و يفيد بإيه ؟!

كتير بتمر مواقف في حياتنا  مع أقرب الناس لينا بتخلينا واقفين فى مفترق طرق مش عارفين ايه التصرف الأمثل اللى مفروض نتصرفه،  مش فاهمين رد الفعل الأمثل اللى مفروض نرده عليهم،  بنازع نفسنا ما بين قهرة بتصيبنا و بتزقنا كده زق على اخد حقنا وما بين نزعة حنين بتحامى ليهم و توصى قلوبنا عليهم …

بنازع نفسنا ما بين نزعة انتصار للنفس وما بين نزعة مسامحة و ود،  بنازع نفسنا ما بين صوت بيلح انك تواجه اللى وجعك وتوجعه كمان زى ما وجعك و ما بين نزعة رفق و لين بحاله …

بنازع نفسنا ما بين اننا نشيل جوانا ونعبى قلوبنا بالجفاء والقسوة وما بين نزعة النسيان …

بنازع نفسنا ما بين كيان انسان بتدور جواه كل الصراعات وبتنازع جواه كل المشاعر وما بين كيان انسان بينسى نفسه وبيدوبها فى كيان غيره روحه ممزوجة بروح غيره …!!!

بنازع نفسنا ما بين أسئلة كتير من غير اجابة،  وجايز الاجابة تجيب معاها الاختيار و الاختيار يجيب قرار بس للاسف توهان الاجابة متوه القرار مغلوش على الاختيار معتم الطريق و خافى المصير …

و لكن يفيد بإيه السؤال وليه بندور على الإجابة لما المصير أصلا محتوم ؟!

من خاف …

الخوف شعور انسانى مشروع شعور غريزى جواناولا بد منه و فى أوقات كتير بيحمينا لكن كمان أكيد لو ملكك مملكتوش و زاد عن حده بيتقلب لضده و بكل نعومة بيتسلل لينا يمشى فى دمنا وبخوف على خوف يغذينا و بنفس نعومته يسيطر علينا بعد ما بيكون بقى جزء مننا يختار الوقت اللى بنآمن فيه ليه و يؤذينا…

صحيح المثل بيقول من خاف سلم لكن كمان الواقع بيقول ان “من خاف ” وارد جدا “ميسلمش” ولا حاجة بالعكس ممكن جدا خوفه يكتفه , يعجزه, يضعفه , يهزمه و ييأسه …

من خاف لو خاف لمجرد انه اتعود يخاف أو من منطلق ضمان الآمان فبيرفع بخوفه يافطة “الحذر” أحب أقوله ان الحذر عمره ما منع قدر …

من خاف لو خاف عشان فاكر انه بيحافظ على الموجود فجايز هو يكون صح بس أكيد كمان هو بيخسر كتير من اللى جاى أكيد هو ماشى فى طريق الركود بيجرى و بيسبق غيره لقاع السكون بيشبك خيوطه بخيوط الخوف اللى هتفضل تتنسج حواليه اكتر و تكون شبكة خيوط وراء التانية لغاية ماتخنقه تضيع ملامحه شوية شوية لغاية ما تخفيه تماما عن الوجود …

“أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة”

لا شك أن الأب و الأم حماية و سند لأولادهم أكبر نعمة فى حياتهم و برهم واجب علينا وهو أقل رد جميل ممكن نقدمه لهم و مع ذلك لم ولن نقدر نوفيهم حقهم… ولكن هل برهم يساوى سيطرتهم علينا ؟!

هل تقدير تعبهم معناه أن يرسموا لنا خريطة حياتنا الآتية تحت مسمى أنهم الاكبر و بالتأكيد هيكونوا الأعلم ؟!… هل رد الجميل معناه محو حياتنا التى تشرف على الابتداء لكى نرضيهم ؟!

بالتأكيد هناك حل وسط… فمن المستحيل عدم وجود حل وسط يجمع بين بر الوالدين ورضاهم وبين استقلاليتنا و اختيار المناسب لنا , من المستحيل الانغلاق و الحبس داخل إطار بعض المعتقدات المتمثلة فى كونهم “هما الأكبر هما اللى شايفين أحسن مننا هما اللى فاهمين أكتر مننا” و عندما نتوقف عن الجدال معهم و نتساءل لماذا أنتم الأعلم و الأكثر فهما يقال ” أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ” وبذلك نخرج من إطار مغلق لإطار أكثر إنغلاقا و ضيقا يحرم عليك الاختيار أو التجربة .

