحلامك اللى واثق انها فى يوم هتبقى حقيقة.

يعنى تحسن النية وتعامل الناس بكل ود وحب وتلاقى قسوة وجفا , فتفضل تحب ومتبطلش حب عشان متأكد ان لسه فى الدنيا ناس تستحق الحب ده .

يعنى تصحى الصبح وتقابل يومك بابتسامة عريضة ورغم كده كل الأحداث تكشر فى وشك , فتضحك أكتر فى وش الحزن وتاخده كمان بالحضن رغم ان الدمعة نازلة من عينك .

يعنى المستقبل دايما يكون مجهول ورغم الخوف من المجهول إلا إنك راسم ومخطط انك تعيش أحلى حياة .

الأمل يعنى رغم كل الصعوبات تفضل تتعب عشان تعيش وتحقق هدفك , يعنى مش مجرد كلام بتردده بدون عمل ولا وهم عايش جواك ومعشش فى خيالك… , أبدا ده الأمل أقوى دافع للصبر , وأنسب وسيلة لتحقيق أى حلم مهما كان مستحيل وهو الضمان الوحيد للوصول ليه .

يعنى حاجات كتير قوى تحاول تحبطك بس انت مبتتأثرش , يعنى تحلم دايما لبكرة حتى لو مش ضامن انك تعيش ثانية قدام , يعنى تكون متفائل على طول الخط مهما كانت الأحداث حواليك كئيبة , يعنى تبقى واثق ان ربنا بيبعد عنك الكويس من وجهة نظرك عشان يهديك الأحسن على الاطلاق .

يعنى كلام كتير اتقال ولسه هيتقال عن احساس ممتع و جميل انه يتعاش …المهم انك تعيشه , يعنى تبقى عارف و فاهم كويس ان اليأس سهل , جايز كمان يكون أسهل طريق تختار تمشى فيه لكن الأمل هو اللى صعب لكنه مش مستحيل… هتتعب فى اختيار طريق الأمل لكن اتأكد انك لما تعيش حياتك بأمل وتفاؤل أحسن بكتير من انك تموت من الخوف واليأس …واتأكد كمان انك هتلاقى الأمل موجود … دور بس انت عليه جواك .

الدنيا…”جراب حاوى “

حاوى

مع كل موقف جديد , تجربة جديدة , شخصية جديدة أو أى حاجة بنقابلها وبتفرق معانا فى دنيتنا وبتعلمنا حاجة جديدة وبتدينا وعى جديد بنفتكر اننا كده وصلنا لأقصى درجات الفهم والوعى واننا عندنا مخزون محترم من الخبرة والإدراك اللى مقابلناش ومش هنقابل زيه تانى, .. بنفتكر اننا لاقينا مرادنا من أشياء و أشخاص كنا بندور عليهم …

وفجأة تتعاد الكَرّةمن جديد بنقابل مواقف جديدة وتجارب جديدة وشخصيات جديدة بتبهرنا و بتحسسنا بالفرق و بتقيم وبتغربل اللى قبلها من مواقف وتجارب و شخصيات بس المرة ديه بندرك ان ده مش منتهى المعرفة والوعى والفهم …
بنفهم ان الدنيا “جراب حاوى” فيها لسه كتير ولا اللى فات فيها كان الأفضل ولا اللى احنا فيه أفضل من الأفضل ولا اللى جاى هو الأفضل على الإطلاق .

كل الحكاية ان احنا فى الدنيا بنعيش مراحل و كل مرحلة فيها حاجات و أشخاص بتيجى وفيها كمان حاجات وأشخاص بترحل , و بالتالى بنكتشف كل يوم حاجة جديدة وكل حاجة جديدة لها لازمة فى وقتها وهى الأفضل فى وقتها بس , لكن ده مش معناه انها الأفضل على طول الخط .

ممكن صحيح تكون محظوظ و تقابلك حاجات و يقابلك أشخاص يكونوا دايميين دوام عيشتك فى الدنيا, يكونوا ورقة يا نصيب فى دنيتك , يكونوا النكهة اللى بتسكر و تحلى دنيتك وتلونها, لكن كمان ديه مش قاعدة , حظك الحلو هو الشواذ … لكن القاعدة ان دوام الحال من المحال , وان جراب الحاوى بيحوى كل اللى ممكن تتوقعه و اللى متتوقعهوش و جايز اللى متتوقعهوش يكون أكتر من اللى تتوقعه …

و عشان كده عيش فى الدنيا و انت متوقع انك تقابل اللى متتوقعهوش , ومتندمش على أى قرار خدته …أو على أى موقف عيشته … أو على بنى آدم عرفته… لأن كل حاجة منهم كان لها لازمة وفايدة وحكمة فى حياتك .

