أرشيف التصنيف: غير مصنف

ولا وصمة عار … ولا قلة إيمان

1200
احساس مقزز انك تعيش فى مجتمع نظرته الاجتماعية لمرض من الأمراض انه وصمة عار فتشوف بنى آدم بيتخانق مع غيره فيحب يحسسه بالنقص أو يعايره فيقوله “بطل عقد” ولا يتكلم عليه من وراه ويقول ده “مريض نفسى ” !

بالاضافة بقى للاحساس المقزز اللى فات ممكن تحس احساس مخزى انك تعيش فى نفس المجتمع وتكون نظرته الدينية لنفس المرض انه قلة ايمان فتشوف واحد بيشكى لشيخ ورجل دين من حالة الضيق أو الحزن اللى بيعانى منها فالشيخ ينهره ويحسسه انه مذنب وبدل ما يساعده ينفره باتهامات من أمثلة ” ما هو السبب ذنوبك ” , “أصلك بعيد عن ربنا ” !

بصراحة يا وكستنا … آه والله يا وكستنا يعنى انت كده لما ترفع شعار قلة الايمان ولا ترفع شعار وصمة العار هتحل مثلا المشكلة ؟! ولا كده أخذت صك الكمال لما وصفت غيرك بالنقص!

يا شيخ يا رجل الدين كده وصلت رسالتك الدينية ؟! يا بنى آدم يا سوى كده قمت بدورك فى المجتمع ؟!

يا عزيزى لو انت شايف انك سوى وخالى من اى اضطرابات نفسية ومنزه عن التعرض لاى نوع من أنواع الأمراض النفسية جرب كده تبدل الأدوار واتخيل انك بتمر بأزمة وحد جه يقولك “يا مريض يا معقد ” يا ترى هيكون ايه شعورك ؟!
احب اقولك ان مش من علامات الصحة النفسية انك توصم غيرك بحاجة هو مالوش يد فيها , وان ده له دلالة سلبية على فكرة فوارد جدا حضرتك تكون شايف نفسك فى الشخص اللى بتعايره بس مش قادر تعترف باللى فيك , أما بقى لو انت فعلا سوى يبقى ليه متحاولش تاخده لمنطقتك السوية بدل ما تستمتع بتبكيته و كمان بنعته فى كل مكان “انه مريض نفسى”

شيخى الجليل لو حضرتك دلوقتى ماشى فى الشارع بتتمشى فى منتهى الروقان وفجأة وانت منسجم اتكعبلت فى حجر اتكفيت على وشك اتشلفطت خلقة سيادتك هتعمل ايه يا ترى ؟!
هتسيب نفسك غرقان فى دمك موجوع وتقعد تصلى وتقرأ وتعزم على نفسك عشان تبقى كويس ولا هتجرى على أول دكتور تقابله فى طريقك تطلب منه المساعدة , وتخليه يطيب جروحك , يجمل شكلك , ويرجعك زى ما كنت فى الأول , ولو يطول يرجعك أحسن من الأول مش هتتردد ؟!

قيس بقى على كده يا شيخى الجليل , المريض النفسى بنى آدم مخلوق بفطرة سليمة نقية وصافية مشى فى الدنيا اتكعبل فى مشاكل وصعاب و مآسى فى منها اللى سابت جروح مفتوحة وفى منها اللى علمت بعلامات مشوهة نفسيته و فى منها اللى عملت إعاقة بقت زى السد بينه وبين الناس و الدنيا مفروض بقى حضرتك يعمل إيه ؟!

يسمع كلامك وتأنيبك له إنه مذنب و إن اللى فيه بسبب بعده عن ربنا و قلة إيمان منه ولا يروح لدكتور متخصص يعالجه و يساعده انه ينفض التراب اللى الزمن بمشاكله حطها عليه و يساعده انه يرجع لطبيعته و لفطرة ربنا سبحانه و تعالى اللى فطره عليها

أما بقى لو حضرتك مريض بأى نوع من أنواع الأمراض النفسية فياريت متشاركش فى نفس الجريمة اللى بتاعنى منها و انت ضحيتها من مجتمع جاهل يعنى متتكسفش انك مريض , متتكسفش انك تطلب المساعدة و كمان متسمحش لحد انه يتعامل معاك بدونية , انت مش وصمة عار ولا انت مغضوب عليك من ربنا انت انسان كامل بيمر بأزمة صحية وانت اللى فى ايدك انك تكمل فى المرض أو تتعافى وتبقى سوى ” سوى بجد مش سوى قشرة “