قد يكون فعلا من هم أكبر منا أعلم منا و ذلك بحكم تجارب الحياة ولكن ذلك لا يعنى أن تكون تجاربهم هو منهجنا الوحيد فى الحياة , لا يعنى أن تكون معرفتهم دليل مقدس نسير على تعليماته و غير مسموح أن نحيد عنه أو غير مسموح التفكر و إعمال عقولنا اتجاهه .

قد يستريح و يستمتع الأهل “الأب والأم” بشعور اعتماد أولادهم عليهم و قد يستلذوا احساس احتياجهم الدائم لهم و لكن هل يتذكر الأهل أنهم بعد عمر طويل سيتركون أولادهم بمفردهم فى الدنيا ؟!

حينها يجد الأولاد أنفسهم فى الحياة من غير تابع … فإن لم يكونوا واثقيين من أنفسهم و مؤهلين لهذا اليوم وهذا التأهيل بالطبع لم يحدث إلا لو استقلوا بأنفسهم و أهلهم على قيد الحياة فحتما سيكون المصير هو التيه و الغرق فى بحور الحياة عندما يحدث قدرالله و يكون الأهل خارج الدنيا .

لا شك أننا مهما مر العمر بنا و “كبرنا” نظل أطفال فى نظر أباءنا و أمهاتنا بل أحيانا نحن من نشتاق لذلك الشعور و نشتاق لدلع الطفولة , نجرى لنحتمى بهم و نختبئ بملجأهم عند مواجهة مشاكل الحياة ولكن عندما يقوموا بذلك الدور و نحن نستشعره اتجاههم بشكل اختيارى فهو أفضل بالتأكيد مليون مرة من كونه شيئا اجباريا .

كل من هو أكبر مننا “سواء أهل و غيرهم من الأكبر سنا و موجودين فى محيطنا” بالتأكيد هم الأعلم منا فيما يخص الكثير من الأمور و لكن الأفضل أن يتركوا لنا مساحة نخرج من خلالها “بره إطارهم” يتركوا لنا اختيار انتهاج نهج غير نهجهم دون أن يشعرونا أننا أذنبنا برفضنا لوصايتهم فمن الأفضل عدم الربط ما بين الاختلاف بيننا و بينهم و ما بين العقوق أو أن اختيارتنا بالتأكيد يترتب عليها العاقبة الغير محمودة الغير مرضية مرددين الجملة الشهيرة “هترجع تندم وساعتها تعرف اننا الصح و انت الغلط وساعتها متجييش تعيط…”

لكل أم وأب لكل من هو “أكبر و أعلم” رفقا بأولادكم رفقا بكل من هم أصغر منكم سننا فقبل أن تعاندوهم أو” تمشوهم جوه إطاركم” تذكروا أنفسكم و أنتم فى مثل سنهم تذكروا كيف عانيتم لكى تخرجوا أيضا خارج إطار أهاليكم .

لكل ابن و ابنة رفقا بأهاليكم لديكم حق فى شعوركم و لكم مطلق الحرية فى رفض السجن داخل إطار أهاليكم و إطار ” أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة ” ولكن لا تنسوا أن هذه المرة تتعامل مع أهلك و هذا الإطار الذى تريد تحطيمه غير أى إطار آخر تريد تمحيه هذا الإطار يحتاج إلى رفق و لين و مرونة و حب وبر أيضا .

ربنا لا يحرم أهل من أولادهم و لا يحرم أولاد من أهلهم … ولكى يحافظ الاثنان على بعضهم فلا بد أن يعترفوا ان كل واحد فيهم له إطار حر يشكله على مزاجه و من الضرورى أيضا أن يكون كلا الطرفان لديهم إدراك تام أنه بالتأكيد لا غنى لأحدهم عن الآخر فلا يمكن أن يستغنى أحدهم استغناء تام و كامل عن الآخر إلا فى حالة واحدة هى أن تكون العلاقة قائمة من البداية بينهم على السيطرة و الإجبار فبالتالى سيأتى الوقت الذى يتحرر تماما الأولاد من وطأة هذه السيطرة دون رجعة .