صاحب وحدتك … و استمتع بيها كمان

images

أصعب شئ فى الدنيا انك تكون وحيد , احساس غير محتمل بكل المقاييس والمشكلة ان لو كان حواليك ناس كتير لكن فى الحقيقة انك لوحدك وسطهم وكل واحد فيهم مشغول بحياته ودنيته ساعتها قدامك حل من اتنين يإما تبكى على اللى فاتوك ولوحدك سابوك يإما تفكر بشكل ايجابى شوية …

بس قبل ما أقولك ازاى تفكر بشكل إيجابى لازم أوضح حاجة مهمة قوى , أوعى تفتكر انك بعيد عن فكرة الوحدة أو انك متأكد ان حواليك ناس كتير بيحبوك واستحالة يسيبوك , ببساطة كده مفيش حد كبير على الوحدة والحب مش المقياس الوحيد اللى بيتحكم فى وجود الناس من حوالينا , اى حد فينا ممكن يتعرض انه يبقى وحيد بسبب بقى مشاغل الحياة اللى بتاخد الناس عنه بعيد أو لأن الناس خلاص مبقتش محتاجاه أو كمان بسبب سنة الحياة اللى قانونها بيحكم ان مفيش شئ ثابت ومفيش حد دايم فييجى الموت ياخد اللى بنحبهم وبيحبونا من حوالينا واسباب كتير عمرك ما تتصورها ولا تتصور فى يوم انك ممكن تتعرض لها … ربنا يكفيك ويكفينا شرها وميحكمش على حد بالوحدة أبدا .

لكن برضه الاحتياط واجب وعشان كده لو فى يوم الوحدة كانت قدر قرر انت كمان تكون قدرها , صاحبها أو الله الموضوع مش صعب كده كده هى اتكتبت عليك وقررت تلازمك ال24 ساعة يبقى تعاشروا بعض بالمعروف ولا تطلعوا عين بعض وفى الآخر برضه مش مفارقين؟! لأ حبوا بعض واتفاهموا – والله أنا مش مجنونة أنا بأحاول اساعدك – يعنى أكيد ربنا لما قدر انك تكون وحيد كان له حكمة ممكن جدا يكون ليك رسالة لازم تنفذها فى حياتك ولو مجتش فترة الوحدة ديه عمرك ما كنت هتقوم بالرسالة ديه , مثلا بص حواليك شوف مين زيك وحيد , مين محتاج سؤالك أو حتى تليفون منك يفرح قلبه ويحسسه بطمأنينة واسأل عليه دايما واوصل حبال الموده معاه ومتقطعهاش ابدا .

جايز تكون مقصر مع ربنا ومحتاج تجتهد شوية فى عباداتك فربنا أراد انه يردك ليه رد جميل فبعتلك الوحدة هدية مش ابتلاء عشان تستأنس بيه سبحانه و تعالى وتستشعر معيته وتتمتع بالقرب منه .

واحتمال كبير تكون مقصر فى “حق نفسك” وعشت دنيتك كلها شقى وجرى ولف حوالين نفسك وجه الوقت اللى لازم تدلع نفسك وتبسطها , اخرج واتفسح وسافر واعمل كل حاجة نفسك فيها وكل حاجة ممكن تحسسك بالسعادة , مفيش أغلى من نفسك عشان تبسطها .
اعتبر وحدتك فترة نقاهة من الدنيا واللى فيها , اعتبرها هدنة بينك وبين الناس , اعتبرها اختبار بيكشفلك معادن الناس وبيبينهم على حقيقتهم …
هى صحيح الوحدة وحشة وكمان شرسة ومتوحشة وممكن تفترسك وتأكل فيك بس ده فى حالة انك استسلمت لها , لكن انت هتكون ناصح وهتروضها وهتكون صاحبها … حبها و استغلها كويس فانك تكون سعيد ومبسوط ومتصالح معاها ومع نفسك , وافتكر دايما انك مش الشخص الوحيد اللى عايش “وحيد” فى الدنيا , فى ملايين غيرك بيعانوا من الوحدة زيك لكن انت ممكن تكون الوحيد ما بين الملايين اللى صاحب وحدته واستمتع بيها .

افتح صفحة جديدة

صفحة جديدة

أصعب حاجة فى الدنيا انك تكون تايه فى حياتك مش عارف تنهى اللى فات ولا عارف تبدأ اللى جاى … أصل ازاى الواحد ممكن يختار ما بين حاجتين أصلا مش عاجبينه؟!

أنا فاهمة ان الواحد بيحتار ويبقى مش عارف يختار لما يكون قدامه اختيارات كلها أو معظمها عاجباه، لما يكون الاختيارات ديه فيها مميزات خايف من فقدانها أو خايف انها متتعوضش لكن ان الواحد يبقى جواه صراع بسبب اختيارين ماكنش اصلا عمره يتمناهم ده اللى عمرى ما اتصورته … واقف فى مفترق طرق وقدامك اختيارات كتيرة معظمها مضللة وبتعمي عنيك عن الاختيار الصح .

ساعتها بس بتكتشف انك لازم تعافر مع نفسك ومع دنيتك عشان تزيح الغمامة اللى على عينك وساعات كمان على قلبك وعقلك عشان بس تقدر تشوف الطريق اللى لازم تمشى فيه .

وساعات كمان بتكتشف بعد ده كله انك لازم تردم كل الطرق المفتوحة قدامك ولازم تحفر بنفسك طريق جديد طريق خارج عن المألوف منحوت ببصمتك حتى لو كنت عمرك ما تصورت انه يكون من نصيبك أو يكون قدرك اللى جاى، ممكن تبقى شايف فيه مشقة بس يكون هو الخير، ممكن تكون مستغربه، مش مصدقه، مش مستوعب انه هو الاختيار الأفضل لكن فى نفس الوقت فى حاجة بتقولك هو أسلم حل، هو بصيص الأمل اللى جاي.