الملافظ سعد

11747262086_4d148273ce_z

من منطلق بقى اننا مجتمع بنقدس العادات و التقاليد و الأمثال و الحكم – اللى انا بانتقدها دلوقتى ومش كلهاعجبانى الحقيقة – فى مثال ابن حلال كده بيقول لسانك حصانك ان صونته صانك وان هنته هانك فليه بقى يا حبايبى رمينه على جنب و ما سكين فى غيره ! المهم ده مش موضوعنا , موضوعنا بقى هو لسان ناس كتير فى مجتمعنا الجميل لسان عايز أقطعه الحقيقة , ليه بقى؟ أقولكم ليه ؟ عشان بيستخدم شوية مصطلحات لازم تتشال من قموسه لأنه بيهين بيها نفسه قبل ما يكون بيهين بيها غيره
بيحب الشتيمة زى عنيه لأ و بيتفنن كمان فى ادخال كل ماهو جديد من مصطلحات لقاموس الشتايم الخاص بيه , وأكيد انا مش هأعين نفسى واصى ولا واعظ على الناس و انصحهم انهم يبطلوا شتيمة هما أحرار مع ان من باب أولى بدل ما نجرى ورا المظاهر و نحافظ على القشرة اللى بتغلفنا نحافظ على أخلاقنا و بواطنا لكن ما علينا , المهم لو انت أو انتى لسانكم لا مؤاخذة طويل و مسحوب منكم فياريت تبعدوا عن استخدام الأمراض كنوع من أنواع الشتيمة
أصلى مش قادرة استوعب ازاى تسمح لنفسك انك تستخدم بعض الأمراض أو بعض الهيئات الخلقية اللى ربنا سبحانه و تعالى فطر عليها بعض الناس كنوع من أنواع الشتيمة أو الإهانة اللى بتوجها لغيرك من الناس
فعلى سبيل المثال لا الحصر :
– “انت قزم و أنا أكبر من انى ارد على حد بحجمك”
– ” ده متخلف عقليا ”
– “ده أهبل” , “ده عبيط” , “ده مبيفهمش”
– “ده معقد ” , ” ده مريض نفسى”
– “ده معوق”
– “ده أطرش”
– “ده أعمى ”
– “ده أحول”

يعنى مش شطارة منك انك لما تختلف مع حد و يحتدم الشجار ما بينكم وتحب تهينه و تشتمه فتوصفه بمرض من الأمراض اللى خلقها ربنا عشان تحسسه بالنقص فبصرف النظر عن انك بتهينه نفسيا فانت كمان بتهين أصحاب الأمراض ديه فعلا .
اللى فات بقى كوم و اقحام الحيوانات فى خناقتنا و أحاديثنا ووصفنا لبعض البشر بالحيوانات كوم تانى بنحب نستخدم على سبيل المثال :
– “الدبة ” للتعبير عن زيادة الوزن
– ” حمار” للتعبير عن الغباء أو سوء التصرف
– ” زى الكلب ” للتعبير على الاحتقار
– ” زى القطط … بتاكل وتنكر” للتعبير عن الغدر و الخيانة
اللى أنا أعرفه على حد علمى ان كتير من الحيوانات قد تتصف بانسانية محروم منها البشر , ده غير انها كائنات عادية خلقها ربنا سبحانه و تعالى صحيح فضلك كبنى آدم عليها بالعقل لكن ده مش حق ليك انك تستخدمها كنوع من أنواع الاهانة
جايز يكون معظمنا قاموسه مبيخلاش من النوع ده من الشتايم وجايز كمان نكون بنرددها من غير ما نفكر فيها و من غير ما ندرك مرددوها النفسى على الشخص اللى بتتوجه له و على كمان الشخص المصاب بيها فعلا (فى حالة المرض) , لكن اللى لازم كل واحد يفهمه كويس حاجتين مهمين و بعدها قرر هتستخدم المصطلحات ديه تانى و لا لأ
– لما تستخدم بعض الأمراض كشتيمة بتعبر عن النقص مش هتبقى كامل لو اثبت ان غيرك ناقص .
– و لما تستخدم اسم حيوان كشتيمة ده مش هيثبت انك انسان .