قد تكون هذه الخويطرة أقل حدة من أى خويطرات أخرى كتبتها أو سوف أكتبها و قد تكون أيضا ممزوجة بقدر من الحب على قدر من الخجل على قدر آخر من مشاعر غريبة غير مفهومة و متضاربة ومتناقضة فمن الصعب أن أقسى الأبناء على أهلهم و أشجعهم على عصيانهم “على طول الخط” و بالطبع العصيان هنا “بيكون من وجهة نظر الأهل… هما بس اللى بيبقوا شايفين ان أى مخالفة لهم فى الرأى عصيان”

و أيضا من الصعب أن أتهم أى أم و أب بكونهم المسئولين عن ضرر و أذية أولادهم تحت مسمى الحب “مع ان من الحب ما قتل” … الخلاصة أن خير الأمور الوسط فلا تضطروا أولادكم أن ينتظروا اليوم الذى يتحرروا فيه منكم فينطبق عليهم المثل الذى يقول “كنا فى جره وطلعنا لبره” فيتمردوا تمرد سلبى ويحيدوا من أقصى اليمين لأقصى الشمال , ولا تحبوهم لدرجة “الخنقة” فتصبحوا “زى الدبة اللى بتقتل صاحبها من كتر حبها فيه”

“الحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى “

images

إتعودت أقول دعاء “الحمدالله الذى عافانى مما ابتلى به غيرى و فضلنى على كثير ممن خلق تفضيلا ” لما أشوف صاحب إبتلاء قدامى أى كان بقى نوع الإبتلاء ده كشكر لنعمة العافية وإنه إصطفانى بيها و حفظنى من الإبتلاء و كطلب ورجاء من ربنا إنه يديم العافية ديه … لكن لما قعدت أفكر شوية إكتشفت إن لو العافية نعمة تستحق الشكر فكمان الإبتلاء نعمة تستحق الشكر .

أيوه الإبتلاء نعمة … أصلك لما بتبتلى بتبقى محتاج لربنا يعنى ربنا بيصطفيك عشان تلجأله ممكن يصطفيك بالنعمة لكن تنسى تلجأله بالشكر لكن لما يصطفيك بالإبتلاء أكيد بتلجأله و بتبقى عارف ان مهما كان حواليك بشر واقفيين جنبك مفيش غيره اللى هيرفع عنك ابتلائك وهو اللى هيجبر كسرك وخاطرك ويطبطب على قلبك و يطمنه .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بإنك تكون فى معيته وإنك يكونلك أسرار معاه … بيصطفيك بحبه … بيصطفيك بإجابة دعائك … بيصطفيك بفرصة إنك تتعرف عليه من جديد وتقرب منه … بيصطفيك بفرصة توبة … بيصطفيك بفرصة ندم … بيصطفيك بفرصة انك تحط نقطة فى آخر جملة كل اللى فات و إنك تبدأ من أول السطر فى صفحة جديدة ناصعة البياض و انت اللى هتشكل فيها الحروف من تانى .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيختار انه يصطفيك بخبرة و حكمة غيرك اتحرم منها و ممكن يقعد سنيين و سنيين عشان يتعلمها و جايز قوى ميعرفش يفهمها لكن فى حالتك و فى خلال رحلة إبتلائك الخبرة و الحكمة بيتقدمولك على طبق من ذهب … بيتقدمولك واضحيين بخلاصتهم من غير توهان أو تفكير كتير من غير ما تحلل و تغربل .

لما ربنا بيصطفيك بالإبتلاء بيصطفيك بفترة تعيد فيها حساباتك وتقيم بيها نفسك وأسلوب معيشتك واختياراتك فى الحياة … بيصطفيك بفترة جايز جدا تكون سبب فى تغيير مسار حياتك … بيصطفيك بفترة بتتشكل فيها من جديد و بتشكل فيها منظومة حياتية جديدة هتعيش فيها و بيها … بيصطفيك بمرحلة وتجربة حياتية جديدة حان وقتها انك تعيشها .

كنت ومازلت بأخاف من الآية الكريمة “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” … ولكن بأطمن و بيسكن خوفى شوية لما بأوصل لآخرها ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ” زى ماربنا هيقدرلك الإبتلاء هيرزقك بالدواء و ينعم عليك بالبشرى اللى أكيد هتجيبلك نعم كتير وراها بس بشرط انك تكون من الصابرين .