احفر طريقك، كمله، هتلاقى نهايته حياة جميلة بتفتحلك أبواب جديدة هتطل منها على بداية صفحة جديدة.

برستيج

“الحياة برستيج” جملة سمعتها كتير من كذا شخص و فى كل مرة اسمعها فيها كانت بتخرم ودانى , كانت يتصيبنى بالهلع , بالاستفزاز , والعجز أحيانا عن التفكير و عدم القدرة على فهم عقليات و نفوس بعض البشر ! و غيرها من المشاعر المجهولة التوصيف و اللى دايما بتدفعنى وبقوة للتساؤل هو ” يعنى ايه برستيج”؟! وياترى ممكن اختزال معنى الحياة بالكامل فى كلمة ” برستيج” ؟!

طيب ليه أصلا بيبحث البعض دايما عن ما يسمى ب ” البرستيج”؟ يا ترى هو وسيلة ولا هدف ؟ الأهم من كل ده هو ” البرستيج ” بيتمثل فى ايه ؟

يا ترى هو جزء بالفعل لا يتجزأ من الشخصية و أسلوب حياة ولا هو ” وش بلاستيك” بيتلبس قدام الناس وبيتخلع فى الخفاء لما نكون مع نفسنا .. و بكده يكون مجرد ستار براق جذاب بنتخفى وراه لتغطية وستر عيوبنا ونقاط ضعفنا , ولا جايز هو رفض لحقيقتنا وواقعنا وأحيانا ممكن يكون رفض لماضينا ؟

يا ترى هو الفانوس السحرى الجاذب للبشر من حوالينا واللى بيضمن وجودهم وبكده نضمن عدم الوقوع فى براثن الوحدة ؟ ولا هو الجاذب للمزيد من متاع الدنيا والضامن لتحقيق الأهداف و النجاحات ؟

يا ترى بفضله بتزيد الثقة بالنفس و لا الثقة بالنفس جزء من تكوينه ؟ ولو اتفقنا بشكل مبدئى انه شئ مهم فى حياة البعض فيا ترى إزاى بيقاس وايه هى معاييره ؟ وإزاى ممكن نحكم ان فلان صاحب “برستيج” وعلان بيفتقده ؟

طيب يا ترى احنا بنكتسبه ولا بنصنعه ولا “بنورثه مع ميراث جدو الباشا”؟! ياترى هو مقدار ممتلكاتنا فى الدنيا ؟ ولا هو التباهى بالمسكن الفاخر أو السيارة الفارهة ؟ يا ترى هو عملك ومهنتك ولا الجاه والمكانة الإجتماعية و اتكال الشخص على اسم عيلته ؟ يا ترى هو الخلقة الحسنة اللى ربنا سبحانه وتعالى وهبها لنا و مفيش فضل لينا فيها ؟ ولا تعليمك الراقى ؟ يا ترى هو حفظك وترديدك لبعض المصطلحات الدالة على ثقافتك ولا هو إقحامك لبعض الكلمات الأجنبية فى حديثك؟
أسئلة كتيرة دارت فى ذهنى و خلتنى استغرب عقليات الناس حواليا و بصراحة استغربت كمان عقلى اللى احيانا بيفكر بشكل لا إرادى بنفس الطريقة فى بعض المواقف بس كل الأسئلة حتى لو ملقتش لها إجابة وصلتنى لسؤال تانى خالص هو منين أصلا جاتلنا الثقافة ديه ؟
وهل ثقافة “البرستيج ” اللى هى لسان حال طبقة معينة فى المجتمع قد تكون راقية أو بتتمسح فى الرقى هى هى ثقافة مجتمع بحاله موروثه الشعبى مؤمن إيمان تام إن ” اللى معاه قرش يسوى قرش ” و إن ” اللى له ضهر مينضربش على بطنه ” ؟!

من الآخر المجتمع بيشوف إن ” البرستيج ” أو يعنى قيمة البنى آدم بتيجى من اللى بيتركن عليه !!! وللأسف مبتجيش منه ذات نفسه , من جوهره …!!!

جايز يكون “البرستيج” أو قيمة البنى آدم بتيجى فعلا من كل اللى حاجات اللى فاتت ديه , لكن أعتقد انها أكيد فانية ولو للحظة اى حاجة من الحاجات ديه اتخلت عن صاحبها حياته و دنيته كلها بتتغير , ياما سمعنا عن ناس فى مناصب كانت فى حال ولما المناصب سابتها بقت فى حال تانى , وياما ناس كان معاها فلوس كانت محبوبة واول ما الفلوس هربت بقت مذمومة ووحيدة وياما حاجات كتير طلعت بنى آدميين فوق وعملتلهم قيمة ورجعت هبدتهم على الأرض وقطمت رقبتهم كمان

لكن زى ما الحاجات ديه كلنا فاكرنها وعاملين لها ألف حساب و جايز نكون بنقدسها وبنتمناها و بنجرى وراها عشان تكون جزء مننا و نترسم بيها على بقية الخلق رغم انها “فانية “… فبالتأكيد فى كمان حاجات كتير تانية ممكن تعملنا قيمة لكنها للأسف منسية وساقطة من ذاكرتنا رغم انها “باقية” … ” البرستيج” أو قيمة البنى آدم ممكن تبقى الهيبة والاحترام , ممكن تبقى السيرة الحسنة والسمعة الطيبة وغيرها كثير من المعانى اللى جايز متكونش ملموسة لكنها محسوسة وبتسيب دايما آثر طيب وخالد فى النفوس… وفى الآخر كل واحد فينا له دايما حق الإختيار ما بين الفناء و ما بين البقاء .