أما بقى لو حضرتك مش مقتنع بكلامى وشايفه أى رغى و السلام فمضطرة استخدم المأثور الشعبى الطفولى الجميل و أقولك ” الشتيمة بتلف تلف و ترجع لصاحبها “..؟ فاهم يا صاحبها ؟

عصفور فى اليد…

BIRD

“عصفور فى اليد خير من عشرة على الشجر ” مثال متعدد الأوجه و الرؤى , ممكن حد يشوفه واقعى ومنطقى , وممكن يشوفه البعض الآخر بيعزز قيمة القناعة و بيتناسب مع فكرة الطمع يقل ما جمع , لكن بصراحة أنا بأشوفه انه منطق قشرة يعنى ظاهره منطقى لكن بداخله استسلام لواقع مرير بنتصور أنه الأضمن و الأكثر أمان .
بنتنازل بإرادتنا عن مستقبل من قبل ما ييجى عشان خايفيين انه ميجيش , بنتنازل عن الطموح و بنحط أحلامنا و أمانينا جنب الحيط و بنتمسك بوهم بنتصور انه فى ايدينا وبنفتكر اننا معانا صك ضمان وجوده للأبد طالما هو موجود فى ايدينا و الحقيقة اننا احنا اللى فى ايده.
بنخاف من المجهول خوف أعمى و بنفترض فرض مطلق انه الأسوأ , وبالتالى الخوف ده بيخرجنا من فلك المنطق لفلك العاطفة و لما تتحكم العاطفة و تتربع عرش قرارتنا يبقى أكيد النتايج مش مرضية وفى أحيان كتيرة للأسف بنجنى أخطاء مهلكة
أحيانا بنشوف انه مينفعش نغامر ونجرب حاجة جديدة وارد انها تدر علينا متاعب كتيرة , لكن بعد مرور وقت بنكتشف اننا اختارنا الوقوف فى مكانا فى حالة جمود وسكون فى نفس الوقت اللى سبقنا فيه غيرنا بخطوات كتير و كان الفارق الوحيد بينا وبينهم هو المغامرة
وعلى فكرة المغامرة مش بالضرورة دايما تعنى التهور , المغامرة ممكن جدا تبقى منطقية , مش لازم أبدا تفقد اللى فى ايدك عشان تحصل على الأفضل لكن ممكن جدا توازن بين اللى فى ايدك وبين ما تتمنى الحصول عليه وتصنع جسر يوصل ما بين الاثنين و بكده تنتقل من خطوة للتانية من غير خسارة
فى كثير من الأحيان بيكون العصفور اللى فى اليد هو سبب الشقاء مش السعادة , ممكن يبقى الخوف مش الأمان والضمان, فمينفعش أبدا إننا نعيش أسرى لمعتقد بالى تحت مسمى القناعة أو المنطق فى حين انه بيأ خرنا مش بيقدمنا , لأ ده كمان بيلغى أحلامنا وأمانينا و بيقلل من فرص الحصول على الأفضل فبيمحو المستقبل وبيجعلنا دايما مقيدين فى الماضى فى خبر كان …
والأهم من كل ده أنه ممكن جدا يطير زيه زى العشرة التانيين اللى على الشجرة أصل العصفور عمره ما كان فى اليد مهما مسكت فيه و مهما أحكمت قبضتك عليه كمان ممكن جدا يطير لأنه مخلوق بالأساس عشان يطير مش عشان يستكين فى ايدك .

شر لابد منه

images

أكبر كدبة بنعيشها اننا مجبورين وعشان نزينها بشريطة شيك بنقول على حاجات كتير فى حياتنا انها ” شر لابد منه ” , و لو افترضنا اننا فعلا مجبورين يبقى منطقى اننا بدل ما نعترف اننا مجبورين ندعى ونتظاهر بالرضا و ان اختيارنا بكامل ارادتنا و خالى من الضغوط لكنه “شر لابد منه” !

طيب و النبى ده كلام يعقل ,هو فى حد عاقل بيروح للشر برجليه , فى حد ممكن يقبل الشر و كمان يقتنع بيه ويسلم له تحت مبرر أنه ” لابد منه ” !