الخلاصة اللى اتعلمتها و القناعة اللى وصلتلها إن الإبتلاء ممكن يكون بشر و ممكن يكون بخير يعنى ممكن يكون فى صورة نعمة وممكن يكون فى صورة نقمة … الإبتلاء ممكن يكون فتنة … ممكن يكون اختبار صبر … ممكن يكون حاجات كتير … لكن الأكيد إن دايما وراه حكمة و ربنا سبحانه و تعالى لو اصطفاك بالإبتلاء يبقى أراد انه يصطفيك بالحكمة و لو اصطفاك بالحكمة فأعرف إنك فى نعمة تستحق الشكر … ” فالحمد الله الذى ابتلانى مما عافى به غيرى”

يعنى ايه أمل ..؟!

hope

يعنى الدنيا تقفل فى وشك وانت شايفها مفتوحة وليها ألف باب وباب , يعنى تخرج من نقرة تقع فى دحدرة وانت بتضحك ومستنى الطريق يتمهد … لأ و ممكن متستناش لكن تقوم بنفسك و تمهده … , يعنى تعافر فى دنيتك وتشق طريق كل شوية بيتسد ومتزهقش .

يعنى تفضل تسعى وتجرى ورا حاجات كتير ومع ذلك متبقاش نصيبك , يعنى يبقى نفسك فى حاجة قوى واول ماتقرب خلاص منك فجأة تطير , فتدور على طريقة جديدة توصلك ليها و تبدأ تانى تحلم بيها من جديد ومتوقفش سعى ولا جرى وراء أحلامك اللى واثق انها فى يوم هتبقى حقيقة.

يعنى تحسن النية وتعامل الناس بكل ود وحب وتلاقى قسوة وجفا , فتفضل تحب ومتبطلش حب عشان متأكد ان لسه فى الدنيا ناس تستحق الحب ده .

يعنى تصحى الصبح وتقابل يومك بابتسامة عريضة ورغم كده كل الأحداث تكشر فى وشك , فتضحك أكتر فى وش الحزن وتاخده كمان بالحضن رغم ان الدمعة نازلة من عينك .

يعنى المستقبل دايما يكون مجهول ورغم الخوف من المجهول إلا إنك راسم ومخطط انك تعيش أحلى حياة .

الأمل يعنى رغم كل الصعوبات تفضل تتعب عشان تعيش وتحقق هدفك , يعنى مش مجرد كلام بتردده بدون عمل ولا وهم عايش جواك ومعشش فى خيالك… , أبدا ده الأمل أقوى دافع للصبر , وأنسب وسيلة لتحقيق أى حلم مهما كان مستحيل وهو الضمان الوحيد للوصول ليه .

يعنى حاجات كتير قوى تحاول تحبطك بس انت مبتتأثرش , يعنى تحلم دايما لبكرة حتى لو مش ضامن انك تعيش ثانية قدام , يعنى تكون متفائل على طول الخط مهما كانت الأحداث حواليك كئيبة , يعنى تبقى واثق ان ربنا بيبعد عنك الكويس من وجهة نظرك عشان يهديك الأحسن على الاطلاق .

يعنى كلام كتير اتقال ولسه هيتقال عن احساس ممتع و جميل انه يتعاش …المهم انك تعيشه , يعنى تبقى عارف و فاهم كويس ان اليأس سهل , جايز كمان يكون أسهل طريق تختار تمشى فيه لكن الأمل هو اللى صعب لكنه مش مستحيل… هتتعب فى اختيار طريق الأمل لكن اتأكد انك لما تعيش حياتك بأمل وتفاؤل أحسن بكتير من انك تموت من الخوف واليأس …واتأكد كمان انك هتلاقى الأمل موجود … دور بس انت عليه جواك .

الدنيا…”جراب حاوى “

حاوى

مع كل موقف جديد , تجربة جديدة , شخصية جديدة أو أى حاجة بنقابلها وبتفرق معانا فى دنيتنا وبتعلمنا حاجة جديدة وبتدينا وعى جديد بنفتكر اننا كده وصلنا لأقصى درجات الفهم والوعى واننا عندنا مخزون محترم من الخبرة والإدراك اللى مقابلناش ومش هنقابل زيه تانى, .. بنفتكر اننا لاقينا مرادنا من أشياء و أشخاص كنا بندور عليهم …

وفجأة تتعاد الكَرّةمن جديد بنقابل مواقف جديدة وتجارب جديدة وشخصيات جديدة بتبهرنا و بتحسسنا بالفرق و بتقيم وبتغربل اللى قبلها من مواقف وتجارب و شخصيات بس المرة ديه بندرك ان ده مش منتهى المعرفة والوعى والفهم …
بنفهم ان الدنيا “جراب حاوى” فيها لسه كتير ولا اللى فات فيها كان الأفضل ولا اللى احنا فيه أفضل من الأفضل ولا اللى جاى هو الأفضل على الإطلاق .