بدون بحث وبدون معاناة….تصلك الفضيحة أينما كنت

” سهرة خاصة وأسرار فضيحة …. فقط تشاهدونها على قناة …. ” , ” فيديو فضيحة…الحق ادخل واتفرج قبل الحذف” , ” أخبار وفضايح المشاهير فقط على موقع …” وغيرها كتير من العبارات الخاطفة المحفزة للفضول البشرى واللى بنشوفها يوميا فى وسائل الاعلام المختلفة و على مواقع الانترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى ده غير الصحافة الورقية والمجلات المتخصصة فى نشر أخبار المشاهير والنجوم… , وبالطبع مبنكتفيش بمجرد الرؤية لازم طبعا نشارك بنشر الفضايح ديه سواءا بفى كانت مرئية أو مكتوبة وكل ده بضغطة زر واحدة بسيطة , وأحيانا اذا مكنش فى معظم الوقت بنضيف عليها بعض الكلمات أو العناوين والتعليقات اللى تخليها أكتر اثارة وتضخم من قيمة الحدث حتى لو كانت التفاصيل اللى بنضيفها ديه لا تمت للحدث بصلة من قريب أو من بعيد ….

وللأسف مش وسائل الاعلام لوحدها هى اللى بتروج للفضايح و أحيانا بتصنعها , لأ احنا كمان بنصنعها يوميا فى جلسة نميمة أو بمكالمة هاتفية أو بترديد المأثور الشعبى البديع “يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش” و” بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة ” … أصل فعلا لها سحر خاص جملة ” شوفتوا اللى حصل…” جملة كافية لجذب أكبر عدد من الناس عشان بتجمعوا فى حلقة مغلقة لتداول أهم فضايح اليوم من وجهة نظرهم واللى تتمثل فى ” فلان صاحب فلانة ” و ” فلانة سابت فلان ” و ” فلان طلع حرامى وفلانة اطلقت “… لدرجة أصبحت الفضايح والبحث عنها تشكل روتين يومى فى حياتنا , أصبحت ادمان واحنا له أسرى , ولما تتأخر علينا الجرعة ومنلاقيش ما لذ وطاب من فضايح …. بنلاقى نوعية مميزة من الأسئلة فى مقدمتها ” ايه الأخبار” وأمثلته من عينة ” ايه النظام ” , ” ايه الجديد “, ” مفيش أى مشاكل” , ” هى الدنيا هادية ليه انهارده”…. فمع إن ظاهر الأسئلة ديه يبان برئ إلا أنها بتحوى فى باطنها شغف لسماع أى شئ مثير نتداوله بينا عشان نخليه حكاية نتناقلها جايز يرضى فضولنا .

وحتى لو انت جاهدت نفسك و تميزت بانك تلجم فضولك هتلاقى ناس كتير حواليك تخصصوا فى التلصص على اللى حواليهم دول كمان بيكونوا بارعين فى البحث والكشف عن أسرارهم وبعد مرحلة البحث والكشف بتيجى مرحلة التطوع لنقل الأخبار المصنفة على انها فضيحة وحتى لو انتفيت عنها صفة الفضيحة وكانت بس تتسم بالسرية أو الخصوصية بالنسبة لأصحابها فهما بكل بساطة قادرين على جعلها فضيحة بكل ما تحمله الكلمة ….وبكده فبدون بحث وبدون معاناة تصلك الفضيحة أينما كنت .

سؤال بقى ووقفة كده مع النفس … هو ليه بنسعى لمعرفة أخبار الغير وبنعمل منها مسلسل بعدد لا نهائى من الحلقات فمنلاقيش له نهاية و مبيوصلش أبدا للحلقة الأخيرة.. بالعكس احنا بتنتابنا حالة من الامتنان اذا كانت الأخبار ديه بتعد من الفضايح عشان نصنع منها فيلم الموسم… ياترى ده ممكن نطلق عليه انه مجرد فضول ؟! ولا ده فراغ قاتل وبنملاه بتتبع تفاصيل حياة اللى حوالينا ؟! ولا ده مرض واستشرى فى المجتمع ؟!

يا ترى فكر كل واحد فينا أنه مش مجرد متلقى لما يطلق عليه مسمى “فضيحة “؟! يا ترى فكر كل واحد فينا انه زى ما قام بدور المستمع أو المتفرج من المؤكد أنه هيقوم فى يوم من الأيام بدور البطولة فى “فضيحة” تانية هيتناقلها اللى حواليه؟! … فكر و بعد كده اختار براحتك شكل حياتك , مش هتقدر توقف الناس كلها عن البحث عن “فضيحة ” تسليهم , ومش هتقدر تخلى الناس تبطل فضول أو تبطل كلام وكمان مش هتقدر تحمى نفسك انك متبقاش جزء من حكايتهم وتسليتهم اليومية لكن تقدر بكل سهولة متشاركش فى حواديتهم وتوفر وقتك ومجهودك لأى شئ له قيمة … انقذ نفسك واخرج بره إطار الفراغ اللى عايشين فيه .