أكيد لأ طبعا وده معناه حاجة من اتنين يإما احنا ضعاف و هشين لدرجة إننا مستسلمين لأى حدث فى حياتنا حتى لو كان شر دون أدنى مقاومة مننا , فبنتهاون مع نفسنا و بنتعامل معاها بسلبية و بنستسلم للشر بدل ما نحاول نغيره أو ندفعه بعيد عننا.

يإما بقى إنه مش شر من الأساس و إننا بنحتاج فعلا بعض الأشياء فى حياتنا لكننا بنخجل من شعور الاحتياج , و كمان بنخجل اننا نعترف بهذا الشعور ! و بدل ما نعترف بشعور الاحتياج بنقول انه شر لابد منه و كأننا مش عايزينه أو مجبورين عليه .

ولا احتمال نكون بنقول “شر لابد منه” عشان ساعات بعض الأشياء فى الحياة بيكون لها مسؤوليات والمسؤوليات ديه أحيانا بتكون تقيلة علينا  بالتالى بتكون أقرب للشر لنا فنبقى محتاجينها بس مش عايزين مسؤولياتها وأعباءها فبنشوفها “شر لابد منه ” .

من الآخر بتتعدد الأسباب و الشماعة واحدة ” شر لابد منه ” لو انت شايف نفسك مجبور على واقع معين فأحب أقولك إنك انت اللى بتصنع الواقع و بالتالى إنت اللى تقدر تغيره يبقى “مش لابد منه” و لا حاجة .

أما بقى لو كاره المسؤوليات اللى هتقع عليك باختيار شئ معين فحضرتك محتاج تعدل شوية سلوكيات فى شخصيتك عشان تبقى قد المسئولية وتقهر خوفك وخد شوية جرعات شجاعة و قوة تحمل عشان لما تختار تبقى قد اختيارك ومتتحججش انه ” شر لابد منه”

أما بقى لو انت فعلا محتاج لواقع معين أو لبعض الأشياء فى حياتك فمتخجلش من احتياجك لأنه فعلا ساعتها هيبقى شئ ” لابد منه” لكن متقولش بقى عليه “شر” , أو عندك حل تانى استغنى بقى عنه و خلى عندك ارادة و ابعد عن الشر ومتجبرش نفسك يا سيدى على أى نوع من أنواع الشر وبدى قيمة الاستغناء على قيمة الاحتياج.

الموضوع مش سهل لدرجة البساطة ولا صعب لدرجة التعقيد , هو عبارة عن معادلة بتتكون من موازنة ما بين ارادة واحتياج مع الاعتراف بكل من ارادتك و احتياجك و الخروج بنتيجة اسمها قرار والقرار معناه اختيار والاختيار انت حر فيه طالما هتتحمل مسئوليته و نتايجه .

و على غرار أنا طويل وأهبل مش قصير قزعة ممكن تقول كل يوم “أنا عايز… مش مجبور” هتلاقى نفسك بتتحسن وكويس صدقنى ومع الوقت هتلاقى نفسك واضح مع نفسك وواضح مع اختياراتك وهتسقط من قاموسك ما يسمى ب” شر لابد منه “