كل الحكاية ان احنا فى الدنيا بنعيش مراحل و كل مرحلة فيها حاجات و أشخاص بتيجى وفيها كمان حاجات وأشخاص بترحل , و بالتالى بنكتشف كل يوم حاجة جديدة وكل حاجة جديدة لها لازمة فى وقتها وهى الأفضل فى وقتها بس , لكن ده مش معناه انها الأفضل على طول الخط .

ممكن صحيح تكون محظوظ و تقابلك حاجات و يقابلك أشخاص يكونوا دايميين دوام عيشتك فى الدنيا, يكونوا ورقة يا نصيب فى دنيتك , يكونوا النكهة اللى بتسكر و تحلى دنيتك وتلونها, لكن كمان ديه مش قاعدة , حظك الحلو هو الشواذ … لكن القاعدة ان دوام الحال من المحال , وان جراب الحاوى بيحوى كل اللى ممكن تتوقعه و اللى متتوقعهوش و جايز اللى متتوقعهوش يكون أكتر من اللى تتوقعه …

و عشان كده عيش فى الدنيا و انت متوقع انك تقابل اللى متتوقعهوش , ومتندمش على أى قرار خدته …أو على أى موقف عيشته … أو على بنى آدم عرفته… لأن كل حاجة منهم كان لها لازمة وفايدة وحكمة فى حياتك .

صاحب وحدتك … و استمتع بيها كمان

images

أصعب شئ فى الدنيا انك تكون وحيد , احساس غير محتمل بكل المقاييس والمشكلة ان لو كان حواليك ناس كتير لكن فى الحقيقة انك لوحدك وسطهم وكل واحد فيهم مشغول بحياته ودنيته ساعتها قدامك حل من اتنين يإما تبكى على اللى فاتوك ولوحدك سابوك يإما تفكر بشكل ايجابى شوية …

بس قبل ما أقولك ازاى تفكر بشكل إيجابى لازم أوضح حاجة مهمة قوى , أوعى تفتكر انك بعيد عن فكرة الوحدة أو انك متأكد ان حواليك ناس كتير بيحبوك واستحالة يسيبوك , ببساطة كده مفيش حد كبير على الوحدة والحب مش المقياس الوحيد اللى بيتحكم فى وجود الناس من حوالينا , اى حد فينا ممكن يتعرض انه يبقى وحيد بسبب بقى مشاغل الحياة اللى بتاخد الناس عنه بعيد أو لأن الناس خلاص مبقتش محتاجاه أو كمان بسبب سنة الحياة اللى قانونها بيحكم ان مفيش شئ ثابت ومفيش حد دايم فييجى الموت ياخد اللى بنحبهم وبيحبونا من حوالينا واسباب كتير عمرك ما تتصورها ولا تتصور فى يوم انك ممكن تتعرض لها … ربنا يكفيك ويكفينا شرها وميحكمش على حد بالوحدة أبدا .

لكن برضه الاحتياط واجب وعشان كده لو فى يوم الوحدة كانت قدر قرر انت كمان تكون قدرها , صاحبها أو الله الموضوع مش صعب كده كده هى اتكتبت عليك وقررت تلازمك ال24 ساعة يبقى تعاشروا بعض بالمعروف ولا تطلعوا عين بعض وفى الآخر برضه مش مفارقين؟! لأ حبوا بعض واتفاهموا – والله أنا مش مجنونة أنا بأحاول اساعدك – يعنى أكيد ربنا لما قدر انك تكون وحيد كان له حكمة ممكن جدا يكون ليك رسالة لازم تنفذها فى حياتك ولو مجتش فترة الوحدة ديه عمرك ما كنت هتقوم بالرسالة ديه , مثلا بص حواليك شوف مين زيك وحيد , مين محتاج سؤالك أو حتى تليفون منك يفرح قلبه ويحسسه بطمأنينة واسأل عليه دايما واوصل حبال الموده معاه ومتقطعهاش ابدا .

جايز تكون مقصر مع ربنا ومحتاج تجتهد شوية فى عباداتك فربنا أراد انه يردك ليه رد جميل فبعتلك الوحدة هدية مش ابتلاء عشان تستأنس بيه سبحانه و تعالى وتستشعر معيته وتتمتع بالقرب منه .