دع الخلق للخالق

فى ظل الأيام الغريبة العجيبة المريبة اللى عايشين فيها دلوقتى وما يعلم بيها إلا ربنا مفيش حوالينا غير اضطرابات , أزمات , خلافات , مشاحنات … بقينا بنتكلم بس من غير ما نسمع , بقينا بنصدر أحكام وبناخد قرارات من غير ما نفكر , اتخلينا عن الصبر و التحمل فبتضييق صدورنا ومبقناش قادريين نتحكم فى انفعالتنا , بنتخانق و نتناحر ونثور على بعض لأتفه الأسباب وفى الآخر بعد ما بنقطع و نهربد فى جتة بعض نرفع شعار “دع الخلق للخالق” و”خليك فى حالك ” و” كل واحد يخليه فى نفسه ” و “كل واحد حر” ! آمال لو مكنش كل واحد حر , ومكناش بندع الخلق للخالق كان ايه اللى حصل ؟! … للأسف بنقول كلام مش مؤمنيين بيه وبنعمل عاكسه على طول الخط , بنوهم نفسنا اننا فى حالنا واننا مثالين واحنا أصلا حاشرين مناخيرنا فى اللى مالناش فيه … الحقيقة المرة اللى لازم نعترف بيها اننا عندنا أزمة تقبل و تعايش مع اللى حوالينا

بننشغل بأمور غيرنا أكثر من انشغالنا بأمورنا , بنفرض عليهم وصايتنا فنوجه و ننصح لأ وكمان أحيانا بنفرض آراءنا عليهم حاجة كده من منطلق الفاضى يعمل قاضى … كل واحد فينا بيشوف التانى بصورة المخطئ دايما وبيشوف نفسه الصح , بنلوم الناس اللى حوالينا ومنلومش أبدا نفسنا , نراقب الناس و نتصيد لهم الأخطاء أو يعنى اللى بنشوفه من وجهة نظرنا خطأ ونوكل نفسنا كمان قضاه لمحاسبتهم و محاكمتهم , مبنقبلش الأعذار و لا نعرف حاجة بعد الشر عننا يعنى اسمها ثقافة التسامح , وفنفس الوقت كل واحد شايف غلطه دايما مبرر و مينفعش غير ان الآخر يرضخ ويقبل خطأنا ده ويعذرنا كمان ويقبله بصدر رحب !

بنفترض فى نفسنا الذكاء المطلق وبنفتكر اننا الأعلم , الأكتر وعى و الأكتر دراية بالأمور , أما عقلية بقية البشر فهى دايما لا ترتقى لمستوى تفكيرنا , بنسعى لتغيير اللى بنختلف معاهم و مبنغيرش من نفسنا , بالنسبة لينا الآخر كله عيوب ونواقص أما احنا فبنتصف بالكمال! بنغفل و بننسى أو بنتناسى ان الكمال لله وحده و انه سبحانه و تعالى خلقنا عشان نتكامل ببعض , بننسى ان كل واحد من غير “الآخر” ميقدرش يعيش لوحده .

دايما متسرعين مبنديش الفرصة لنفسنا اننا نتعرف على غيرنا كويس فبنخسره و بنخسر الخير اللى جواه , بنسئ الظن دايما و شايفين ان غيرنا أكيد سئ , أكيد بيمثل , أكيد ظاهره غير باطنه وده طبعا من منطلق اننا يا ما شوفنا ناس “من بره هلا هلا و من جوه يعلم الله “!

بنكتفى بالقشور من غير ما ندور على الجوهر, بنصدر أحكام مطلقة بدون تفكير فبنتوهم اننا فاهمين الآخر كويس و بندعى اننا نعرف نواياه اتجاهنا و بنجزم انها نوايا أكيد سيئة , وانه بيحمل لينا الضغائن و ممكن كمان نفترض انه بيكرهنا أو على أقل تقدير مبيحبش لنا الخير

الأدهى بقى من كل ده و بصرف النظر عن ان كل اللى فات ده سلوك غير سوى من الأساس , إلا إن الفرد مننا مصاب بمجموعة تناقضات زى الفل فبيشوف ان له مطلق الحرية فى ممارسته لنقد و محاسبة غيره و يحرمه على غيره … فأى حق ده اللى يخلى حضرتك تحرم على غيرك اللى بتبيحه لنفسك ؟!

أحب بقى أقول لنفسى و ليك و لكل المجتمع اللى مش طايق نفسه ده “لا تعايرنى ولا أعايرك ده الهم طايلنى و طايلك” … آه و الله , وكمان أحب أضيف ان ” اللى بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب ” ايه رأيك بقى ؟

أصلك لو قررت انك تحاسب غيرك و تحاكمه فياريت تقبل كمان انه هو كمان يحاسبك و يحاكمك , و لو انكرت عليه ارتكاب أى غلط فخليك عارف انه ممنوع عليك انت كمان منعا باتا انك تغلط , ولو حسيت انه بيكرهك فاعرف كويس انك انت كمان أكيد بتحمل له جواك نفس مشاعر الكراهية , لأ و كمان لغيره من الناس و للأسف لنفسك .