مش قرءان على فكرة

images” لازم نحافظ على العادات و التقاليد ” جملة عقيمة شلت مجتمع بحاله بس السؤال بقى هنحافظ عليها إزاى يعنى هنحطها فى علبة ونخزنها فى الثلاجة ولا هنحنطها ونتحنط جنبها و ندفن احنا وهى فى مقبرة أثرية ونبقى كلنا ذكرى للتاريخ ؟!
الحقيقة انى مش عايزة أحافظ على العادات و التقاليد و مش عايزة أتحنط جنبها , مش شايفاها غير مجرد قيود بنفرضها على نفسنا وعلى اللى حوالينا وللأسف أحيانا بنصنعها بنفسنا
العادات و التقاليد والأعراف وأى حاجة تانية بتخص المجتمع وكلام الناس و الذى منه مش قرءان على فكرة … اللى عمل العادات و التقاليد دول مجرد بشر زينا زيهم مفيش فرق ما بينا و ما بينهم غير انهم حطوا شوية قواعد من وجهة نظرهم انها صح و احنا قبلناها ومشينا على دربها و خلناها مرجعية مطلقة لا تقبل التغيير أو التعديل وفقا لمجريات الزمن و تطوراته رغم إن التغيير سنة من سنن الحياة و الثبات جمود .
ليه بنخضع للمطلق و بننسى ان كل شئ نسبى , ليه بننسى ان الحكم على الأمور بيتوقف على طبيعتها ووقت حدوثها و كمان بتتوقف على الشخص نفسه , ببساطة كده اللى مناسب ليا ممكن جدا يبقى غير مناسب لغيرى و العكس صحيح طالما مافيش نص صريح و مرجعية دينية تخلى الحكم مطلق , الصح و الغلط نسبى , حتى الحلال و الحرام اللى بيشوفوا البعض مطلق فهو أحيانا بيكون نسبى فى حالة تعدد آراء و اجتهادات الفقهاء , ده ربنا سبحانه وتعالى ادانا حرية الاعتقاد يبقى ييجى بنى آدم يفرض علينا شوية قواعد دنيوية !!!
الحقيقة إننا بنخاف نجرب الجديد و بنخاف أكتر نشذ عن القاعدة بصرف النظر إذا كانت القاعدة صح أو لأ , بنخاف من الانتقاد , بنخاف من غضب غيرنا , فبنتنازل ونقبل القيود والأطر اللى خلقها غيرنا وحبسونا فيها عشان نرضيهم حتى لو مكناش مرتاحيين لكن النتيجة اننا بنخسر حريتنا وراحتنا ورضانا عن نفسنا وعن حياتنا وكمان ممكن نخسر اللى حاولنا نرضيهم .
جرب تكون مختلف غير واتغير , أخرج بره الإطار واسقطه , كسر القيود وامشى طريق جديد غير اللى غيرك مشيه , حلى حياتك وخليها مريحة , اسعد وارضى بيها بدل ما تيجى على نفسك وترضى غيرك من غير ما تكون راضى ومرتاح
وخليك فاكر انك مسئول … طالما هتتحمل نتيجة أفكارك و اختياراتك يبقى انت حر , طالما مأذتش غيرك ولا أجبرته انه يمشى على مزاجك يبقى انت حر … خليك فاكر انت حر

من فات قديمه تاه

قبل أى كلام جاى ممكن أكتبه و أى مشكلة ممكن أكتب عنها اكتشفت حاجة مهمة اكتشفت انى مهما قولت ومهما عدت لو مفيش اعتراف بوجود مشكلة يبقى أى كلام هأقوله أنا , أو يقوله غيرى ولا هيبقى له أى لازمة

لأن دايما بيكون حل أى مشكلة فى الدنيا بيبتدى بالاعتراف بيها و الاعتراف ده بيكون أول سلمة نطلعها وبتساعدنا اننا نبتدى نواجه وندور على الحل لكن طول ما احنا ناكرين أكيد مش هنوصل لأى نتيجة مرضية

وعشان كده لازم نوقف وقفة صراحة مع نفسنا و نعترف اننا للأسف بنواجه مشاكل كتير فى حياتنا ومعظمها بيرجع لوجود بعض القناعات , الأفكار, المعتقدات , والسلوكيات وكمان المشاعر اللى اتزرعت جوانا وكبرنا و اتربينا عليها و شوفنا آباءنا و أجدادنا عايشيين بيها و ورثناه منهم وبقت جزء لا يتجزأ مننا و للأسف بقت جوانا و بتجرى فى دمنا و بنخاف نقرب منها أو نغيرها أو نستبدلها تحت شعار ” من فات قديمه تاه” و فى الحقيقة انها مجرد كراكيب …أيوه احنا جوانا كراكيب

زى ما بنحتفظ فى بيوتنا بحاجات و أشياء كتيرة عشان مثلا لها ذكرى فى ماضينا أو لارتباطنا النفسى بيها , أو لأنها بتمثل لنا عنصر آمان و بنخاف من المستقبل اللى ممكن يحوجنا فبنظن انها ممكن تنفعنا و ممكن نلاقى لها استعمال وفايدة فى المستقبل فبنخزنها وبنحتفظ بيها فى صندوق أو دولاب الكراكيب , فكمان النفس البشرية عاملة بالظبط زى بيوتنا فيها دواليب و صناديق مغلقة فيها حاجات كتير ملهاش لازمة …فيها كراكيب !