واحتمال كبير تكون مقصر فى “حق نفسك” وعشت دنيتك كلها شقى وجرى ولف حوالين نفسك وجه الوقت اللى لازم تدلع نفسك وتبسطها , اخرج واتفسح وسافر واعمل كل حاجة نفسك فيها وكل حاجة ممكن تحسسك بالسعادة , مفيش أغلى من نفسك عشان تبسطها .
اعتبر وحدتك فترة نقاهة من الدنيا واللى فيها , اعتبرها هدنة بينك وبين الناس , اعتبرها اختبار بيكشفلك معادن الناس وبيبينهم على حقيقتهم …
هى صحيح الوحدة وحشة وكمان شرسة ومتوحشة وممكن تفترسك وتأكل فيك بس ده فى حالة انك استسلمت لها , لكن انت هتكون ناصح وهتروضها وهتكون صاحبها … حبها و استغلها كويس فانك تكون سعيد ومبسوط ومتصالح معاها ومع نفسك , وافتكر دايما انك مش الشخص الوحيد اللى عايش “وحيد” فى الدنيا , فى ملايين غيرك بيعانوا من الوحدة زيك لكن انت ممكن تكون الوحيد ما بين الملايين اللى صاحب وحدته واستمتع بيها .

افتح صفحة جديدة

صفحة جديدة

أصعب حاجة فى الدنيا انك تكون تايه فى حياتك مش عارف تنهى اللى فات ولا عارف تبدأ اللى جاى … أصل ازاى الواحد ممكن يختار ما بين حاجتين أصلا مش عاجبينه؟!

أنا فاهمة ان الواحد بيحتار ويبقى مش عارف يختار لما يكون قدامه اختيارات كلها أو معظمها عاجباه، لما يكون الاختيارات ديه فيها مميزات خايف من فقدانها أو خايف انها متتعوضش لكن ان الواحد يبقى جواه صراع بسبب اختيارين ماكنش اصلا عمره يتمناهم ده اللى عمرى ما اتصورته … واقف فى مفترق طرق وقدامك اختيارات كتيرة معظمها مضللة وبتعمي عنيك عن الاختيار الصح .

ساعتها بس بتكتشف انك لازم تعافر مع نفسك ومع دنيتك عشان تزيح الغمامة اللى على عينك وساعات كمان على قلبك وعقلك عشان بس تقدر تشوف الطريق اللى لازم تمشى فيه .

وساعات كمان بتكتشف بعد ده كله انك لازم تردم كل الطرق المفتوحة قدامك ولازم تحفر بنفسك طريق جديد طريق خارج عن المألوف منحوت ببصمتك حتى لو كنت عمرك ما تصورت انه يكون من نصيبك أو يكون قدرك اللى جاى، ممكن تبقى شايف فيه مشقة بس يكون هو الخير، ممكن تكون مستغربه، مش مصدقه، مش مستوعب انه هو الاختيار الأفضل لكن فى نفس الوقت فى حاجة بتقولك هو أسلم حل، هو بصيص الأمل اللى جاي.

احفر طريقك، كمله، هتلاقى نهايته حياة جميلة بتفتحلك أبواب جديدة هتطل منها على بداية صفحة جديدة.

برستيج

“الحياة برستيج” جملة سمعتها كتير من كذا شخص و فى كل مرة اسمعها فيها كانت بتخرم ودانى , كانت يتصيبنى بالهلع , بالاستفزاز , والعجز أحيانا عن التفكير و عدم القدرة على فهم عقليات و نفوس بعض البشر ! و غيرها من المشاعر المجهولة التوصيف و اللى دايما بتدفعنى وبقوة للتساؤل هو ” يعنى ايه برستيج”؟! وياترى ممكن اختزال معنى الحياة بالكامل فى كلمة ” برستيج” ؟!

طيب ليه أصلا بيبحث البعض دايما عن ما يسمى ب ” البرستيج”؟ يا ترى هو وسيلة ولا هدف ؟ الأهم من كل ده هو ” البرستيج ” بيتمثل فى ايه ؟

يا ترى هو جزء بالفعل لا يتجزأ من الشخصية و أسلوب حياة ولا هو ” وش بلاستيك” بيتلبس قدام الناس وبيتخلع فى الخفاء لما نكون مع نفسنا .. و بكده يكون مجرد ستار براق جذاب بنتخفى وراه لتغطية وستر عيوبنا ونقاط ضعفنا , ولا جايز هو رفض لحقيقتنا وواقعنا وأحيانا ممكن يكون رفض لماضينا ؟

يا ترى هو الفانوس السحرى الجاذب للبشر من حوالينا واللى بيضمن وجودهم وبكده نضمن عدم الوقوع فى براثن الوحدة ؟ ولا هو الجاذب للمزيد من متاع الدنيا والضامن لتحقيق الأهداف و النجاحات ؟