الحقيقة اللى لازم نعترف بيها اننا ساعات بنشوف اللى حوالينا بصورة كدابة و بننسج لهم من مشاعرنا , وأفكارنا و معتقاداتنا السلبية اطار وهمى عشان نحطهم جواه , فبنطمس حقيقتهم و بنشوه صورهم … أزمة التعايش مع غيرنا هى نابعة فى الأساس من أزمة تعايش مع نفسنا , عدم قبول كل واحد لنفسه بيخليه لا اراديا بيرفض الآخر , لما بنفشل فى حب نفسنا بنكره اللى حوالينا , انعدام السلام النفسى جوانا بيولد بالتأكيد حرب مع غيرنا …

لو عايزين بجد ننجح فى التعايش مع اللى حوالينا و يكون بينا تفاهم و تقبل لبعض , نعرف نلتمس لهم الأعذار و نتغاضى عن عيوبهم و نشوف مميزاتهم , لو عايزين بجد نعرف نحتوى بعض فلازم اننا نبدأ بنفسنا …

اقبل نفسك زى ما هى و تعايش معاها , دور على مواطن الجمال فيها و خليها تتغلب على عيوبها , حبها لأنها تستحق انها تتحب , وأوعدك انك لما تنجح فى تحقيق السلام النفسى جواك أكيد هتقدر تحققه مع غيرك … نقطة البداية جوه كل واحد فينا لو عايز تتصالح مع غيرك اتصالح مع نفسك الأول .

موت يا حمار

(موت يا حمار , فى المشمش , لما تشوف حلمة ودنك , لما تشوف آفاك ….) عبارات تعجيزية بنستخدمها يوميا للدلالة على استحالة تحقيق شئ معين , لكن السؤال بقى هل فعلا فى حاجة اسمها مستحيل ؟! ولا ده وهم احنا بنصنعه بايدنا عشان خايفين من التجربة , أو جايز عشان يائسيين أو محبطين , و لا جايز عشان مش واثقين فى نفسنا ولا فى قدراتنا , و جايز كمان البعض – زى مجتمعنا الفل ده – بيصنع المستحيل متعمد عشان يعجزنا و يوقفنا فى أماكنا فى سكون واستسلام و نعتبره واقع لازم نعيشه…

طيب لو افترضنا ان فعلا فى مستحيل هل المستحيل ده هيكون مطلق و لا نسبى ؟! … مش جايز “المستحيل” لغيرنا يبقى “ممكن” لينا , أو “الممكن” للأخريين هو “المستحيل” لينا , لكن جايز كمان الكل يتفق على ” المستحيل” و يجى فرد واحد يختلف عن الكل و يشوف “المستحيل” ممكن ! … على فكرة هو بنى آدم طبيعى بس الفرق بينه و بين غيره انه عنده ايمان شديد بقدراته و بقدرته على الوصول , وفعلا بيصدق نفسه فبيوصل فبالتالى بيحطم وهم المستحيل رغم انه قلة و اختلف مع الجماعة .

وطالما المستحيل طلع شئ نسبى بيختلف بإختلاف نظرتنا له يبقى ده معناه انه واقع ممكن تغييره مش مجرد قدر لا مفر منه , ولو افترضنا انه قدر لا مفر منه فحياتنا متستاهلش شوية صبر ومثابرة و سعى عشان نحقق اللى عايزينه ؟! و حتى لو محققناش اللى عايزينه مش كفاية اننا حاولنا و مأستسلمناش ؟!

للأسف كتير فى مجتمعنا بنوصف تحقيق بعض الأشياء بالاستحالة و بيساعدنا على التعجيز ده بعض الموروثات و المقولات اللى زى ( كان غيرك اشطر , ادى دقنى لو فلحت …) و بالتالى بنخاف نقرب من الشئ ده وطبعا مبنتصورش ولا بييجى فى خيالنا للحظة اننا ممكن ننجزه و ده غالبا مش بسبب صعوبته لكن عشان الصورة الذهنية المغلوطة اللى اتكونت فى أذهانا عنه و اللى جعلته مش متفق مع أفكارنا أو مبيتماشاش مع طبائعنا و بالتالى بنستنكر حدوثه , فتدور الأيام و تتغير الأحوال وممكن جدا ننجز الشئ اللى قولنا عليه مستحيل و ساعتها بنستعجب ازاى وصفناه فى يوم بالاستحالة ؟! … إذن ليه بقى نتخاذل قدام بعض الضروريات اللى ممكن تضيف الكتير لحياتنا بالعكس ده ممكن نخسر كتير لو معملنهاش عشان بس حطيناها تحت بند “المستحيل” ؟!