ليه نحتفظ بأفكار و معتقدات من الماضى ظنا منا انها صالحة لليوم والغد؟! فى حين انها بقت بالية مفيش مكان لها على أرض الواقع غير جوانا بس , و بنرفض قبول أو التعرف على غيرها حتى لو كان الأفضل

لو موافق اننا عندنا مشكلة , ولو قادر تعترف بيها يبقى انت قادر انك تعيد هيكلة نفسك , يبقى انت قادر تتخلص من كراكيب نفسك البشرية , يبقى انت هتقدر تتمرد على نفسك وتخلص من كل عديم فايدة جواك بعد ما كنت له أسير فى يوم من الأيام , يبقى انت كده هتفوت قديمك لكن مش هتوه بالعكس هتلاقى طريق جديد منور هتتهدى له

من الآخر كده أرجوك افتح صناديق عقلك وروحك وانفض منها الغبار وارمى منها أى كراكيب .

العيد فرحة

العيد ” فرحة ” فرحة بالناس اللى حواليك و محاوطينك
فرحة باللى بعيد عنك بس فاكرينك
فرحة بكل حد بيفاجئك بحاجات بسيطة بس بتعلم جواك و بتعبر انه مهتم بكل تفاصيلك …
فى ناس فى حياتنا هى اللى بترسم الفرحة ووجودها و حضورها هو اللى بيخلق العيد .

متأطرنيش

فى مجتمع بيحب المظاهر ونفس المظاهر ديه هى المقياس بتاعه للحكم على البواطن لازم تلاقى كتير عجايب , هتلاقى اللى بيحكم على مظهرك المتواضع بانك فقير أو جايز دقة قديمة , وهتلاقى اللى بيحكم عليك من مركاتك انك ابن ناس و بنى آدم , وهتلاقى اللى بيحكم على روشنتك انك واد توتو أو بنت مايصة و طبعا لا مفر من لزق صفة الهيافة , وهتلاقى اللى بيتغر بشعرك فيقول ديه متبرجة , واللى يتغر بحجابك فيقول مؤمنة , وفى اللى يقول عليك مش راجل , وفى اللى يقول عليكى مسترجلة , فى اللى يشوفك بتنصح فيقول عليك واعظ , واللى يشوفك بتهزر وتضحك فيقول عليك ضايع , اللى يشوفك تصلى ومتقربش لسيجارة فيقول ده ملتزم , واللى يشوفك بتدخنى ويقول ديه صايعة ….

ومع كل مظهر انت عليه بيتحكم عليك حكم من منظور اللى حواليك ومن الحكم ده بيحكم على باطنك ولو محكمش على باطنك يبقى هيحكمك بمجموعة ضوابط بيشوفها انها بديهية ولابد انك تكون ملتزم بيها , وكأنه قرءان

ومن المنطلق ده أحب أقول لكل صاحب فكر عقيم بيحب يأطر الناس على مزاجه و يحكم بمزاجه عليهم … عادى على فكرة انى اكون محجبة وبأعرف ربنا و أكون بأهزر و بأضحك , وعادى على فكرة انى أكون بأختلط مع شباب و رجال لكن بحدود بأحطها أنا بنفسى لنفسى , عادى انى أكون متحررة ومنضبطة فى نفس الوقت فعمر التحرر ما كان صياعة وعمر الانضباط ما كان عقد او تزمت , عادى إنى أكون عاقلة ومجنونة عقلى يعيشنى صح وجنونى يطلع ابداعى , عادى إنى أكون أى حاجة ونقيضها و عادى إنى أعمل لنفسى منظومة القيم اللى أشكلها على مزاجى واللى هتريحنى فى عيشتى .

اللى مش عادى بقى إن حضرتك تأطرنى فى إطار من اختراعك وتملى عليا ايه اللى أعمله وايه اللى معملوش , اللى مش عادى إنك تقولى أوامر تحت مسمى “المفروض ” , اللى مش عادى إنك تتهمنى بأى نقص فى أخلاقى أو فى دينى أو فى شخصيتى عشان خرجت بره الإطار و مرضتش باللى حضرتك رضيت بيه , اللى مش عادى إنك تجبرنى أنى أعيش الجمود اللى سيادتك عايشه , اللى مش عادى ان يبقى ليا كتالوج ومفروض أمشى عليه …

أنا إنسان مش آلة … أرجوك متأطرنيش