يا ترى بفضله بتزيد الثقة بالنفس و لا الثقة بالنفس جزء من تكوينه ؟ ولو اتفقنا بشكل مبدئى انه شئ مهم فى حياة البعض فيا ترى إزاى بيقاس وايه هى معاييره ؟ وإزاى ممكن نحكم ان فلان صاحب “برستيج” وعلان بيفتقده ؟

طيب يا ترى احنا بنكتسبه ولا بنصنعه ولا “بنورثه مع ميراث جدو الباشا”؟! ياترى هو مقدار ممتلكاتنا فى الدنيا ؟ ولا هو التباهى بالمسكن الفاخر أو السيارة الفارهة ؟ يا ترى هو عملك ومهنتك ولا الجاه والمكانة الإجتماعية و اتكال الشخص على اسم عيلته ؟ يا ترى هو الخلقة الحسنة اللى ربنا سبحانه وتعالى وهبها لنا و مفيش فضل لينا فيها ؟ ولا تعليمك الراقى ؟ يا ترى هو حفظك وترديدك لبعض المصطلحات الدالة على ثقافتك ولا هو إقحامك لبعض الكلمات الأجنبية فى حديثك؟
أسئلة كتيرة دارت فى ذهنى و خلتنى استغرب عقليات الناس حواليا و بصراحة استغربت كمان عقلى اللى احيانا بيفكر بشكل لا إرادى بنفس الطريقة فى بعض المواقف بس كل الأسئلة حتى لو ملقتش لها إجابة وصلتنى لسؤال تانى خالص هو منين أصلا جاتلنا الثقافة ديه ؟
وهل ثقافة “البرستيج ” اللى هى لسان حال طبقة معينة فى المجتمع قد تكون راقية أو بتتمسح فى الرقى هى هى ثقافة مجتمع بحاله موروثه الشعبى مؤمن إيمان تام إن ” اللى معاه قرش يسوى قرش ” و إن ” اللى له ضهر مينضربش على بطنه ” ؟!

من الآخر المجتمع بيشوف إن ” البرستيج ” أو يعنى قيمة البنى آدم بتيجى من اللى بيتركن عليه !!! وللأسف مبتجيش منه ذات نفسه , من جوهره …!!!

جايز يكون “البرستيج” أو قيمة البنى آدم بتيجى فعلا من كل اللى حاجات اللى فاتت ديه , لكن أعتقد انها أكيد فانية ولو للحظة اى حاجة من الحاجات ديه اتخلت عن صاحبها حياته و دنيته كلها بتتغير , ياما سمعنا عن ناس فى مناصب كانت فى حال ولما المناصب سابتها بقت فى حال تانى , وياما ناس كان معاها فلوس كانت محبوبة واول ما الفلوس هربت بقت مذمومة ووحيدة وياما حاجات كتير طلعت بنى آدميين فوق وعملتلهم قيمة ورجعت هبدتهم على الأرض وقطمت رقبتهم كمان

لكن زى ما الحاجات ديه كلنا فاكرنها وعاملين لها ألف حساب و جايز نكون بنقدسها وبنتمناها و بنجرى وراها عشان تكون جزء مننا و نترسم بيها على بقية الخلق رغم انها “فانية “… فبالتأكيد فى كمان حاجات كتير تانية ممكن تعملنا قيمة لكنها للأسف منسية وساقطة من ذاكرتنا رغم انها “باقية” … ” البرستيج” أو قيمة البنى آدم ممكن تبقى الهيبة والاحترام , ممكن تبقى السيرة الحسنة والسمعة الطيبة وغيرها كثير من المعانى اللى جايز متكونش ملموسة لكنها محسوسة وبتسيب دايما آثر طيب وخالد فى النفوس… وفى الآخر كل واحد فينا له دايما حق الإختيار ما بين الفناء و ما بين البقاء .

بدون بحث وبدون معاناة….تصلك الفضيحة أينما كنت

” سهرة خاصة وأسرار فضيحة …. فقط تشاهدونها على قناة …. ” , ” فيديو فضيحة…الحق ادخل واتفرج قبل الحذف” , ” أخبار وفضايح المشاهير فقط على موقع …” وغيرها كتير من العبارات الخاطفة المحفزة للفضول البشرى واللى بنشوفها يوميا فى وسائل الاعلام المختلفة و على مواقع الانترنت وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى ده غير الصحافة الورقية والمجلات المتخصصة فى نشر أخبار المشاهير والنجوم… , وبالطبع مبنكتفيش بمجرد الرؤية لازم طبعا نشارك بنشر الفضايح ديه سواءا بفى كانت مرئية أو مكتوبة وكل ده بضغطة زر واحدة بسيطة , وأحيانا اذا مكنش فى معظم الوقت بنضيف عليها بعض الكلمات أو العناوين والتعليقات اللى تخليها أكتر اثارة وتضخم من قيمة الحدث حتى لو كانت التفاصيل اللى بنضيفها ديه لا تمت للحدث بصلة من قريب أو من بعيد ….