ياريت و حياة أغلى حاجة عندكم يبقى عندنا شوية إرادة , متستسلمش لحاجة مش مقتنع بيها لمجرد ان غيرك بيحاول يرسخها فى دماغك , لازم نؤمن بنفسنا أكتر و نصدقها أكتر , ونسد ودانا لأى أصوات محبطة من حوالينا , متنتبهش غير لصوت عقلك , صوت اصرارك و صوت أملك , ساعتها ربنا هيعطيك قدرة على السعى و طاقة على الصبر و يسخر ليك كمان نعمه للوصول لهدفك اللى بيشوفه غيرك “مستحيل” وانت هتحوله بارادتك “لممكن” .

وكل ما تحس انك مش هتوصل أو تحس بصعوبة واستحالة افتكر ان “الممكن” فى الأصل كان هو كل بعيد شافه البعض ” مستحيل ” صعب المنال و لكن جه شخص و شافه بعين مختلفة و إرادة منفردة فنجح وسبق غيره وتخطاه و خلاه “ممكن” … افتكر ان “كل مستحيل ممكن” .

اسأل مجرب و لا تسألش طبيب

انك تمر بتجربة و تكون صاحب خبرة يعتد بيها ده شئ و انك بناء على خبرتك ديه و تجربتك تنصب نفسك مرجعية مطلقة و واصى على بقية البشر ديه حاجة تانية خالص

كل واحد بيمر بمشكلة حتى لو كانت ظاهريا متشابهة بمشاكل ناس قبله مروا بيها إلا ان دايما هنلاقى فروق بسيطة و احيانا مش بسيطة اولها انك شخص مختلف عن الشخص اللى مر بالمشكلة يعنى تفكيرك مختلف , قيمك مختلفة , اختياراتك مختلفة , اولوياتك كمان مختلفة حتى ألمك و ضيقك و حزنك وقت المشكلة ممكن يكونوا مختلفين فمينفعش تلجأ للمجرب على سبيل انه عنده الحل المطلق و تنسى الفروق النسبية اللى بينكم

ده غير ان الشخص اللى مر بتجربة قبلك مش ضروى ابدا انه يكون كون خبرة ايجابية لها أسس موضوعية توصله لأحكام صحيحة ممكن جدا يكون تعامل غلط مع مشكلته و أساء التصرف فى التعامل فكون بالتالى صورة سلبية و بنى عليها أحكام غير موضوعية و بناء عليها حط منهج خاطئ للتعامل مع المشكلات

ممكن جدا ينصحك من منظور حياته و قيمه و عقله و تفكيره و بيئته اللى عايش فيها واللى متتناسبش معاك , ممكن ينصحك من منظور طموحه اللى ممكن يكون أصغر من طموحاتك فيحبطك و يحسسك انك عمرك ما هتوصل أو يكون طموحه أكبر منك بمراحل فيعشمك بحاجة متتناسبش مع قدراتك فيغرقك

المشكلة مش بس انه بيعرض تجربته عليك المشكلة انه بيعتبر نفسه الصح و بيعتبر نفسه الواصى الناصح المنقذ وانه كده بيوفر عليك تعب التجربة و تعب الوقوع فى الأخطاء فى حين انه فى معظم الأحوال بيكون فعلا بيضرك لأنه بينقلك غالبا خلاصة تجربة مغلفة بمشاعره و أحاسيسه هو اللى مر بيها وقت تجربته مش خلاصة موضوعية مبنية على العقل و التفكير

بيخوفك من انك تجرب بنفسك , بيخوفك من انك تلجأ للمتخصص اللى ممكن يقيم مشكلتك و يساعدك للوصول لأفضل حل مناسب لحالتك انت و يوهمك ان المجرب أفضل بمراحل

ممكن جدا يكون موصلش لخلاصة تجربته من نفسه لكنه مشى ورا كلام مجرب قبله و بالتالى بقى نسخة متكررة من اللى قبله و بيوجهك انك تكون نسخة متكررة منه و كله تحت شعار ان المجرب أصح و أوعى ويفضل مجرب يسلم لمجرب فنحط كتالوج من الحلول الراكدة لمشاكل أشخاص مختلفين بدون أى ابداع او ابتكار فى الحلول , من غير ما نفكر نخرج همسة بره الخط المرسوم , بنريح دماغنا او بنشيل من على نفسنا المسئولية باللجوء للحلول الجاهزة تحت شعا ر اننا بنسأل المجرب اللى فاهم لكن فى الحقيقة احنا بنضيع نفسنا و بنضيع على نفسنا فرصة التعلم , عمرك ما هتتعلم الا لو انت جربت بنفسك مش لو نفذت تجربة غيرك و مشيت على حذافيرها

مش هأقول ان كل مجرب مش موضوعى ومش واعى و مش مفيد لكن كمان مأقدرش أجزم ان كل مجرب بيفيد , مش هأقولك متسألش أو متسمعش تجارب و خبرات ناس قبلك لكن هأقولك متسمحش توقف مخك و تأخذ كلامهم كلام مطلق و متقبلش يكون حد واصى عليك لمجرد انه مر بتجربة مشابهة