وللأسف مش وسائل الاعلام لوحدها هى اللى بتروج للفضايح و أحيانا بتصنعها , لأ احنا كمان بنصنعها يوميا فى جلسة نميمة أو بمكالمة هاتفية أو بترديد المأثور الشعبى البديع “يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش” و” بكرة نقعد جنب الحيطة ونسمع الزيطة ” … أصل فعلا لها سحر خاص جملة ” شوفتوا اللى حصل…” جملة كافية لجذب أكبر عدد من الناس عشان بتجمعوا فى حلقة مغلقة لتداول أهم فضايح اليوم من وجهة نظرهم واللى تتمثل فى ” فلان صاحب فلانة ” و ” فلانة سابت فلان ” و ” فلان طلع حرامى وفلانة اطلقت “… لدرجة أصبحت الفضايح والبحث عنها تشكل روتين يومى فى حياتنا , أصبحت ادمان واحنا له أسرى , ولما تتأخر علينا الجرعة ومنلاقيش ما لذ وطاب من فضايح …. بنلاقى نوعية مميزة من الأسئلة فى مقدمتها ” ايه الأخبار” وأمثلته من عينة ” ايه النظام ” , ” ايه الجديد “, ” مفيش أى مشاكل” , ” هى الدنيا هادية ليه انهارده”…. فمع إن ظاهر الأسئلة ديه يبان برئ إلا أنها بتحوى فى باطنها شغف لسماع أى شئ مثير نتداوله بينا عشان نخليه حكاية نتناقلها جايز يرضى فضولنا .

وحتى لو انت جاهدت نفسك و تميزت بانك تلجم فضولك هتلاقى ناس كتير حواليك تخصصوا فى التلصص على اللى حواليهم دول كمان بيكونوا بارعين فى البحث والكشف عن أسرارهم وبعد مرحلة البحث والكشف بتيجى مرحلة التطوع لنقل الأخبار المصنفة على انها فضيحة وحتى لو انتفيت عنها صفة الفضيحة وكانت بس تتسم بالسرية أو الخصوصية بالنسبة لأصحابها فهما بكل بساطة قادرين على جعلها فضيحة بكل ما تحمله الكلمة ….وبكده فبدون بحث وبدون معاناة تصلك الفضيحة أينما كنت .

سؤال بقى ووقفة كده مع النفس … هو ليه بنسعى لمعرفة أخبار الغير وبنعمل منها مسلسل بعدد لا نهائى من الحلقات فمنلاقيش له نهاية و مبيوصلش أبدا للحلقة الأخيرة.. بالعكس احنا بتنتابنا حالة من الامتنان اذا كانت الأخبار ديه بتعد من الفضايح عشان نصنع منها فيلم الموسم… ياترى ده ممكن نطلق عليه انه مجرد فضول ؟! ولا ده فراغ قاتل وبنملاه بتتبع تفاصيل حياة اللى حوالينا ؟! ولا ده مرض واستشرى فى المجتمع ؟!

يا ترى فكر كل واحد فينا أنه مش مجرد متلقى لما يطلق عليه مسمى “فضيحة “؟! يا ترى فكر كل واحد فينا انه زى ما قام بدور المستمع أو المتفرج من المؤكد أنه هيقوم فى يوم من الأيام بدور البطولة فى “فضيحة” تانية هيتناقلها اللى حواليه؟! … فكر و بعد كده اختار براحتك شكل حياتك , مش هتقدر توقف الناس كلها عن البحث عن “فضيحة ” تسليهم , ومش هتقدر تخلى الناس تبطل فضول أو تبطل كلام وكمان مش هتقدر تحمى نفسك انك متبقاش جزء من حكايتهم وتسليتهم اليومية لكن تقدر بكل سهولة متشاركش فى حواديتهم وتوفر وقتك ومجهودك لأى شئ له قيمة … انقذ نفسك واخرج بره إطار الفراغ اللى عايشين فيه .