الصح انك تسمع آراء كتير , تلجأ لمجربين كتير , وتسمع حكاويهم كلها و حلولهم و آرائهم لكن متنساش ان المتخصص كمان هيفيدك فلازم تلجأ له وتسمع رأيه و تستوعب رؤيته لكن برضه متستناش منه الحل على الجاهز و الخطوة بقى الأهم انك بعد ما تسمع كويس و تستوعب و تجمع أكبر كم من الخبرات و التجارب تبتدى تغربل , غربل كل اللى سمعته و احتفظ بس بالمناسب ليك و لحالتك و بعد كده فكر كويس مرة و اتنين و ثلاثة قبل ما تكون منهج خاص بيك لحل مشكلتك

و الأهم بقى من كل المهم اللى فات انك بعد ما تخطى مشاكلك و تبقى صاحب تجربة متمارسش دور الواصى على غيرك و متوقعش فى نفس الفخ اللى وقع فيه غيرك صحيح انت مجرب و اكيد هتتسئل زى ما فى يوم سألت لكنك هتعرض تجربتك من باب عدم البخل باللى وصلتله فى طريقك مش من باب انك الأعلم والأجدر بالنصيحة والوصاية عشان بس انت مجرب .

كل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس

فى قاعدة من قاعدات البنات ورغيهم كان فى صديقة ليا بتتكلم عن خلع الحجاب وازاى انها بتواجه مشكلة مع الأهل و الأصحاب و المعارف بسبب قرارها لخلع الحجاب

الظريف بقى ان بقية البنات اللى كانوا قاعدين معانا كانوا فعلا لماحين جدا عندهم ذكاء خارق … واحدة بتشتكى من نظرة الناس لها بعد قرار اخذته و نفذته بالفعل خلاص يعملوا ايه بقى ؟! يبتدوا يقطموا فيها , اللى يوعظ , واللى يستنكر , واللى فعلا بيصدق على شكوتها بس بشكل سلبى فبيعزز رأى الناس و انهم لهم حق انهم ينتقدوها, ويستنكروا قرارها وفعلها وكمان لهم حق يحاسبوها , و على جانب آخر فى بنات شجعتها و بنات تانية ساهموا بتجربتهم وازاى برضه قلعوا الحجاب من قبلها وقابلوا مشاكل كتير , وبنات شاركت بتجربتها فى الجبر على لبس الحجاب و عدم قدرتها على خلعه بسبب تحكم الأهل وفرضهم الحجاب بالقوة .

بس بصراحة أصدق تعليق فى القاعدة اتقال كان تعليق بنت بتقول أنا عايزة أقلع الحجاب بس خايفة من ردود أفعال الناس و كلامهم.

الغريب بقى ان مفيش و لا بنى آدمة من القاعدة الحلوة ديه كانت بتفكر من منظور ربنا سبحانه و تعالى الكل بيتكلم من منظور “الناس هيقولوا ” , “الناس هيتكلموا ” , ” الناس هأيكلوا وشنا ” من الآخر لقتنى قدام قانون ” كل اللى يعجبك و البس اللى يعجب الناس “!
وده مالوش غير مؤشر واحد بس , انك لازم تبقى زى ما الكتاب قال من منظور الناس حتى لو كان غلط أو ضد رغبتك وراحتك واعمل اللى على مزاجك فى الخفاء حتى لو كان غلط و معصية للخالق… المهم الناس !

الحقيقة أنا ولا قضيتى اقناع البنات بلبس الحجاب و لا قضيتى اقناعهم بخلعه ولا قضيتى أصلا الحجاب فى حد ذاته , الحجاب و الموقف الخاص بيه اللى حصل قدامى هو مجرد مثال لمشاكل تانية كتيرة بنواجها فى المجتمع و بنخاف نتعامل معاها بحرية وبالأسلوب المريح لينا عشان خايفيين من الناس

الناس مهما حاولت ترضيها هتفضل تتكلم و مش هترضى وهيفضلوا يتكلموا على بعض بكل ما لذ و طاب من انتقاد و استنكار , ده غير ان كل واحد فيهم اول ما بيقفل بابه عليه بيعمل كل اللى مش قادر يعمله فى العلن و عشان هو جبان و مش بيعرف يواجه عايز الناس من حواليه تبقى نسخ متكررة منه عايز يقتل فيهم الحرية فى الاختيار ويقتل فيهم القدرة على المواجهة و كمان يقتل فيهم الصراحة والوضوح وان اللى جواهم هو اللى براهم , مش عايزهم يبقوا قادرين يخالفوا القطيع و يكسروا الإطار فبينصب نفسه واعظ منزه عن الأخطاء ويبتدى ينسج قوانين زائفة من صنع البشر كلها بتصب على الحفاظ على الشكل قدام الناس و بس

كل واحد من حقه يأكل اللى يعجبه و يلبس كمان اللى يعجبه ومش مهم الناس , خرج الناس و رضاهم من حساباتك مش هتكسب حاجة لو حققت رضا الناس و خسرت نفسك لأنك لو مشيت على هوا الناس و خليت مقياس اختياراتك ” كلام الناس” يبقى انت مصيرك يإما منافق ..فى وسط الناس مثالى و فى الخفاء ربك أعلم بيك , يإما هتخضع فعلا فى السر و العلن لكلام الناس وساعتها هيوصل بيك الحال للركود لأنك هتخاف تخطى أى خطوة قدام .

كلام الناس مش هيقف لكن حياتك ممكن تقف بكلامهم وانت ليك الاختيار و القرار .